شدد الزعيم الليبي معمر القذافي على أن إفريقيا بدون استقرار وبدون وحدة لا يمكن أن تتقدم.. منبها إلى أن هناك تدخلات أجنبية لابد أن يُقفل الباب أمامها. وجاءت تصريحات القذافي خلال استضافته ب"استديو السلام" في مجلس السلم والأمن الإفريقي "ماس"، وذلك في البرنامج الوثائقي الذي يقوم بإعداده المجلس عن السلم والأمن بإفريقيا، تنفيذا لمقررات الدورة الخاصة لمؤتمر الاتحاد الافريقي لبحث وتسوية المنازعات في إفريقيا، التي عقدت برئاسة القذافي بطرابلس في 31 آب/ أغسطس من العام الماضي. وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بمدى إسهام ليبيا في دعم "سنة السلم والأمن" التي قررها قادة الدول الافريقية في طرابلس سنة 2009، قال القذافي إنه ل"شرف لليبيا وللشعب الليبي أنه تقرر على أرضه أن يكون هذا العام هو عام السلام والأمن، وليبيا ملتزمة بهذا". وأشار إلى أنه يقف "شخصيا وراء الجهود التي ترمي إلى السلام في ربوع "س. ص""، باعتباره مكلفا من رؤساء هذه المجموعة، التي هي تجمع يقترب من ثلاثين دولة. وتحدث القذافي في تصريحه عن قضية دارفور، وقال في هذا الصدد "نحاول أن نطفىء الحريق شيئا فشيئا". وفي شأن سوداني آخر وتحديدا بالنسبة لمسألة بقاء الجنوب ضمن السودان الموحد من عدمه، اعتبر الزعيم الليبي أن "المسألة متوقفة على الاستفتاء، ناصحا "إخواننا في الجنوب أن يبقوا في السودان الكبير بدلا من دولة قزمية في الجنوب". وتحدث القذافي عن الصومال وقال إن هذا البلد يعيش "مشكلة خطيرة"، متمثلة في "صراع داخلي عقائدي". واعترف بأنه "من الصعب حل هذا المشكل في القريب"، لأن التمرد هناك "مختلف عن عمليات التمرد المعروفة الأخرى". وعبر عن خشيته من أن يستمر هذا الصراع زمنا طويلا ، مشيرا إلى أن أهم تحد مطروح الآن "أن نحاول أن لا نجعله ينتشر". وقال القذافي إن بعض النزاعات في دول غينيا بيساو وموريتانيا والنيجر قد مرت بسلام. وأبدى أسفه ل"وقوع إنقلابات في هذه البلدان أطاحت برؤساء منتخبين". وقال القذافي إنه سعيد لكون "بقية إفريقيا هي بخير"، واشار إلى تحسن الوضع في منطقة البحيرات الكبرى قائلا: "بذلنا جهدا كبيرا لننهي القتال هناك". واختتم الزعيم الليبي معمر القذافي كلامه بالتأكيد على أن التدخلات الخارجية هي أهم مشكلة تواجه إفريقيا. وقال إن "إفريقيا بدون إستقرار وبدون وحدة، لا يمكن أن تتقدم، وهناك تدخلات أجنبية لابد أن يقفل الباب أمامها". ويذكر أن مؤتمر الاتحاد الافريقي قرر في تلك الدورة الخاصة، اعتبار العام الحالي 2010؛ عاما للسلم والأمن في القارة.