يمثل النصب التذكاري عربة بيع الخضار يعلوها العلم التونسي على شاهدة رخامية كتب عليها "تونس فوق كل اعتبار". ازيح الستار في تونس عن نصب تكريمي لبو عزيزي، الرجل الذي اشعل بنفسه النار احتجاجا ليشعل شرارة حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والتي انتهت باسقاطه بعد ان حكم دام 23 عاما. وانضم الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي لصفوف التونسيين الذين حضروا احتفال افتتاح النصب في مدينة سيدي بو زيد وهم يلوحون بالاعلام التونسية. وكان خطوة بو عزيزي الاحتجاجية هي الشرارة التي انطلقت من مدينته الصغيرة سيدي بو زيد لتشعل حركة الاحتجاجات الواسعة التي امتدت الى البلدان العربية الاخرى فيما عرف بالربيع العربي. وكان بو عزيزي قد توفي في الخامس من يناير/كانون الثاني في المستشفى الذي نقل اليه فاقد الوعي نتيجة الحروق بنسبة 90% في جسده. وقال المرزوقي الذي عين رئيسا جديدا للبلاد مطلع هذا الاسبوع بعد اول انتخابات حرة شهدتها تونس في اكتوبر/تشرين الاول الماضي "شكرا لهذه الارض التي همشت لعقود طويلة، لارجاعها الكرامة لتونس وشعبها". وحمل الاف التونسيين الاعلام التونسية وصور بو عزيزي وقتلى احتجاجات الثورة التونسية، بعد ان جاءوا من مختلف انحاء البلاد للمشاركة في الاحتفال في مدينة سيدي بو زيد. وكان بو عزيزي البالغ من العمر 26 عاما ويحمل شهادة جامعية يعمل بائعا متجولا للفواكه والخضار لاعالة عائلته المكونة من 8 اشخاص بما يكسبه من عمله وهو لا يتجاوز ال 150 دولارا شهريا، وكان طموحه ان يحصل على شاحنة صغيرة للقيام بعمله بدلا من عربته الخشبية. بوعزيزي وتقول عائلته انه رفض ان يدفع رشاوى لثلاثة من مفتشي المجلس المحلي، فقاموا بضربه واحتجاز بضاعته. فقام بصب البانزين على جسده واحراق نفسه احتجاجا. وقد افتتحت الشرارة التي اطلقها بو عزيزي حركة احتجاجات واسعة في العالم العربي قادت الى تغيير الانظمة الحاكمة في تونس و مصر وليبيا واليمن. ويمثل النصب التذكاري عربة بيع الخضار وقد تناثرت حولها الكراسي ويعلوها العلم التونسي مع شاهدة رخامية كتب عليها "تونس فوق كل اعتبار".