ونحن نشاهد غروب شمس دولة 56 وللابد خلف تلال الالام وجبال من الخيبات وملايين الجثث لاهل الهامش الذين كانت جريرتهم انهم يطالبون بالعدالة والمساواة والحرية، ضحايا هذا المسخ دولة 56 الذي امتد زهاء القرن ، حتى برز لنا مطبلاتيهم رفات ذات المسخ يروجون زورا وبهتانا بان اهل غرب السودان يخوضون معاركهم الان في الشمال النيلي لتأسيس دولة جنيد الكبري ، والتي سوف يكون حدودها دولة النيجر وافريقيا الوسطي حتي حلفا وشرقا حتي عشرات الاميال في بطن بحر المالح. دولة الجنيدية او ال جنيد او الجنيديزم ، مجرد هراء يعشش في قاع عقول اولئك البوم عند بعض ابناء الشريط النيلي المنحسر ، الذين صدعو رؤوسنا بان نسبهم ينتهي بالعباس ، وحقيقة الامر لا ندري عن اي عباس يهرطقون؟ هل عباس بن فرناس الذي حاول ابتكار الطيران فشد اعواد علي اطرافة وحاول الطيران في غابر الازمان وسقط ودق عنقه؟ ام انهم يقصدون الممثل السوري عباس النوري أحد أبطال مسلسل باب الحارة الشهير الذي كان يعرض في شهر رمضان؟ وعودة الى الجنيد-يزم ، من ناحية انثروبولوجية هذه الفكرة غير صالح قيامها في جغرافيا السودان ، باعتبار أن السودان قطر متعدد الأعراق والقبائل ، وكيانات اجتماعية متداخلة ومتنافرة وغير متناسقة فهي أقرب الي التضاد منها إلى الانسجام ، هذا المزيج العجيب ليس داخل السلالات المتعددة الجغرافيات فحسب بل حتى داخل السلالة الواحدة ، اي القبيلة الواحدة ، نجد ان هناك أنماط اجتماعية وسيكولوجية واقتصادية وطبقية تعزز من تكريس هذا التضاد والتباين فكيف اذن من حيث البعد النظري تحاول ان تؤسس لدولة ال جنيد في كل السودان؟؟ لذلك كما قلنا منذ اكثر من ربع قرن مضي علينا بفهم مزاجية وسيكولوجية المجتمعات السودانية اولا ، وتحليلها ثانيا ، للوصول لنتائج مستساغة يسهل صياغتها ثالثا ، ومن ثم بناء اسس الدولة الحديثة المعاصرة ، وهذه امور لا تتم او تكتمل الا عبر مراكز أبحاث اجتماعية وجغرافية وثقافية متخصصة , لذلك وكما انقرضت دولة 56 الأن كما شاهدتهم جميعا ، سوف يكون اي نموذج اخر ايضا مصيره نفس مصير سفينة تايتنك عيال النهر والبحر والصحراء. اذن حتى نتحرر من هذه الثنائيات القطبية المتنافرة ، لابد اولا من ان نتحرر من البقع السوداء في تاريخ السودان التي ما زال بعض الهبنقه يعيشون شبق النستولوجيا منها وفيها. انتهي عهد هيمنة قبائل محددة علي مقدرات السودان ، وانتهي عهد السخرة وللابد ، واذا قدر للحرب أن تنتهي بطرد كلاب باعة الحروب من الهيكل، فساعتئد سيعيش السودان عصره الذهبي ، وان اراد عبيد امتيازات الماضي ورثة الخديوية والتركية التشبث بحق هو ليس لهم ، بواسطة المليشيات الاسلامية ، فاننا ساعتئذ لن نتحدث عن الجنيد نيزم فحسب بل كل الكوميديا السوداء سوف تشل ابو السودان ، وسوف نكون جزر من الدم والقتل وكل جزيرة ستحاول ان تكون دولة منفصلة ووقتها نكون قد ساعدنا الميليشيات الإسلامية المتطرفة السودانية للوصول إلى هدفها وهو يا نحكمكم او تحرقكم. فمن يفكر فقط مجرد تفكير بانفصال جزء من كردفان وكل دارفور والنيل الازرق فان انتظاره سيطول وحلمه سوف يركض به حمار النوم الي حيث لا رجعة. نقطة سطر جديد. [email protected]