الجيش يوضح بشأن حادثة بورتسودان    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    بورتسودان وأهلها والمطار بخير    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعليق على شريط فيديو : \" مهزلة : د . نافع على نافع \"
نشر في الراكوبة يوم 03 - 01 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عوض سيداحمد عوض
اتصل بى أحد الاخوان قبل أيام , وهو على علم تام أن متابعتى ( للميديا ) هبطت الى أدنى حد لها , بل تكاد تكون معدومة فى بعضها , قال لى
هل فتحت الراكوبة اليوم ؟
أجبت " لا "
قال " أفتح وسترى العجب العجاب " !!!!!!!
وفعلا دخلت , فاذا بى أمام أمر غريب وعجيب , أمام ندوة , قيل أنها بجامعة الخرطوم , ورأينا بأم أعيننا , أحد الرعية خريج هندسة , واقف أمام الميكرفون , يخاطب من ؟؟؟ . يخاطب أحد " قمم الانقاذ " وهو جالس أمامه على المنصة , ماذا قال ؟؟؟خاطبه بكلام تهتز له الجبال , ووجه له اتهامات تشيب لها الولدان , ورأيناه جالس أمامه , لم يحرك ساكنا , وظللت لفترة أدقق النظر ( نسبة لضعف بصرى ) هل هذا الجالس على المنصة هو المسئول المعنى بعينه , أم شبيه له ؟؟؟ وفى هذه اللحظة جاء من يؤكد لى صحة ما رأيته , وزالت عنى شكوكى , وهنا سألنى أحدهم
" ما رأيك فى هذا الموقف ؟؟؟
أجبت " والله , والله , يا أخى , ان هذا الموقف الذى شاهدناه بام أعيننا , لو حصل أو حدث لأى مسئول على ظهر هذه البسيطة , لغادر كرسيه , فى التو واالحال , سواء أكان ما قيل " حقيقة أم افتراء " . لماذا ؟؟؟ لأنه اذا كان حقيقة , فلا مكان له كمسئول البتة , أما اذا كان غير ذلك , فيلزم شرعا , أن يبعد أو ( يبعد ) بهدف افساح المجال " للقضاء العادل " لتبرأة ساحته.
هذه هى " الشفافية " التى جاءت بها الرسالة الخاتمة , وتنزلت على الأرض , وطبقت ورآها الناس , كل الناس , فى دولة المدينة , أى " من أين لك هذا " ؟؟؟؟؟
نعلم أن هذا المبدأ العظيم لم تسمع به , أو تعرفه البشرية قبل تلك الحقبة " من فترة الحكم الراشد " . والآن , وكما يعلم الجميع , ان هذا المبدأ , هو الذى يحكم العالم , ونراه مطبق فى كافة دوله المتحضرة , وبموجب تشريعات ملزمة , ماذا يعنى هذا ؟؟؟
يعنى أن الانسان رجع الى فطرته السليمة , بعد معاناة , طويلة , وحياة مريرة , عاشها فى عهود الظلام , ومن المفارقات الكبيرة , والغريبة , أن هذه الحالة الماثلة , أمام أعيننا , ونشاهدها في هذه الدول , وتتمتع بها شعوبها كافة من " حرية , عدالة , مساواة , ضمان اجتماعى. الخ كل ذلك فى ظل ديمقراطية حقيقية , غير مزيفة ولا مضروبة " تمثل بحق , تطلعات , وأشواق شباب أمتنا , فى كافة دولنا " الاسلامية " وكلنا يعلم أن هذا هو السبب , والدافع , الأساسى , والرئيسى , لقيام ما يطلق عليه " الربيع العربى " .
نعلم أن الكثير الكثير من هولاء الشباب الثائر , لا يعلمون أو يجول بخاطرهم , أن ما يطالبون به , ويناضلون من أجله , هو بعينه يمثل بحق " حقيقة ما جاءت بت , ومن أجله الرسالة الخاتمة ". ولا يدرون أنها كفلت الكثير , الكثير , بهدف اسعاد البشرية جمعاء . نورد هنا بايجاز شديد , مقتطفات من كتاب " الميثاق الاسلامى " مقارنة مع ما نحن عليه فى دولة الانقاذ
حقوق الانسان " كفلت لنا هذه التعاليم " المساواة الكاملة بين أبناء الأمة , دون أعتبار لأديانهم , وأعراقهم , كما كفلت لنا الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بمقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , أليس هذا ما نراه مطبق وممارس بحق , فى هذه الدول الغير اسلامية , وغير مطبق عندنا , بل أبدلناه " بشمولية " قائمة على الاستبداد , وكل ما يليه , أو يعرف , عنه , من قهر , وذل , وفساد فى الأرض ؟؟؟؟؟
العدالة جاءت أيضا لتنقل الانسان " من حياة القهر والعبودية , الى فضاء الحرية , والمساواة , ولا يتحقق دلك الا بالعدالة المطلقة , لأن العدل " هو أساس الحكم فى الاسلام " وهذا أيضا مانراه مطبق وممارس عندهم , ويقابله هنا , وأد كامل لما كنا نتمتع به , من حرية , وديمقراطية , وقضاء مستقل , قبل الانقاذ ,ماذا يعنى هذا ؟؟؟ هذا يعنى ان " الانقاذ " قامت بوأد , كل ما له علاقة " بالعدالة " التى تمثل بحق حقيقة ديننا الحنيف . بل يقوم ويستند عليها " أساس الحكم فى الاسلام ".
الحاكم فالحاكم أى صاحب السلطة فى الاسلام , سمه ما شئت ( راعى – أمير – والى – ملك – رئيس جمهورية الخ المسميات ) من أوجب مهامه الشرعية , كراعى للأمة , أن يمارس , واجباته , تحت رقابتها , ومحاسبتها . فالحاكم " أجير عند الناس " وعليهم واجب النصح , والنقد له ، والطاعة بالمعروف ، فمن أمر بمعصية " فلا سمع له ولا طاعة " . أليس هذا هو بعينه مانراه معمول به , ومطبق فى هذه الدول الغير اسلامية , فالرئيس هناك تنزع عنه حصانته ويقدم للقضاء كأى مواطن عادى , عند حدوث أى مخالفة , أو ارتكاب أى ذنب , أو شبهة فساد مالى , أو غيره , وهو ,عين ما كان يمثله نظامنا السابق , الذى تم وأده ؟؟؟ . فماذا نرى ونشاهد اليوم ؟؟؟ نرى ان الفساد يكتب بالبنط العريض , وتتناقله وسائط ( الميديا ) داخليا وخارجيا , وبالمثل ترتكب الجرايم علنا , ولا حياة لمن تنادى , لماذا ؟؟؟ . لأنهم متحصنون " بالسلطة المطلقة " بعيدا عن " الشفافية " التى جاء بها الاسلام , وبعيدا عن " العدالة " وحكم القانون , بل نراهم متمادون , فى غيهم , وسطوتهم , دون أعتبار لأى شىء .
اختيار الحاكم عملية اختيار الحاكم فى الاسلام , تقوم أساساً على الاختيار الحرّ للأمّة ، وهو أمر أجمعت عليه المذاهب كلّها . وهذا هو المبدأ في جميع الظروف والأحوال , اقتداءً بما فعله الصحابة الكرام , عند اختيار الخلفاء ، الراشدين الأربعة , فجاءت الانقاذ , فبدلا عن الاضطلاع بعملية تعزيز , وتطوير هذا الأمر بما يتناسب مع ما استجد من وسائل وآليات حديثة , دفعته الى ألأحسن , رأيناها , وأدت تماما , ماكان موجودا ' وحولته الى " سلطة شمولية , واستبداد مطلق " .
هناك ملاحظة هامة لابد من الوقوف عندها , وهى أن القائمين بالأمر فى دولة الانقاذ , لايزال يعتقدون أنهم , هم " حملة الرسالة " وان مايقومون به , ويمارسونه , فى دولتهم هو " الاسلام " وأنهم , هم , على حق , وأن غيرهم من المخالفين أو المنتقدين لهم , على باطل .
الشباب الثائر نرجع لشبابنا الثائر , ونخص بالذكر تلك الشريحة , المتأثرة بالحالة (الغربية ) ويجهل تماما حقيقة دينه وعقيدته التى تربى ونشأ عليها , ونؤكد فى هذه العجالة , حقيقة ثابتة , أن هولاء الشباب , ربما لهم بعض العذر لأسباب ( يطول شرحها ). ونتيجة لهذه الاسباب , كما هو معلوم للجميع , أنه , منذ ان نشأنا نحن الكبار , ( تجاوزنا سن المعاش ) وحتى هذه الفترة , ( فترة شباب اليوم ) لا نجد أمامنا فى الساحة , من مجمل قادة ومفكرى الأمة , وأهل الرأى فيها , فيما يتصل ( بالحكم ) . الاّ " شريحتين " مختلفتين فى الاسم أو (الشعار ) ومتطابقتين فى النهج , وما تنزل , وطبق , على الأرض من ممارسات بصورة عملية , وهما
الشريحة الأولى هذه تمثل فئة , أو شريحة , عريضة من مثقفى امتنا المسلمة, اعتنقوا المذاهب الحديثة (شيوعية – علمانية – قومية – بعثية الخ ) وأعتقدوا , وظنوا , أن فيها خير , واصلاح , للبلاد والعباد . ومن ثم استطاعوا أن ينزلوها على الأرض " وحكمت " . فماذا كانت النتيجة ؟؟؟ جاءتنا ب " الشمولية " البغيضة , ولم نجنى منها الاّ " الشر كله " وأقل ما يقال عنها , أنها أعادتنا مرة أخرى , الى الحالة التى سبق وتردت اليها البشرية , وجاءت الرسالة الخاتمة لانقاذها وانتشالها منها , أى الجاهلية الجهلاء.
الشريحة الثانية هذه الفئة هى التى جعلت من الاسلام شعارا لها , تمثلها هنا دولة " الانقاذ " هولاء الذين جاؤوا الينا , أو انحدوا , من صلب , تنظيم دعوى عريق , مهمته الأساسية هى تنشئة الشباب , تنشئة دينية سليمة , تقوم على فهم صحيح , وواعى , لحقيقة ديننا الحنيف , وتعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , بغرض انزالها , مرة أخرى , على الأرض , كما سبق وأنزلت , وسعدت بها البشرية جمعاء. ولكن , فوجىء الناس كل الناس , أنهم ساروا فى ذات الطريق , ونهلوا من ذات النبع , نبع سابقيهم , وجاءت دولتهم ب " الشمولية " البغيضة أيضا , وجاءوا , والقوا علينا , وغمرونا , بكل ما تحمله فى أحشائها , من شر مستطير , ظلننا نكابده , ونعانيه , منذ ذلك التاريخ (يونيو1989 ) وحتى اليوم ,. ولا حياة لمن تنادى .
ماذا كانت النتيجة؟ أتضح , وبان , للجميع , أن النتيجه , أو الثمرة التى حصلنا عليها من التجربة العملية لكليهما , أننا لم نجنى أى خير , أو اصلاح , كما كانوا . ولايزال البعض منهم , قائم على اعتقاده القديم , بينما الثابت والمشاهد هو أن ما جنيناه , لا يعدو كونه " شر فى شر " يتمثل ذلك فى التصور أو " العقيدة " المتشابهة لكليهما , وهى عقدة " التفوق " والنظرة المتعالية فهم كلهم يرون أنفسهم فوق الجميع , ( هم أهل الحق – هم الصفوة – هم الذين أرسلتهم العناية الالاهية لانقاذ رعيتهم , الخ نظريات , أو شعارات التفوق ) ومن هنا تاتى نظرتهم الدونية , لافراد الأمة , أو الرعية , فهم لا يرون فيهم , الاّ انّهم " أقزام " أو كما عبر عن ذلك أحدهم , وسماهم " الجرذان " فهم كلهم مشتركون فى هذا الاعتقاد , سواء بالتصريح أو بالفعل , وهو كله أمر ثابت , ومشاهد , ومن ثم يتم التعامل معهم بشكل , أقلّ ما يقال عنه " هو العمل على تجريدهم من , أهمّ , وأعز , ما خصهم الله به , وهو " الكرامة الانسانية " فتكون النتيجة الحتمة , والمآلات والمرامى الأخيرة , تكمن فى حالتهم ليكونوا أقرب الى " الحيوان " منه الى " انسان كرمه الله "
هذه هى الحالة التى آلت اليها " السلطة " فى كل , أو معظم , دولنا الاسلامية ,. العربية منها , وغير العربية ,. والتى جاءت ثورة القضب " الربيع العربى " وعرّتها , وأزالت القناع عنها , فرآها الناس كل الناس سافرة , واتضح للجميع , أنهم كلهم ( هولاء الذين انتهى أمرهم , فى كل من ( مصر – تونس – ليبيا , ومن لا يزالون تحت الازالة ) . اتضح أنهم كلهم , ليسو بحكام , ولا رعاة , ولا شىء , من هذا القبيل , بل ثبت ووضح للناس , كل الناس , على ظهر هذه البسيطة , انما هم الاّ " روأساء عصابات مجرمة " تتحكم فى أمر شعوبها ورعاياها , دون عطف أو شفقة , ومن ثم فقد تجردوا تماما من انسانيتهم , وتحولوا كما شاهدناهم الى " أعتى , وأبشع , أنواع الضوارى , ووحوش الغابة " .
ثم ماذا اذن نحن أمام " فئتين " كلاهما , بعد تماما , أو انحرف بعيدا عن الطريق القويم , وسار فى طريق معوج , مجانبا لطريق السلامة , طريق " الصراط المستقيم ". ونعلم أن هذا الوضع لم يأتى من فراغ , فقد كانت هناك ترتيبات , وخطط موضوعة , وعمل مضنى , وتنظيم عالى الكفاءة , وتصميم جبار , استغرق سنوات , وسنوات , ليصل بنا الى هذه الحالة التى نعائشها , وذلك بدأءا من عملية " التغريب " مرورا بفترة " الاستعمار " تواصلا حتى زرع " المذاهب الحديثة " كل ذلك كان , ولا يزال هو السبب الرئيسى , الكامن وراء عملية " التعتيم " وابعادنا عن معرفة " حقيقة ديننا الاسلامى " وتعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , والتى جاءت متممة , ومكملة , ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها , بهدف انزالها على الأرض , فى سموّها , وعلوّها , لتسعد بها البشرية جمعاء , لماذا ؟؟؟ لأنها جاءتنا بمنهج , متكامل للحياة الفاضلة , فى كل صورها , واشكالها , وكافة جوانبها المختلفة , بصورة , تغنينا تماما , عن أى نظرية , أو نظام يضعه البشر , ذلك لو أحسنا , أنزالها , بتجرد واخلاص كاملين , وتوجه حقيقى , وصادق , لله سبحانه وتعالى .
هنا نأتى الى سؤال جوهرى , وبالغ الأهمية , هو " اذا سبق ووقعنا ضحية , لهذا العمل الجاد , والمضنى , وأبهم علينا , ونحن فى مرحلة الشباب ,. فهل نظل هكذا , فى حالنا هذا , بعد أن كبرنا , وقوى عودنا ,؟؟؟ . هذا لا يجوز البتة , لماذا ؟؟؟ . لأننا كبشر خلقنا الله , ونفخ فينا من روحه , وخلق لنا " عقل " نميز به بين " الخير والشر " وبين " الحق والباطل " فكيف نستسلم , ونرضى بهذا الباطل , بل نستمر فيه , ونتعصب له , ونظل فى ضلالنا بحسبان أنه الخير , فهل يجوز هذا ؟؟؟ . كلا وألف كلا , لماذا ؟؟؟ لأننا كلنا نعلم , ان الانسان , من طبعه , معرض للخطأ , وقد تعصف به الأهواء , فى مرحلة من حياته , ولكن العيب كل العيب , أن يستكين ويظل خاضعا , ومستسلما , لهذا الحال , دون " اعمال العقل " فيكفى , ان من كرم الله عليه , ان أنبته فى حظيرة " الاسلام " نشأ , وتربى فيها , فلماذا يستمر ويظل فى انفاق , جل وقته , وطاقته , فى متابعة ما اعتنقه من مذاهب , أو عقائد أخرى , من صنع البشر , . دون الوقوف " أولا " وقبل كل شىء , بارادة , قوية , ونية صادقة , نحو البحث , والتعرف , على حقيقة " دينه ". لكى يبنى حكمه , عليه , من خلال الدراسة الجادة , والواعية , والمتجردة , والخالية تماما من , أى رواسب , أو تعصب , لما سبق له اعتناقه . هنا فقط , يستطيع أن يقف بنفسه على الحقيقة كاملة , مجردة , كما وقف عليها الكثير الكثير , من رموزنا الكبار , فى امتنا العربية , والاسلاميه , الذين عصفت بهم الأيام ,واعتنقوا هذه المذاهب , وكانوا من دعاتها , ثم رأو , بأم أعينهم , خطلها , وضلالها , فرجعوا لحضنهم الأول , وأصبحوا من كبار دعاته , بل نعلم جميعا , ان هناك الكثير الكثير من , مشاهير عظماء , وقامات كبيرة , من ملل أخرى , غير اسلاميه , قاموا بدراسة الرسالة الخالدة , كل فى مجال تخصصة , دراسة , جادة , وواعية , وصلوا عن طريها الى " الحقيقة كاملة مجردة " للدين الاسلامى , وثبت لهم , وتأكدوا , أنه دين حقيقى , ورسالة , منزلة من ربّ العزة , على نبيه / محمد صلى الله عليه وسلم , المبعوث رحمة للعالمين , علموا ذلك , واعتنقوه , وأصبحو من أشهر دعاته (( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . )) صدق الله العظيم .
وقبل أن نختم هذا التعليق نأتى بنص يتصل بصحة كتاب " القرآن " وأنه وحى منزل من الله سبحانه وتعالى , فقد ثبت لكثير منهم , بعد مقارنة , بعضا من نصوصه , مع ما توصل اليه الانسان من العلم الحديث , يقول أحدهم عن أحد البنود محل الدراسة , وهو البند المتعلق ب . " خلق السماوات والأرض " يقول في نهاية البحث ُ " ثبت من البحث أن نص العهد القديم أعطى معلومات غير مقبولة من وجهة النظر العلمية, بينما لا يوجد أقل تعارض بين المعطيات القرآنية الخاصة بالخلق وبين المعارف الحديثة عن تكوين الكون, هذه الحقيقة تثبت لنا أمرين (1) تنفى الاتهامات التي تقول أن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل روايات التوراة. (2) تثبت أن القرآن وحى الهي , والاّ كيف استطاع محمد أن يصحح إلى هذا الحد الرواية الشايعة في عصر التنزيل عن الخلق , بمعطيات أثبت العلم أخيرا صحتها . ؟؟؟؟؟
ملاحظة ( سبق أشرت الى بعضا من هولاء , فى (3) رسائل تحت عنوان (1)" حوار موضوعى وهادف مع القايم بالاعمال الأمريكى"(2) " لماذا اعتنق هولاء الاسلام " (3)"عرض لاشهر كتابين صدرتا فى القرن المنصرم" كلها منشورة بهذا المنبر )
وفى الختام لا يسعنى , الاّ أن أختم بالدعاء المأثور
" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . "
عوض سيداحمد عوض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.