إنتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين 'الديمقراطية' التي تسمح بأن تعرض للعالم صور قتل الزعيم الليبي معمر القذافي، مشيراً إلى أن طائرات أجنبية من دون طيار، بينها طائرات امريكية، قضت عليه. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بوتين قوله في برنامج 'حوار مع فلاديمير بوتين' الذي تبثه قنوات التلفزة الروسية ويجيب فيها على أسئلة المواطنين، إن 'طائرات أجنبية من دون طيار، بما فيها طائرات امريكية قضت على الزعيم الليبي السابق معمر القذافي'. وقال بوتين إنهم 'عرضوا لكل العالم على الشاشة كيف قتلوه (القذافي)، وكان مضرجاً بالدماء، فهل هذه ديمقراطية؟ ومن فعل هذا؟ لقد وجهت الطائرات من دون طيار، بما فيها الامريكية، ضربة إلى قافلته، ومن ثم جرى باللاسلكي وبمساعدة القوات الخاصة، التي ما كان يجب أن يكون لها وجود في المنطقة، استدعاء ما يسمى بأفراد المعارضة والمسلحين وأعدم من دون تحقيق أو محاكمة'. من جانبها وصفت واشنطن الخميس الاتهامات التي وجهها اليها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بالضلوع في قتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بانها 'سخيفة'. وقال الكابتن جون كيربي متحدثا بلسان وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا لفرانس برس 'القول ان القوات الامريكية الخاصة كانت ضالعة في قتل العقيد القذافي امر سخيف'. وقال المتحدث في بغداد حيث رافق بانيتا لحضور حفل انزال العلم الامريكي إيذانا بانتهاء الحرب في العراق 'تم توثيق مقتل القذافي بشكل جيد جدا على مرأى من العالم -- بما في ذلك ملابساته والمسؤول عن ذلك'. وتابع كيربي 'الظروف تتحدث عن نفسها بشأن كيف لقي العقيد القذافي مصيره'. واضاف 'لم تكن هناك قوات امريكية على الارض خلال العملية الليبية. قدمنا الدعم بالكامل جوا وبحرا'. وكان بوتين قد اتهم خلال جلسة اسئلة واجوبة سنوية يجريها مع المواطنين الروس الخميس قوات امريكية خاصة بالضلوع في قتل القذافي، في اول اتهام روسي لواشنطن بذلك. من جانبه أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل امس الخميس أن إعادة الاستقرار في ليبيا تحتاج لوقت طويل وأموال طائلة. واعترف عبد الجليل، الذي يزور روما، في حديث إلى وكالة الأنباء الإيطالية 'آكي' بأن الأوضاع الأمنية في ليبيا ليست مستقرة بعد حيث 'هناك صدامات بين الحين والآخر'، مشيراً إلى أن بسط الاستقرار يتطلب 'وقتاً طويلاً وأمولاً طائلة لإعادة تطييب النفوس ونزع السلاح'. وذكر بأن السلطات الليبية أعلنت عن سياسة تنفذها خلال الأشهر الستة القادمة تكمن في 'إعادة دمج المسلحين' عبر عدة طرق من بينها 'توفير قروض للدراسة أو للعمل الحر أو استيعابهم في الجيش بمعاشات جيدة وعندها سيتم بسط السيطرة الأمنية وسيادة القانون' في ليبيا. وأكد أن العفو العام الصادر يتعلق 'بجميع الجرائم ما عدا تلك المتعلقة بجرائم الحقوق الشخصية والمال العام'. وجدد رئيس المجلس الانتقالي التأكيد على أن نجل العقيد الليبي الراحل سيف الإسلام القذافي الموجود في ليبيا، سيحاكم وفق القانون الليبي، في إشارة إلى مذكرة توقيف المحكمة الجنائية الدولية بحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. من جهة أخرى قال عبد الجليل إن صفحة الاستعمار الإيطالية 'طويت' من خلال اتفاقية الصداقة الموقعة بين روما وطرابلس الغرب عام 2008، والتي أعلن ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي امس الخميس إعادة تفعيلها. ونوه بأن 'ليبيا ليست لديها أحقاد تجاه أية دولة'، وقال 'نتعامل (وفق) المواقف الراهنة' المتخذة من تلك الدول إزاء الوضع الليبي الجديد. ودافع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاربعاء عن حلف شمال الأطلسي في مواجهة انتقادات من روسيا والصين ودول أخرى تتهم الحلف بتجاوز تفويض الأممالمتحدة له بحماية المدنيين في ليبيا. وكانت تلك خطوة غير معتادة من جانب بان الذي يتبنى نهجا حذرا والذي سيكمل فترته الأولى ومدتها خمس سنوات في نهاية الشهر ويبدأ الثانية في كانون الثاني/ يناير. ونادرا ما تبنى بان مواقف علنية تجعله ينحاز إلى بعض الأعضاء دائمي العضوية بالمجلس ضد آخرين. وقال للصحافيين في نيويورك 'أعتقد أن قرار مجلس الأمن رقم 1973 طبق بشكل صارم في نطاق التفويض. 'هذه العملية العسكرية التي نفذتها قوات الحلف كانت بشكل صارم في إطار القرار 1973.' وأضاف 'أعتقد أن هذا ما شاهدناه وينبغي ألا يكون هناك سوء فهم بشأن هذا'. وأجاز القرار 1973 في اذار/ مارس 2011 لأعضاء الأممالمتحدة فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا واتخاذ 'كل الاجراءات الضرورية' لحماية المدنيين الذين يواجهون تهديدا من الحملة الحكومية ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي استلهمت انتفاضتي الربيع العربي في تونس ومصر. واتهمت روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا أعضاء ما يسمى بمجموعة بريكس حلف الأطلسي مرارا باستخدام التفويض كستار للسعي لتغيير النظام بمساعدة قوات الثوار الذين أطاحوا بمعمر القذافي قبل أن يقتلوه. ودافعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وأعضاء آخرون في حلف الأطلسي عن الحلف. ويقول الحلف إنه التزم بشكل صارم بتفويض مجلس الأمن خلال العملية العسكرية التي استمرت ثمانية أشهر والتي شن خلالها ضربات جوية ضد قوات القذافي. وقال بان إنه لم يسقط أي من الزعماء العرب الذين أطيح بهم خلال انتفاضات الربيع العربي بمساعدة من الخارج. وأضاف 'تلك التغييرات في الأنظمة تمت بواسطة الشعوب وليس بتدخل من أي قوى أجنبية بما فيها الأممالمتحدة'. وعبر بان عن سعادته لأن مفهوم التحرك لحماية المدنيين يكتسب قوة دافعة على ما يبدو. لكنه أكد مجددا أن هناك ضرورة لتحرك دولي منسق بشأن سورية حيث تقول الأممالمتحدة إن أكثر من 5000 مدني قتلوا في حملة حكومية ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية هذا العام. وقال 'لا يمكن أن يستمر هذا باسم الإنسانية، حان الوقت لكي يتحرك المجتمع الدولي'. وكانت روسيا والصين استخدمتا الشهر الماضي حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار صاغته دول أوروبية يدين القمع السوري ويهدد حكومة الرئيس بشار الأسد بعقوبات محتملة.