لأول مرة توصف الشرطة السودانية بأنها أخفقت فى حل طلاسم قضية على الرغم من أن رئاسة الشرطة اعتادت فى أعلى مستوياتها أن تقول (ليس لدينا جريمة غامضة وكل جرائمنا اكتشفناها).. تلك العبارة التى اعتدنا على سماعها فى المؤتمرات وجلسات البرلمان.. ولكن فى هذه الواقعة التى وقعت منذ قرابة الشهرين فإن الجاني لم يتم التوصل إليه حتى الآن.. حيث أن الجريمة التى نحن بصدد سردها دارت أحداثها فى منزل قاضي المحكمة العليا بالمعاش (مولانا الطاهر احمد الطاهر) الذى تعرض منزله الكائن بإسكان القضاة بحي الواحة غرب بأم درمان لأغرب عملية سرقة بدون كسر وبدون أن يشعر من بداخل المنزل بأي حركة، وتمت خلالها سرقة خزينة من داخل غرفة النوم بداخلها كمية كبيرة من المجوهرات تصل قيمتها لأربعمائة مليون ومبالغ مالية بالعملات السودانية والدولارات...مولانا الطاهر روى للسوداني تفاصيل ماحدث...فماذا قال..؟؟ البداية: (وقعت السرقة قبل قرابة شهرين وأذكر أنه فى يوم جمعة كنا ننام أنا وزوجتي فى (حوش) خلفي بمنزلنا بينما كان ابني وصديقه ابن الجيران ينامان داخل صالة بالمنزل وكعادتي استيقظت عندما أذن أذان الصبح للاستعداد للذهاب الى المسجد لأداء صلاة الصبح ولكنني عندما دلفت الى الصالة بغرض التوجه الى دورة المياه للوضوء فوجئت بغرفة نومنا مقلوبة رأساً على عقب، حيث كانت الخزانات مفتوحة والملابس متناثرة بكل أنحاء الغرفة مما يدل على أن هنالك من اقتحم المنزل فقمت بإيقاظ أبنائي وتوجهنا سوياً الى الغرفة وهنالك فقط اكتشفنا اختفاء الخزنة، وهى خزينة كبيرة فى الحجم وثقيلة كان بداخلها كميات كبيرة من المجوهرات الذهبية المشغولة. وقال شقيق زوجته إن الذهب وزنه يقارب ال(2) كيلوجرام وتقدر قيمته بحوالي (400) مليون بجانب مبلغ (30) مليون جنيه سودانى ومبلغ (6) آلاف دولار حيثا إنني كنت بصدد السفر للعلاج بالقاهرة، وأشير الى أنني عملت لعدة سنوات بدول الخليج أنفقنا كل ماجمعناه من سنوات الاغتراب فى شراء الذهب والمجوهرات التى ادخرناها للزمان إلا أن اللص المجهول الذى اقتحم منزلنا قام بسرقة كل شيء. ردة فعل: بمجرد أن وقفنا على السرقة أنا وزوجتي وأبنائي قمت بتأدية صلاة الصبح بالمنزل وذهب ابني وخاله شقيق والدته الى قسم الشرطة وقاموا بفتح بلاغ بالحادثة وحضر الى المنزل كل عناصر شرطة المحلية وعلى رأسهم رئيس شرطة المحلية ووقفوا على عملية السرقة وفى بادئ الأمر أبدوا اهتماماً بالواقعة وأحضروا تيماً للكلاب الشرطية وتم رفع البصمات وقص الأثر ولكن بعدها لاحياة لمن تنادي، ومضى الآن قرابة شهرين ولكن للأسف (لم يأتوا بعقاد نافع) ولم يتمكن عناصر الشرطة من فك طلاسم القضية. لافائدة: وأشير الى أنه وبعد يومين من الحادثة عثرنا على الخزينة ملقاة فى ميدان (19) بين المسجد وبسط الأمن (مركز شرطة الحتانة سابقاً) ولكن على ما يبدو أنه لم ترفع منها بصمات بحجة أن هنالك أمطار خفيفة كانت قد هطلت فى صبيحة يوم العثور عليها ربما أضاعت الآثار والبصمات وعثرنا بداخل الخزينة على جواز سفري وصور وبعض المستندات وواصل مولانا الطاهر حديثه بأنهم لم يستطيعوا حتى الآن تحديد الجهة التى دخل منها اللصوص الى داخل المنزل إذ إنه لم توجد أي آثار للكسر ولكننا استطعنا تحديد الخروج حيث سلكوا الممر الخلفي ومنه الى باب الشارع وكانت هنالك آثار سحب الخزينة على الحائط والأرض الى أن أخرجوها بواسطة باب الشارع الذى وجدناه مفتوحاً على مصراعيه وقال إنهم منحوا الشرطة كافة المعلومات التى كان من شأنها أن تساعدهم فى القضية وذكروا لهم أن هنالك عمال كانوا يقومون بصيانة الطابق العلوي وأن هنالك خادمتين بالمنزل تم استجواب إحداهما ولم يستطيعوا التوصل الى الخادمة الأخرى والتى كانت قد تركت العمل قبل الحادثة فجأة دون سابق إنذار حتى اليوم وتلك كانت خيوط كافية لفك طلاسم القضية ولكن الشرطة لم تجتهد لحلها وكل (ما نسأل أفراد الشرطة يقولوا إنهم شغالين).. وأنا رجل متقاعد وكبير فى السن بجانب أنني مريض لذا لم أتمكن من الوقوف على العمل بنفسي وكنت أرسل ابن عمي للاستفسار عن الجديد من الشرطة التى طال أمد انتظارنا، ولم نرَ منها شيئاً وعلمنا أن القضية تمت إحالتها لأكثر من مرة من ضابط لآخر ومعظم أولئك الضباط صغار فى السن وحديثى الخبرة (حسبما وصفهم مولانا الطاهر). حديث ملتهب: مولانا الطاهر قال فى ختام حديثه :(حقيقة الشرطة لم تقم بواجبها على الوجه الأكمل ولم تبذل جهداً مقدراً ولم تولِ القضية اهتماماً (الشرطة قصرت) فإن كانت بذلت جهداً ولم تجد مسروقاتنا لكنا قلنا إن الحادثة قضاء وقدر.. ولكن لم تبذل جهداً وهذا ما أرق منامنا ورغم سنين خدمتي الطويلة للبلد إلا أن الشرطة لم تكلف خاطرها ببذل الجهد المطلوب منها.. وهنالك الكثير من الإخفاقات للشرطة أقلها أننا علمنا عندما ذهبنا الى مجمع الذهب بأن الشرطة لم تقم بعمل نشرة فورية عن أوصاف الذهب توزعها على الصاغة حتى لا يتم التصرف بالذهب السوداني