لمياء شمت يمثل المقال جزءا تلخيصيا من ورقة تم إعدادها ضمن فعاليات تكريم القاص بشرى الفاضل بمدينة جدة.وتُهدف الورقة إلى مناقشة خمسة محاور رئيسة تناقش بعض أهم الخصائص اللغوية للمنجز السردي للقاص بشرى الفاضل،وقد إتكأت الورقة على سلسلة مقالات للكاتبة،تناولت عبرها أوجها من التجربة الإبداعية للقاص،حيث اعتمدت الكاتبة على نصوص مجموعتي (أزرق اليمامة2001) و(فيزيزلوجيا الطفابيع 2008 ) كمراجع رئيسية. يتميز المنجز الإبداعي للقاص بشرى الفاضل بقصدية التثوير وطلاقة الخروج على مألوف اللغة ،حيث تتقصد تراكيبه اللغوية المتنوعة ألا تقيم في الثابت والساكن المستقر. ووفقاً لذلك فأن الاشتغالات اللغوية للنصوص تعمل بشكل رئيسي على إزاحة كل ما يعيق التدفق والتداعي الحر ،ومن ثم تطويع اللغة لأقصى حدودها لخدمة المتن السردي،وذلك بتقليب اللغة على كافة أوجهها،لتؤدى دورها المرسوم في دفع دلالات النص. ولعل ذلك هو ما يمنح تلك النصوص نكهتها الأسلوبية الخاصة،والتي تستثمر كثيراً في طاقات اللعب اللفظي،وتحويل المفردات إلى حقول دلالية ولود محتشدة بأطياف المعاني، وذلك عبر حزمة خروقات لغوية إبداعية منتجة تتميز بها أسلوبية القاص. وهكذا فأنه يمكننا القول بأن اللعب اللغوي يشكل واحدة من أبرز التكنيكات الفنية والجمالية للقاص بشرى الفاضل، والتي تتطلب بطبيعتها قدراً من الحذق والدربة اللغوية ،لتسخير ممكنات اللغة في تعزيز حس المفارقة، وإفشاء الومضات والإشارات اللماحة، وذلك كما أسلفنا، عن طريق اللعب على المفردات وتراكيبها وأصواتها وظلال معانيها،للإستثمار الأقصى في أصوات الكلمات ،وتراكيبها وكذلك ظلال المعاني ودلالاتها. ويشمل ذلك عادة عدداً من التقنيات المتنوعة نذكر منها : التثوير اللغوي حيث يبلغ التجريب اللغوي عند القاص مرتبة ما يمكن وصفه بامتلاك القاص لقاموس مختلف ،وفقاً لطبيعته التركيبية البنائية والدلالية الخاصة،والتي تكشف عن نشوة لغوية عارمة،تهتم كثيراً بمرونة مفاصل الدلالة، وحمولتها الجمالية والتأثيرية والإنفعالية.كما تعنى كثيراً باللعب على أفق المعنى الاستعاري والاحتمالي والإشاري التنبؤي، وما قد ينطوي عليه الأمر من تلغيز وايماء وتلميح وتكثيف وتحشيد للمعنى.إضافة إلى ترميز الألفاظ وإزاحة معانيها إلى دلالات ومعان خاصة.مما يسهم في دفع المفردات نحو مراتب دلالية قصوى ،عبر قفزات دلالية مستوفزة ،تعمل فيما تعمل على تصعيد حكائية النص، وسبك تفاصيله، وتساوق منطقه، ورفد مستوياته الجمالية والتأثيرية.كما تسهم إسهاماً ملحوظاً في جودة التصوير والتماسك السردي عموماً.ولا يقتصر ذلك بالطبع على التثوير اللغوي ضمن الفضاء الداخلي للنصوص ، وإنما يمتد كذلك ليُحدث أثره في تثوير عادات التلقي ،حيث المراهنة الضمنية على قارىء ممتلك لفعل قراءة نوعي،يشترك بشكل مؤثر في محاورة النص وتمويله بمخياله ورؤاه.