دعا نائب الممثل الدائم لجنوب السودان لدي الأممالمتحدة ديفيد جوت مجددا اليوم الي ضرورة انسحاب القوات السودانية التابعة لجمهورية السودان من منطقة ايبي المتنازع عليها بين بلاده والخرطوم. وأكد ، في جلسة مجلس الأمن الخاصة بمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن الأوضاع في منطقة ايبي الغنية بالنفط ، أن اتفاقية الترتيبات المؤقتة التي تم التوصل إليها في 20 يونيو الماضي تدعو القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان إلي الانسحاب الفوري من ابيي ونشر قوة أمنية في المنطقة تتكون من عناصر اثيوبية. واتهم نائب ممثل جنوب السودان القوات المسلحة السودانية بارتكاب أعمال تخريب ونهب للممتلكات الأهالي في المنطقة،فضلا عن تشريد أكثر من 110الف منهم، وأعرب عن أسفه لعدم تنفيذ الاتفاق الذي وقعته الخرطوم ويقضي بانسحاب قواتها فورا من هناك. وأكد ديفيد جوت التزام بلاده التام بإنجاح التنفيذ الكامل لاتفاقيتي 29 يونيو و30 يوليو الموقعتين بين جنوب السودان وجمهورية السودان بخصوص تأمين الحدود بينهما وإنشاء آلية سياسية وأمنية مشتركة.لكنه أعرب في نفس الوقت عن قلق جنوب السودان المتزايد ازاء تصاعد أعمال العنف عبر الحدود المشتركة بين البلدين والهجمات الأخيرة التي شنتها القوات المسلحة السودانية علي مدينة جاو،مشددا علي أن هذه المدينة هي جزء من الأراضي الوطنية لبلاده. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في التقرير المقدم أمس الاول إلى جلسة مجلس الأمن الخاصة بمناقشة الأوضاع في منطقة ابيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين شمال السودان ودولة جنوب السودان،إنه يشعر "بقلق بالغ لأن الطرفين مازال يتعين عليهما الوفاء بالتزاماتهما بموجب اتفاق 20 يونيو." وأضاف بان كي مون أن "استمرار وجود قوات تابعة لكل منهما في المنطقة وخصوصا المواقع التي تحتلها القوات السودانية في ابيي يشكل خطرا على الهجرة الآمنة لرحل قبيلة المسيرة الذين دخلوا المنطقة بالفعل وعلى عودة اللاجئين من قبيلة نقوك دينكا، وهو ما يزيد من التوترات القائمة بالفعل بين البلدين " ، مشددا على دعوة حكومتي شمال وجنوب السودان الى سحب قواتهما من المنطقة والتحلي بالارادة السياسية لحل الأزمة بينهما. وأهاب بالرئيسين السوداني عمر البشير والجنوبي سلفا كير أن يكفلا تعاون حكومتهما بالكامل مع الفريق رفيع المستوى التابع للاتحاد الأفريقي والمعني بالتنفيذ ومع المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان من أجل تنفيذ اتفاق 20 يونيو والسعي الى إيجاد حل للوضع النهائي للمنطقة. وقال "إنني أشعر بقلق بالغ إزاء السياق السياسي الأوسع حيث لم يتم احراز أي تقدم بشأن القضايا العالقة وبالقتال الدائر في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وبما أوردته التقارير من وجود حشود عسكرية من كلا البلدين على طول الحدود ومن تنفيذ عمليات قصف جوي في المناطق الحدويدية". واعتبر "إنشاء الآلية المشتركة لمراقبة الحدود التي اتفق عليها الطرفان في 29 يونيو و30 يوليو الماضيين، وأيضا انشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 20 كيلومترا أمرا ضروريا للمساعدة على معالجة التوترات بينهما واستعادة الثقة بين البلدين". ودعا بان كي مون السودان وجنوب السودان الي تقديم التنازلات من أجل التوصل الى اتفاق رسم خرائط للمنطقة الحدودية،وأكد التزام الأممالمتحدة بمساعدة البلدين في هذا الخصوص. كما أشار الى أنه يشعر بالتفاؤل بعد مرور خمسة شهور على إنشاء قوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة لابيي لأن أكثر من ثلثي القوات المأذون بها موجود في الميدان والبعثة في وضع يمكنها من تأمين منطقة ابيي". واتهم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في التقرير الذي استعرضه وكيل الأمين العام لعلميات حفظ السلام، إيرفي لادسوس في جلسة مجلس الأمن اليوم بشأن ابيي القوات السودانية بمنع النازحين من العودة الى المنطقة. وقال " إن عودة النازحين الى منطقة ابيي لم تبدا حتى الآن بسبب الحضور المستمر للقوات المسلحة السودانية في المنطقة وعدم وجود ادارة مدنية والخوف من الألغام الأرضية". وأضاف "عملا بقرار مجلس الأمن رقم 2011 لعام 1990 الذي أذن لقوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة لابيي بحماية المدنيين المعرضين لخطر العنف البدني،فإن القوة الأمنية تعكف حاليا على التصدي للشواغل المتعلقة بتوفير الحماية في كامل منطقة العمليات".