اعتادت العديد من المؤسسات الإعلامية في بريطانيا، مع اقتراب نهاية العام، على إعداد قوائم بأهم الأحداث والشخصيات التي شهدها العام. وقد أعدت هيئة الإذاعة البريطانية مجموعة من القوائم من بينها قائمة أهم «الوجوه النسائية في عام 2011». بعض الشخصيات التي تضمنتها القائمة غير مثيرة للجدل، مثل إيمان العبيدي الليبية ضحية نظام القذافي، وغبراييل يغفوردز عضو الكونغرس الأميركي، وبولذين بيرس البريطانية التي أطلق عليها لقب «بطلة حي هاكني» في لندن خلال الاضطرابات التي شهدتها العاصمة البريطانية في الصيف الماضي. غير أن الشخصية الأخيرة التي تضمنتها القائمة أثارت الاستغراب بل والجدل الحاد.. فقد اختيرت أنثى حيوان «الباندا» تيان تيان التي وصلت إلى حديقة حيوان أدنبره من الصين. ويأتي هذا الاختيار كما ذكرت صحيفة «الغارديان» الإنجليزية في أعقاب فشل هيئة الإذاعة البريطانية في اختيار امرأة ضمن القائمة القصيرة التي تضم شخصيات رياضية لاختيار الشخصية الرياضية لعام 2011. وقد لاحظت الصحيفة أن قائمة الرجال لم تضم ذكر «الباندا» يانغ غوانغ الذي حضر إلى نفس حديقة الحيوان. كما أن بعض الشخصيات تم اختيارها ليس لإنجازاتها بل لفضائحها. وقد ذكر بوب توندي الصحافي غير الموظف في هيئة الإذاعة البريطانية، أن الاختيارات غريبة وأن كبار المحررين في هيئة الإذاعة البريطانية هم الذين اختاروا الشخصيات سواء من الرجال أو النساء، وأنهم حرروا الموضوع. وأوضح أنه من المفروض أن تكون الاختيارات ذات طبيعة مرحة، وهي ليست مثل اختيارات مجلة «تايم» الأميركية على سبيل المثال. وقد أثارت الاختيارات العديد من التعليقات على موقع «تويتر».. فقد اشتكى البعض من أن واحدة من بين أربع نساء تم اختيارهن ليس لإنجازاتهن بل لدورهن في عقد قران مثل بيبا ميدلتون شقيقة كيت ميدلتون التي تزوجت الأمير ويليام، وتشارلين ويتسكتوك التي تزوجت الأمير ألبرت حاكم موناكو، ودوقة ألبا المليارديرة الإسبانية العجوز التي تزوجت مؤخرا. وقد ذكرت ستيلا كريسي عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال، أنه في الوقت الذي نحب فيه قراءة قصص عن «الباندا»، فإنه في السنة التي أصبحت فيها كريستيان لاغارد رئيسة لصندوق النقد الدولي، أو أصبحت فيها هيلي ثرونينغ شميت رئيسة وزراء الدنمارك، أو في السنة التي شهدت وفاة إيمي وينهاوس، نشعر بالإحباط لعدم قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على العثور على 12 امرأة حققن إنجازات في العام الحالي!