غادر الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل السعودي، مقصورة الرحاب بعد رحلة قصيرة للقطار الجديد داخل محطة الدمام، وهو يؤكد للصحافيين أنه يستخدم القطار في تنقلاته بين الرياضوالدمام، وزاد الوزير أن أسرته استخدمت القطار أكثر من ست مرات، بينما أكد للصحافيين الذي أحاطوا به أن السفر بالقطار ممتع لأنه يعطي المسافر حرية في القراءة واستخدام الأجهزة الإلكترونية دون أن ينشغل بالطريق. ومع طراز القطار الأوروبي الذي تعاقدت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية على شراء 8 أطقم منها ب612 مليون ريال، سترتفع أسعار التذاكر بنسبة قد تصل إلى نحو 50 في المائة. وبحسب معلومات تلقتها «الشرق الأوسط»، سترتفع قيمة التذكرة لدرجة الرحاب (الدرجة الأولى) من 130 ريالا إلى نحو 200، بينما سترتفع قيمة تذاكر درجة الطليعة (الدرجة الثانية) من 60 ريالا إلى نحو 90 ريالا. الوزير الذي بدا حذرا في الحديث عن أسعار التذاكر، قال ل«الشرق الأوسط»، «عندما يبدأ تشغيل القطار سيتم النظر في أسعار التذاكر»، وأضاف أن أسعار التذاكر الحالية لرحلات على القطارات لا تغطي تكاليف تشغيل القطارات، بل لا تمثل 50 في المائة من تكاليف التشغيل، وتابع أن تذاكر القطار ستبقى أقل من أسعار الطيران أو وسائل النقل الأخرى. وستبدأ المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تشغيل الأطقم الجديدة من القطارات مع مطلع العام الجديد 2012، بينما أشارت مصادر في المؤسسة إلى أن حل مشكلة الزيادة في أسعار التذاكر سيتم حلها بوضع المسافر أمام خيارين: إما السفر على القطارات القديمة بالأسعار السابقة (60 و130 ريالا)، أو السفر على القطارات الحديثة بالأسعار الجديدة (90 و200 ريالا). يشار إلى أن الوزير قال إن القطارات القديمة ستعمل جنبا إلى جنب مع القطارات الحديثة لتلبية الطلب المتزايد على رحلات القطار بين الدماموالأحساءوالرياض. ولمح وزير النقل إلى قرب انتهاء الجهات واللجان المختصة من دراسة مشروع هيكلة للمؤسسة العامة للسكك الحديدية، التي ستعلن عقب الانتهاء منها، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء أصدر قرارا سابقا بتخصيص المؤسسة العامة للخطوط الحديدية. وفي جانب آخر، امتدح الوزير الصريصري وسائل السلامة على القطارات في السعودية سواء السابقة أو الجديدة، مشيرا إلى توافر عوامل السلامة عليها وأنها متوافقة تماما مع ضوابط السلامة في القطارات بالبلدان الأوروبية. وأشار الدكتور الصريصري إلى انتهاء وزارة النقل من بعض الدراسات المتعلقة بجدوى القطارات الخفيفة (المترو) في المدن الرئيسية، بينما سيتم الانتهاء من الدراسات الأخرى قريبا، مبينا أن الدراسات أثبتت أهمية وجود وسائل النقل العام داخل المدن وأنه أصبح مسألة ضرورية، لتخفيف الاختناقات المرورية، وقال إن من ضمن الخيارات المطروحة إنشاء قطارات خفيفة (المترو) مدعومة بحافلات تنقل السكان من أطراف المدن إلى محطات القطارات. وقال وزير النقل «إن عقد المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين الشريفين سيتم توقيعه قبل نهاية عام 2011»، مؤكدا أن «الوزارة تعمل حاليا على إعداد وتجهيز العقد وهو جانب مهم للغاية، لأنه يمثل التزامات قانونية على المقاول والتزامات على الدولة، وبالتالي هناك مناقشات للانتهاء العقد»، لافتا إلى أن الشركة المنفذة للمشروع ستبدأ في مباشرة العمل بمجرد توقيع العقد. وبشأن القطارات الجديدة، التي تمثل قفزة نوعية في خدمات النقل بالسكك الحديدية في السعودية، حيث تعتبر من أحدث القطارات على المستوى العالمي وتتميز بمستوى عال من الرفاهية والفخامة، إضافة إلى سرعتها العالية نسبيا، التي تصل إلى 200 كيلومتر ساعة، حيث ستختصر المسافة بين الدماموالرياض إلى نحو 3 ساعات تقريبا، ويستوعب القطار 284 مسافرا في الرحلة الواحدة. وقال إن تغيير مسار سكة الحديد الذي يمر بمحافظة الأحساء ونقله إلى خارج مدينة الهفوف، يواجه بعض الخلافات مع عدد من الدوائر الحكومية بشأن نزع ملكية الأراضي الحكومية، وأضاف «هناك مناقشات حول تحديد مسار يمر بأراضي دوائر حكومية التي تحتاجها تلك الدوائر»، وأكد أن العمل في المسار الجديد سيبدأ قريبا. من جانب آخر، أكد الدكتور جبارة الصريصري، على أن وزارة النقل أنهت مشكلة الطريق الدائري بالدمام، وقال إن هناك عوامل وعوائق تواجه المشروع، أهمها نزع ملكيات العقارات التي تعترض الطريق، مؤكدا الانتهاء من هذه المشكلة.