في الآونة الأخيرة اتجهت النساء بصورة خاصة إلى المسلسلات التركية خلف البلوريات عبر الفضائيات المختلفة، فما أن تحين الأمسيات لا وتجدهن يجلسن القرفصاء خلف تلك القنوات في متابعة دقيقة لكل تفاصيل المسلسلات التركية بنجومها المختلفين ،فعلى مستوى الوطن العربي ظهرت الإحصائيات تؤكد تزايد نسبة الطلاق بين النساء والسبب فيها هذه المسلسلات المشحونة بالرومانسية ويبدو أن الأمر اتجه إلى المقارنة عند الزوجات بين أزواجهن وأبطال هذه المسلسلات التي أضحت الشغل الشاغل لهن. ويبدو أن هذه الثقافة الوافدة قد اجتازت الحدود لتصل الينا معبئة برومانسية كبيرة ليس داخل البيوت السودانية فقط بل أضحى أبطال مسلسلاتها هم الوسيلة التي يستخدمها التجار من أجل تسويق بضاعتهم التي أطلقوا عليها أسمائهم ،الأمر تراوح بين القبول والسخط تجاه هذه المسلسلات التركية من قبل الجانبين فكانت ل(الأخبار) جولة لنقل الآراء المختلفة : (النسوان ديل ما أصلهم بيحضروا المسلسلات الجديد شنو)؟ هكذا ابتدر العم ناصر(موظف) حديثه إلينا ماضيا إلى أن لما الواحدة تخلص شغلها ولا تجد ما تفعله فأين المانع من متابعة هذه المسلسلات تركية والا مصرية ،واتفق معه خالد عمر (طالب ) قائلا ربما طبيعة المرأة العاطفية هي ما تجعلها تحب مشاهدة هذه المسلسلات المفعمة بالحب والأحاسيس التي هي سجيتها واعتقد أن معظم النساء قد تأثرن بهذه المسلسلات التركية فأصبحن أكثر رقة ولطفا مع أزواجهن وهو أمر يحسب لهذه المسلسلات التركية ،من جانبه علق طارق (موظف ) على تزايد نسبة حالات الطلاق بسبب هذه المسلسلات التي تطالب عندها الزوجات برومانسية مماثلة وتعامل كذلك مشابه لما فيها من قبل أزواجهن وذلك لان المرأة خيالية، والمقارنة بين الاثنين تكاد تكون معدومة لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها الظروف الاقتصادية والظرف الضاغط للحياة الذي يعتري الزوج فيأتي إلى المنزل في حالة من التعب والإرهاق بعد عنا يوم يصعب معه التفكير في العواطف والجم منهك ومصاريف المدرسة وفاتورة الكهرباء والمياه كفيلة بأن تعصف بالحب والدليل على صحة قولي الرومانسية التي يعيش فيها الزوجين في فترة الزواج الأولى قبل أن يأتي الأولاد وتكثر المتطلبات ويندثر الحب مع (هبوب) الحياة ،خالد (سائق) يقول إن كثير من النساء عقلهن صغير فأبطال هذه المسلسلات هن (أبطال من ورق) وهذه الرومانسية هي أفلام ذا فقط ويجب التفرقة بين ما هو واقعي وخيالي أما منصور (طالب ) فقال تظل زميلاتي في الحرم لجامعي وطيلة فترة تواجدنا فيه يتحدثن عن مجريات أحداث المسلسل في اليوم السابق بل ويهرعن إلى البيوت لمتابعة الحلقة القادمة بشغف كبير فالمسالة تحتاج إلى تأمل كبير فما معنى أن تبحث الفتيات والنساء عن هذه الرومانسية (المعبئة) في المسلسلات فعلى الرجال عدم الانزعاج من الأمر لأنه يحتمل شي واحد أن صح أن نسميه (فراغ عاطفي) ومضى قائلا أن الرجل الشرقي بطبعه شحيح عاطفيا ويعتبر أن البوح بالحب والتعبير عن مشاعره يعد ضعفا وهذا ما ترى النساء عكسه تماما في هذه المسلسلات . وهي وجهة نظر( حواء) كما يبدو فما من الطبيعي أن يبحث الإنسان عما يفتقده في حياته وان كان الأمر ذو تأثير وقتي يزول بزوال المؤثر (انتهاء زمن العرض) ،فالرجل السوداني بصورة خاصة والشرقي بصورة عامة يحتاج إلى أن يطلق مشاعره ولا يكبتها وحتى يحدث ذلك يجب أن يكون تغيير على المستوى المفاهيم حتى تتوازى مع الإحساس ويحقق التصالح مع الذات فمابين ما يريده العقل ويحسه القلب تكمن الحقيقية. الاخبار