قامت شرطة مكافحة الشغب بنيويورك، فجر أمس، بإجلاء المتظاهرين من حركة «لنحتل وول ستريت» من حديقة زوكوتي أمام بورصة نيويورك، وتفكيك خيامهم. وأصدرت الشرطة تحذيرات متواصلة طوال ليل الاثنين عبر مكبرات الصوت لدعوة المتظاهرين إلى إزالة خيامهم ومعداتهم. وقال رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرغ: «على المحتلين لحديقة زوكوتي الرحيل مؤقتا وإزالة الخيام والمعدات، وإذا رفضتم الامتثال للشرطة سيتم توقيفكم، بإمكانكم العودة مرة أخرى إلى الساحة بعد إزالة كل شيء وتنظيف المكان». كان المنظمون لحركة «لنحتل وول ستريت» قد أعلنوا أنهم باقون بالساحة، وأن حركتهم ستمتد لتشمل خططا لإغلاق وول ستريت، واحتلال مترو أنفاق نيويورك، وبعض الساحات العامة. وقاوم المتظاهرون نداءات الشرطة في البداية وهتفوا: «الحديقة لنا»، وقام البعض بربط أنفسهم بسلاسل في سور وأشجار الحديقة، وهتفوا: «لا تراجع ولا استسلام». وردد المتظاهرون الذين تجمعوا على بعد شارعين من الساحة: «نحن نمثل 99%» (من الشعب) و«الشرطة تحمي ال99%» و«العالم يراقب». وكان التوتر سائدا بينما قام عشرات من موظفي البلدية بإزالة الخيام وأغراض المتظاهرين ورميها في مستوعبات. وبحلول الثانية فجرا، كانت أعداد كبيرة من المتظاهرين قد غادروا حديقة زوكوتي وتفرقوا في شوارع جانبية مرددين شعارات معادية لرئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ، ولم يتبق سوى مجموعة صغيرة طوقتها عناصر الشرطة بحواجز معدنية. وقامت عناصر الشرطة، التي ارتدت الخوذات وزي مكافحة الشغب والدروع والأقنعة الواقية من الغاز، بوضع المتظاهرين على الشاحنات وإخلاء المكان. وأسرع عمال بلدية نيويورك إلى تفكيك الخيام وإزالة اللافتات التي وضعها المعتصمون مند منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي. وقامت الشرطة باعتقال نحو 200 شخص بحلول صباح أمس بعد مشاجرات بين الطرفين. ودفعت الشكاوى المستمرة من تردي الأوضاع الصحية بحديقة زوكوتي، وشكاوى الشركات من الخسائر التي لحقت بهم نتيجة الخيام والمظاهرات، ببلدية نيويورك، إلى التصرف بحزم، خوفا من تفشي الأمراض. وقال بول براون، المتحدث باسم الشرطة: «لقد أصبحنا نشعر بقلق متزايد؛ لأن احتلال الحديقة صار يشكل خطرا على الصحة، ومخاطر لاندلاع حرائق تؤثر على سلامة المتظاهرين والمجتمع المحيط». ومنذ انطلاق حركة «لنحتل وول ستريت» في 17 سبتمبر، التي امتدت إلى مدن أميركية عدة، والمعتصمون متمركزون في نيويورك؛ حيث أقاموا مطبخا ومكتبة ومستوصفا ومركزا لتوزيع ملابس ثقيلة. وجاءت تحركات شرطة نيويورك بعد يوم واحد من قيام شرطة أوكلاند بكاليفورنيا بتوقيف 30 متظاهرا وإزالة الخيام الخاصة بالمعتصمين، بعد الإعلان عن وقوع وفاة شخص إثر تعاطي جرعة زائدة من المخدرات، ووقوع متاجرات في المخدرات وبعض السرقات في الخيام. وفي توقيت متزامن، قامت أيضا شرطة مدينة بورتلاند، بولاية أوريغون، بإجلاء جميع المتظاهرين وخيامهم. وفي فيلادلفيا، قال رئيس البلدية، مايكل نوتر: «تجب إعادة تقييم تعامل البلدية مع حركة احتلال وول ستريت، بعد تقارير عن وقوع كثير من السرقات والاعتداءات في الخيام». وأضاف: «نحن في نقطة حرجة، تتطلب إعادة تقييم علاقتنا مع هده المجموعة التي تغيرت كثيرا». وأشار محللون إلى أن العملية الواسعة في نيويورك وإخلاء حديقة زوكوتي كان غرضها إفراغ مهد حركة الاحتجاج التي ألهمت المئات والآلاف في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. ومن المقرر أن تبدأ محكمة نيويورك، بمحاكمة مئات المتظاهرين الذين اعتقلوا الشهر الماضي خلال مظاهرة على جسر بروكلين بتهم السلوك غير المنضبط.
