ربما تكون 'مفكرة مايا' اكثر روايات ايزابيل اليندي غرابة، هذه الروائية التي تعتبر واحدة من اغزر كتاب امريكا اللاتينية انتاجا. وهي تدور حول قصة مؤلمة لمراهقة امريكية تستسلم للمخدرات والكحول، ويتوجب عليها الفرار لأن الجميع يطاردونها. في هذه الرواية تدخل اليندي الى عالم الشرطة، هذا العالم الذي لم تعالجه في رواياتها التي كانت احداثها تدور في تشيلي. في هذه الرواية تحاول اليندي ان تتخذ من قضايا العصر الراهن محورا لاحداث روايتها، فهي تحكي قصة (مايا) الفتاة الامريكية البالغة من العمر تسعة عشر عاما والتي تجد ملجأ لها في جزيرة مهجورة على الساحل التشيلي بعد سقوطها في عالم المخدرات والجريمة والبغاء. وهناك، وبصحبة احد الناجين من التعذيب، وكلب اعرج، وشخصيات اخرى لا تنسى، تبدأ (مايا فيدال) بكتابة قصتها والتي تتضمن البغاء مع مجموعة من الحشاشين، والبوليس، والانتريول، ومع تقدمها في سرد احداث قصتها، تقوم بالكشف عن اسرار مرعبة لعائلتها، وتبدأ بتفهم معاني الحب والاخلاص، وتبدا اكبر مغامرة لها في حياتها، مغامرة اكتشاف ذاتها. اليندي التي يعتبر صدور كتاب جديد لها حدثا مهما في عالم مبيعات الكتب، تحدثت الى 'ذي نيشين' في منزلها بلوس انجليس، عن هذا الكتاب الجديد الذي سيصدر بترجمته الانكليزية عن دار هاربر اند كولينز في تشرين الاول عام 2012، وعن حياتها الخاصة، وعما تبقى من عمها الرئيس التشيلي السابق سلفادور اليندي. *لماذا اخترت قضية المخدرات والشرطة محورا لروايتك الجديدة (مفكرة مايا)؟ *قضية المخدرات قضية ذات تماس مباشر معي تورط فيها ثلاثة من ابناء زوجي ويليام غوردون، فابنة (غوردون) الكبرى توفيت جراء اخذها جرعة زائدة من المخدرات، والابن الاكبر قضى حياته متنقلا بين مراكز التأهيل، ولم ينج من هذه القضية سوى ولده الصغير الذي تم انقاذه من تعاطي الهيرويين. اما اسوأ ابنائه فقد كانت ابنته التي مارست البغاء الى جانب تعاطي المخدرات. *ولماذا كان على زوجها ان يتحمل تبعات هذا الموضوع؟ *لقد اوضحت ذلك عندما التقيت مع زوجي منذ خمسة وعشرين عاما، حين دعاها الى الغداء، وقال لي، لقد جئت من عالم مختلف، هنا في الولاياتالمتحدة يجري تجريم المخدرات، بدلا من اعتبارها مشكلة صحية. *وهل انت مع تجريم المخدرات؟ *بالطبع. *لقد كان لعائلة ويليام ابنة، ما الذي حدث لها؟ *سابرينا البالغة من العمر ثمانية عشر عاما، تم تبنيها من قبل اثنين من اصدقائي، وهي الان تترعرع بشكل جيد. *هل هناك شبه بين مايا وسابرينا؟ *لا، انه مجرد توليف، انها فتاة متخيلة. جدة نيني (احدى شخصيات الرواية)، فيها بعض الشبه مني، انها امرأة شديدة، وليس لديها مشكلة في معاقبة اولادها اذا ما اساءوا التصرف. *هناك شخصية رئيسية اخرى هي شخصية (بوبو) جد مايا ... *(بوبو) هو احد الرجال الذين احببتهم في طفولتي. حين تكون مايا وحيدة، ليس لها الا ان تتحدث بالهاتف الى نيني او تتحدث الى (بوبو) الذي مات. *تبدو مثلك، اليس كذلك؟ هل تتحدثين الى اناس مجهولين؟ *اجل بالفعل، انني اسمع اصواتا سحرية، انني اقضي ساعات عديدة من اليوم وحيدة، وقد قلت انني امتلك حساسية تعطيني القدرة على الهدوء والاستماع، يمكنني الاحساس بصوت جدي وجدتي، وباولا (ابنتها الميتة)، انني اسير في السكون واحس بالاصوات، اصوات الارواح. *ماذا عن احفادك، ماذا يقولون؟ *يقولون ان هناك اناسا في راسي، وتقول حفيدتي انني اتذكر دائما الاشياء التي لا يمكن ان تحدث. *هل توافقين على اعادة تشريح جثة سلفادور اليندي من جديد؟ *اجل، بالطبع، هناك شك دائم، حتى لو بدا انه قد انتحر، ونحن نعتقد انه قد انتحر، لأن اليندي لا يمكن ان يوافق على الذهاب الى المنفى، لكن هناك امكانية ان يكون قد قتل. القدس العربي