لم يجد طبيب جزائري شيئا يقدمه لإخوانه المصريين سوى الذهاب لميدان التحرير -قلب الثورة المصرية- من أجل المشاركة في إنقاذ وعلاج المصابين الذين يتساقطون كل لحظة برصاص وقنابل قوات الأمن. وقال الطبيب الجزائري حسام أبو زكريا إنه تلقى استغاثات من أحد النشطاء السياسيين لعلاج الجرحى، فقرر المشاركة على الفور. ونقلت صحيفة "الشروق" الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني عن أبو زكريا قوله إنه يدرس نهائي الطب في القصر العيني في قسم الجراحة العامة، وإنه يقيم في مصر منذ عشر سنوات، درس من خلالها المرحلة الثانوية ومرحلة الدراسة الجامعية، وانضم لإحدى المستشفيات الميدانية في التحرير المخصصة لعلاج المصابين. وقال إن أحد الأصدقاء النشطاء في كلية الطب اقترح علينا المشاركة في المستشفى الميداني، وكان يرسل استغاثات على "فيس بوك" بأنه مطلوب أطباء شباب متخصصين في الجراحة بسبب تزايد أعداد المصابين من المتظاهرين.. وفور قراءتي لطلبه قمت بالاتصال به، وعرضت عليه الأمر بمشاركتي في المشفى الميداني، فقبل فورا، ورحب بهذا الأمر. وأكد أبو زكريا أن السبب الحقيقي في مشاركته بالمستشفى الميداني هو أنه شعر أن هذا الأمر واجب إنساني أمام أي طبيب مهما كانت جنسيته، مضيفا: إن في دول أوروبا يقومون بتغريم الطبيب ومنعه من مزاولة المهنة إذا مرّ بحادثٍ على الطريق السريع ولم يتوقف لإسعاف المصابين، موضحا أنه يقوم بالعمل الميداني ما يقرب من عشر ساعات يوميا على فترات متقطعة، حسب عدد المصابين الذين يتم نقلهم إلينا. وأشار الطبيب الجزائري أنه قام بإجراء جراحات سريعة لما يزيد عن 100 شاب وفتاة خلال الخمسة أيام الماضية، معربا عن تعجبه من تزايد عدد الإصابات التي تزداد يوما بعد آخر. وأوضح أبو زكريا أنه قام بعلاج 6 حالات أصيبت بطلق ناري عيار 9 ملم في أماكن متفرقة في الجسد في الأيادي والسيقان، وأنه قام باستخراجها وتضميد الجرح بشكل فوري. وأشار إلى أنه من خلال تعاونه مع زملائه أحصوا ما يقرب من 700 مصاب بالخرطوش والرصاص المطاطي حتى الآن، لكن أغلب الإصابات وتقدر بالمئات مصابة بحالات الاختناق وضيق التنفس والإغماء نتيجة استخدام غاز الخردل وعدد آخر من الغازات. وأوضح أن الإصابات تنوعت بين إصابات بكسور وحالات إغماء وجراحة وشظى بالعيون، كما أضاف أن هناك أحد الأشخاص تلقى رصاصات المطاطي في صدره وتم نقله إلى المستشفى ولا يشكل ذلك أي خطورة على المصاب. وأشار الطبيب الميدانى إلى أن قنابل الغاز الذي يستعمله رجال الأمن ضد المتظاهرين هو نوع مختلف عن الفترة السابقة، وما استخدم أيام ثورة يناير، وأن هذا النوع من القنابل لا يتفاعل معها الكثير من الأدوية، وتتسبب في عمى مؤقت وشلل فى الأعصاب، وإغماء لمن يتعرض لهذه الغازات.