من المقرر ان يحتفل في مساء اليوم الجمعة أول أسير محرر في صفقة تبادل الأسرى التي تمت قبل عشرة أيام بزفافه على عروسه التي قطعت مئات الكيلومترات للوصول اليه إلى غزة التي أبعد إليها بدلا من مكان سكنه في الضفة الغربية. فقد أعلن في قطاع غزة عن وصول عائلة الأسير المحرر ضاهر قبها برفقة خطيبته إلى مدينة غزة الثلاثاء الماضي، قادمة من الضفة الغربية لإقامة زفاف نجلها الذي خرج من السجن ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها حركة حماس قبل عشرة أيام مع إسرائيل. وتفيد المعلومات ان خطيبة الأسير قبها وتدعى رائدة، ظلت على وعد الارتباط به بعد أن أودع في سجن إسرائيلي منذ العام 1994، بعد ستة أشهر من خطبتهما. ورغم أن المسافة بين مدينة غزة ومكان سكن عائلة الأسير المحرر قبها في الضفة الغربية تقدر بحوالي 150 كيلو مترا، إلا أن عائلة هذا الأسير قطعت أكثر من 1000 كيلو متر للوصول إلى العريس الذي أبعد ضمن الصفقة هو وعشرات الأسرى إلى غزة. وبسبب القيود الإسرائيلية على حركة الأفراد من الضفة إلى غزة والعكس، اضطرت هذه العائلة كغيرها من العوائل التي أبعد أقارب لهم في الصفقة للسفر أولاً إلى الأردن، ومنها إلى مصر ومن ثم إلى قطاع غزة الذي يرتبط بالأخيرة بحدود جغرافية للوصول لأبنائهم. والتقى الأسير قبها بعائلته فور وصولها إلى غزة، وشرع الجميع في الإطلاع على الاستعدادات القائمة لحفل الزفاف الذي سيقام مساء اليوم في صالة أحد الفنادق المطلة على البحر، بعد ان أقامت العائلة في بلدة 'برطعة' قضاء مدينة جنين شمال الضفة حفل إشهار هناك وقبل انتقالها لغزة. وظهر العريس ضاهر أمام الضيوف المتواجدين في حفل إشهار زواجه في جنين، عبر شاشة عرض كبيرة نقلت له صوراً مباشرة من مكان تواجده في غزة، نظمتها فضائية 'الكتاب' التي تبث من القطاع. واستغل الخطيبان أيام الخطبة المعدودة في قطاع غزة في التنزه، إذ نشرت لهم صور على البحر، قبل دخولهم سوياً في قفص الزواج. وبحسب ما نقل موقع الكتروني تابع لحماس عن أحد أقارب العروسين، فإن خطبتهما قسمت إلى ثلاثة أقسام هي ستة أشهر في بلدة برطعة قضاء جنين، و18 عاما بعدها في سجون إسرائيل، وأربعة أيام في قطاع غزة. ومن المتوقع أن يشهد حفل الزفاف هذا حضوراً مميزاً من سكان غزة الذين يبدون تعاطفاً كبيراً مع هؤلاء الأسرى المحررين. وفي صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي أطلقت إسرائيل بموجبها 477 أسيرا وأسيرة فلسطينية، كان عدد منهم قد تركوا عوائلهم وأطفالهم منذ أكثر من عشرين عاماً حين أودعوا السجون، حيث عاد الكثير من الأسرى المحررين من الأسر وقد وجدوا في بيوتهم أحفاداَ كثرا أنجبوا خلال الأسر، لكن لم يعلن عن وجود عروس لم تتزوج بعد بخطيبها وانتظرته سنوات طويلة غير العروس رائدة التي ظلت مرتبطة بضاهر منذ أسره قبل 18 عاماً. وكان ضاهر يقضي حكماً بالسجن المؤبد عدة مرات، وكان باستطاعة خطيبته تركه بعد الحكم عليه، إلا أنها آثرت البقاء وفية على عهد الخطوبة، رغم أنها لم تكن تعلم وقت حكمه وأسره أن هناك صفقة ستبرم لتبادل الأسرى مستقبلاً. وخلال الصفقة أبعدت إسرائيل 163 أسيراً من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، إضافة إلى إبعاد 41 أسيرا إلى الخارج.