لندن: بحر ميرلاكو (26 عاما) كوسوفي هاجر الى سويسرا أيام حرب البلقان بحثا عن حياة افضل. وللحظة ما ظن أن الدنيا بأجمعها ابتسمت له وحققت له من الآمال ما خطر له وما لم يخطر. فقد جلس، خلال عطلة له في النمسا، الى ما يسمى «ماكينة الفاكهة» داخل أحد الكازينوهات وألقى فيها بقطعة نقود معدنية. كانت الجائزة الكبرى تتطلب أن يحصل المقامر على صف من خمسة رموز متطابقة. ورغم أن ميرلاكو أتى بأربعة من هذه، فقد فوجئ بالماكينة وهي تومض أضواءها الباهرة وتصدر موسيقاها العالية السريعة. وكان هذا يعني شيئا واحدا... أنه فاز بالكبرى نفسها. وطار هذا الشاب على جناحين وهو يتوجه لطلب جائزته البالغة قرابة 43 مليون يورو (ما يعادل حوالي 60 مليون دولار). لكنه ووجه بصدمة أخرى عندما قيل له إن عطلا في برمجيات الماكينة أظهر له فوزه بالجائزة الكبرى - وهي خمسة رموز متطابقة - في حين أنه لم يربحها في واقع الأمر لأنه حصل على أربعة منها فقط. ومن باب رش الملح على الجرح عرضت عليه إدارة الكازينو مبلغ 60 يورو إضافة الى وجبة غداء «مجانية». وبالطبع فقد رفض هذا الشاب أن يكون حظه على هذا النحو المؤلم فتوعد برفع دعوى قضائية. ونقلت عنه الصحافة الأوروبية قوله إن دعواه ستستند على أن الماكينة منحته الجائزة الكبرى، وأن أي عطل في برمجياتها مسؤولية يجب أن يتحملها الكازينو إذ لا دخل له شخصيا به. ويعد محامي ميرلاكو الآن دعواه على كازينو «ايه جي» بمدينة بريغينز، لرفعها الى القضاء الشهر المقبل. ويعتقد أنها ستكون الأكبر من نوعها - من حيث طبيعتها والمبلغ المتنازع عليه فيها - في تاريخ العالم بأسره. وعلى هذا النحو فهي لا تهم صناعة المراهنة في النمسا وحسب بل استرعت انتباه الكازينوهات في مختلف أنحاء الدنيا لأن الحكم فيها لصالح الشاكي يمكن أن يقلب أمورها وطرق عملها رأسا على عقب. وقال ميرلاكو في مؤتمر صحافي مرتجل أعقب إعلان محاميه بدء صياغة الدعوى: «لم اصدق عيني وأنا أرى الماكينة تطلق كل تلك الأضواء الباهرة وتصرخ بالموسيقى السريعة لتعلن فوزي بما يقارب 43 مليون يورو. ووجدت أفكاري تتشتت وهي تتناول نوع الحياة التي سأعيشها منذ تلك اللحظة والمشاريع التي سأقيمها والأحلام التي يمكن أن أحققها لنفسي ولمن أحب. «لكن هذه الفرحة أتت سريعا الى طامة كبرى عندما قالوا لي إن الماكينة أخطأت الحساب بسبب مشكلة في البرمجيات. ثم جاءت طامة أخرى عندما عرضوا علي 60 يورو مع وجبة غداء على سبيل التسوية السريعة. وبالطبع فقد رفضت هذه الإساءة. والمدهش أيضا هو أنهم قابلوا رفضي هذا بوضع اسمي على لائحة الممنوعين من دخول الكازينو أبد الدهر». ويقول ميرلاكو إنه التقط شريط فيديو للحظة فوزه عندما راحت الماكينة تطلق الأضواء وتبعث بالموسيقى. لكن يُعتقد أن هذا نفسه قد يضر بقضيته لأن الفيلم يظهر أنه طابق أربعة رموز فقط وليس خمسة. على أن محاميه يقول إن هذه نفسها ليست موضع الدعوى. وأضاف قوله: «لا نجادل حول أن خمسة رموز، وليس أربعة، هي الجائزة الكبرى، وإنما حول أن الماكينة وهبت موكلي هذه الجائزة. هذا ليس خطأ من جانبه وإنما هي مسؤولية الكازينو ويجب أن يتحملها كاملة».