طرابلس : اسفرت الاشتباكات المسلحة الدموية في العاصمة الليبية طرابلس بين كتائب ثوار منطقة سيدى خليفة والسيدي بطرابلس وثوار مصراتة عن مقتل 4 اشخاص واصابة 6 أخرين تم نقلهم الى المستشفى الذى بجوار مقر الاشتباكات فى مقر الاستخبارات العسكرية للنظام السابق. ورغم تصريحات المسئولين الامنيين بان الهدوء عاد وتم السيطرة على الوضع الا ان دوى المدافع الخفيفة والثقلية وسماع اصواتها على فترات متقطعة من ليلة امس كان مستمر حتى الصباح وان قوات امن العاصمة قد اغلقت كافة الطرق الموئدية لهذه المنطقة التى هى منطقة سكنية وبها اكبر مستشفيات العاصمة مستشفى الزاوية المركزى وقال رئيس اللجنة الأمنية العليا التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة الانتقالية الليبية العقيد مصطفى نوح إن اشتباكات وقعت امس جرت بين مجموعات من الثوار. وأوضح أن الاشتباكات دارت بين مسلحين تابعين للمجلس العسكري بشارع الزاوية وإحدى كتائب الثوار من خارج مدينة طرابلس والمتمركزة بمقر إدارة الاستخبارات العسكرية سابقا الذي يقع بين شارع السيدي وشارع الزاوية بطرابلس. وقال العقيد عبد المنعم التونسي، الناطق باسم الداخلية الليبية ان الوضع "بطريقه للمعالجة،" مرجحاً وجود إصابات جراء القتال. وكانت طرابلس قد شهدت الكثير من المواجهات بين الجماعات المسلحة المنتشرة في شوارعها منذ سقوطها بيد قوات المجلس الوطني الانتقالي في أغسطس الماضي، وأدى ذلك إلى انتشار الفوضى وانعدام الأمن. وقد سبق للحكومة الليبية المؤقتة أن طلبت من كافة المليشيات المسلحة القادمة من خارج طرابلس مغادرتها خلال أيام، وحذرت من أنه في حال رفض تلك المجموعات الخروج من المدينة فإن السكان سيقومون بمظاهرات تصل إلى حد إغلاق جميع الشوارع أمام حركة المرور، وذلك في أعقاب تزايد الاشتباكات بين المسلحين في العاصمة. وأعلن رئيس المجلس المحلي لطرابلس جملة قرارات بينها أن المجالس العسكرية المحلية لمدينة طرابلس بدأت بوضع حواجز في الشوارع وإغلاق بعضها بهدف منع تحرك العربات المسلحة، باستثناء تلك العائدة لقوات الأمن والجيش. كما أشار الإعلان إلى الدعوة للتظاهر في "ساحة الشهداء" بالعاصمة طرابلس دعماً لقرارات الحكومة بإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة غير الضرورية. وأضاف أن قوات من اللجنة الأمنية العليا تطوق المنطقة وأن التحقيقات بدأت لمعرفة ملابسات وأسباب الاشتباكات، مؤكدا أنه سيتم في وقت لاحق نشر مزيد من التفاصيل حول هذا الحادث. وكان شهود عيان، قالوا "إن مسلحين من ثوار مصراتة أرادوا إخراج سجين من مجمع المحاكم الذي يقع بين شارع الزواية وشارع السيدي في العاصمة طرابلس". وذكرت مصادر طبية أن قتيلين وستة جرحى سقطوا في الاشتباكات وأن دوي نار متقطع يسمع في المنطقة.فى النهار اعقبها اربعة قتلى آخرين فى المساء حسب تلك المصادر وعدد من الجرحى. وافادت تقارير باستخدام المدافع الرشاشة والثقيلة والمدفعية المضادة للطائرات في الاشتباكات التي اندلعت في مبنى كان يستخدم كمقر لمخابرات نظام العقيد القذافي المخلوع، وسبق أن تعرض لقصف طائرات حلف شمال الاطلسي "الناتو" ابان الانتفاضة الليبية العام الماضي. وقال عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس في مؤتمر صحفي بعد الحادث أعبر عن اسفي لوقوع تلك الحادثة، و لا اريد أن ادخل في التفاصيل، الا أنها كانت نتيجة لمشكلة بين ثوار مصراتة واعضاء من المجلس العسكري في شارع الزاوية. واضاف إن ما حدث عمل غير مسؤول. والوضع الان تحت السيطرة. ومنذ ما بعد الظهر لم نسمع اي اطلاقة. يذكر أن المسلحين ما زالوا يحتفظون بحضور بارز في اجزاء عديدة من العاصمة الليبية، وقد احتل بعضهم مبان كانت تعود للنظام السابق. وما زال عشرات الالاف من المقاتلين يشكلون ألوية مختلفة، وقد اندلعت اشتباكات متفرقة بينهم في الاسابيع الاخيرة. ويمكن أن تعيين رئيس اركان جديد يمكن ان يمهد الطريق لتشكيل جيش منظم، لكن لم يتضح بعد ما اذا كان قادة الميليشيات سيقبلون بالمنقوش قائدا للقوات المسلحة. وأن تعيين المنقوش قد يمثل نقطة توازن بين هذه الميلشيات فهو من مصراتة موطن عدد من الميليشيات القوية التي ساعدت في الاطاحة بالزعيم الليبي السابق، مقابل وزير الدفاع الجديد اسامة الجويلي الذي ينحدر من الزنتان وهي قاعدة لميليشيا رئيسية أخرى. وإن الانتقال من الحرب الاهلية إلى ليبيا آمنة ومستقرة يظل بطيئا وصعبا، وتمثل مشكلة التعامل مع الميلشيات احدى اللتحديات الجوهرية أمامه.