الخرطوم (ا ف ب) - قال ناشطون الثلاثاء ان الحكومة السودانية اعتقلت منذ انفصال جنوب السودان واندلاع المواجهات المسلحة اكثر من 600 شخص. وقالت منظمة "الديموقراطية اولا" التي تضم مجموعة ناشطين معارضين يدافعون عن الديموقراطية في السودان، في بيان تلقته فرانس برس "قامت الحكومة السودانية باعتقال اكثر من 600 شخص في مختلف مناطق البلاد من جراء انشطة سياسية معارضة منذ انفصال جنوب السودان واندلاع المواجهات المسلحة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق". وكان الرئيس السوداني عمر البشير اعلن الاسبوع الماضي رفضه لاي تفاوض مع متمردي الحركة الشعبية شمال السودان الذين يقاتلون القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في التاسع من تموز/يوليو الماضي. واندلعت المواجهات بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان اللتين شهدتا جزءا من الحرب الاهلية بين الجنوب وحكومة الخرطوم في الفترة 1983-2005 وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل. وقاتل سكان الولايتين الاصليين الى جانب الجنوب ضد الشمال على الرغم من انتمائهم لشمال السودان. وكان الطرفان وقعا اتفاق-اطار في 28 حزيران/يونيو الماضي بوساطة الاتحاد الافريقي رفضه البشير، كما طرح رئيس وزراء اثيوبيا ميليس زيناوي مبادرة لحل النزاع في ايلول/سبتمبر الماضي. ويرفض متمردو الحركة نزع اسلحتهم في جنوب كردفان والنيل الازرق والذين يقدر عددهم بنحو 40 الفا، الا بعد التوصل لحل سياسي مع حكومة الخرطوم. من جهة اخرى بدأت في الخرطوم الثلاثاء محاكمة ستة من اعضاء حركة العدل والمساواة المتمردة في اقليم دارفور (غرب) كان الجيش السوداني اعتقلهم في كانون الثاني/يناير، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. ومثل المتهمون الستة وعلى رأسهم نائب رئيس الحركة المتمردة ابراهيم الماظ المتحدر من جنوب السودان امام محكمة خاصة بقضايا الارهاب في الخرطوم برئاسة القاضي معتصم تاج السر. وكانت محاكم خاصة بالارهاب شكلت لمحاكمة اعضاء حركة العدل والمساواة عقب مهاجمتهم العاصمة السودانية في ايار/مايو 2008. وحكمت هذه المحاكم على 113 من اعضاء الحركة بالاعدام ولكن هذه الاحكام لم تنفذ، وما زال عدد من المحكومين معتقلين في السجن المركزي بالخرطوم بعد ان اطلقت الحكومة السودانية سراح 32 منهم في آذار/مارس 2009 عقب توقيع الحكومة والحركة اتفاق اعلان مبادئ في الدوحة في شباط/فبراير 2009 بوساطة مشتركة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وقطر. واندلع نزاع دارفور في عام 2003 عندما تمردت مجموعات من سكان الاقليم على الحكومة المركزية في الخرطوم ودخلت معها في مواجهات عسكرية تقول الاممالمتحدة ان عدد ضحاياها بلغ 300 الف نسمة بينما تقول الحكومة السودانية انهم لم يزيدوا عن عشرة الاف شخص.