الحرب الشعواء الدائرة بين الصقر المصري أحمد حسن والحارس السعودي المميز محمد دعيع على عمادة لاعبي كرة القدم في العالم بعد وصولهما إلى الرقم 178 مباراة دولية، تفرح وتحزن باعتبار أن اللقب عربي، والخلاف عربي. لكني أنظر للأمر من زاوية مختلفة، وباعتبار أحمد حسن هو المرشح لنيل اللقب لأنه مازال لاعباً، فإن نيله للشرف يعري كرة بلاده وعقمها عن إنجاب صقور مثله. شخصياً أرى أن فوز حسن بعمادة لاعبي العالم عار على كرة القدم المصرية، ولست أقلل هنا من شأن الصقر الذي يستمر في العطاء وتقديم أداء مميز حتى وهو في هذه السن، ولا ننسى فوزه بجائزة أفضل لاعب في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة. لكن "العار" يكمن في أن الكرة المصرية لم تنجب لاعباً مثله، أو يحل مكانه في المنتخب، لأن الطبيعي في لاعبي الوسط في العالم الاعتزال في سن لا يتجاوز ال35 مع وجود بعض الاستثناءات كسيدورف لاعب ميلان مثلاً. ولو استعرضنا بعض اللاعبين المصريين في خط الوسط، نجد أنهم كانوا بدلاء محتملين للصقر، وكان يمكن أن يتفوقوا عليه، مثل حسام غالي وحسني عبد ربه، ومحمد شوقي، وآخرين، لكن هؤلاء اللاعبين يتراجع أداؤهم بشكل مثير وبفترة زمنية قصيرة. وهذا يدل على أنهم ليسوا محترفين بما فيه الكفاية، فمشاكلهم مع الأندية التي يلعبون لها تؤثر في مسيرتهم الكلية، فاللاعب الذي يصطدم بمدربه، يبقى جليس دكة البدلاء، ومن يلعب لناد صغير يرى نفسه كبيراً على التدريب، ويبدأ بممارسة المحظور في عالم الكرة كالسهر والأكل المفرط، حتى تراه فوق أرضية الملعب غير قادر على الحركة. ولو تجاوزنا لاعبي الوسط، إلى مراكز أخرى، لوجدنا أن هذه المشكلة تلازم الأغلبية من لاعبي الصف الأول في المنتخب المصري، فأحمد حسام كان في وقت من الأوقات يتفوق على دروغبا وإبرا، ولننظر الآن أين هما وأين هو؟ عمرو زكي الذي انتقل للعب في الدوري الإنكليزي وبدأ بداية صاروخية، لكن الأمر انتهى به ليصفه مدربه ستيف بروس بأنه أسوأ لاعب محترف تعامل معه في حياته، و هاهو زكي الآن يركض وراء مستحقاته المتأخرة على ناديه، والتي تعتبر فتاتاً مقارنة بما كان سيجنيه لو عرف الاحتراف وعمل له. هذه المشاكل والمظاهر في الكرة المصرية، تجعلنا نحزن على حال الكرة، ونشيد ونكبر بالنجم الكبير أحمد حسن الذي ينثر سحره في ملاعب الكرة مع المنتخب المصرية وناديه الزمالك، ونبقى بانتظار صقر جديد بألوان الفراعنة يؤكد لنا أن مصر ولادة للنجوم. أحمد حسن ستبقى عميد لاعبي العالم بنظر المصريين والكثير من العرب، حتى لو تخطاك الدعيع بمبارياته الست، لأنك منحتنا الكثير من لحظات السعادة والفرح على مدى سنوات كثيرة عشناها معك في ملاعب الكرة، ولن ننسى التذكير بالكبير أيضاً محمد الدعيع الذي لا يقل عنك مهارة واحترافية. عبدالله طه