شكّلت الخطة الإنتاجية التي حققتها المؤسسة العامة للسينما في سورية لعام 2011 انعطافاً في مسيرة إنتاجها، فبعد الزيادة التي طرأت على ميزانية الإنتاج أُنجز فيلم وثائقي طويل بعنوان «نوافذ الروح» إخراج الليث حجو وعمار العاني، إضافة إلى إنتاج أربعة أفلام روائية طويلة، أحدها تشاركت المؤسسة في إنتاجه مع القطاع الخاص، والأفلام هي: «الشراع والعاصفة» إخراج غسان شميط، «صديقي الأخير» إخراج جود سعيد، «العاشق» إخراج عبد اللطيف عبد الحميد، «هوى» إخراج واحة الراهب. وللمرة الأولى في المؤسسسة العامة للسينما يتم إنتاج أربعة أفلام طويلة في عام واحد، لا بل لم تتوقف ورش التصوير المنتشرة هنا وهناك رغم الظروف التي تمر بها سورية، الأمر الذي يعطي مؤشراً أن هناك أفقاً أرحب وخيارات أوسع يمكن أن ترخي بظلالها على العملية الإبداعية ككل وترسخ حضور الفيلم السوري بشكل أكبر عبر الآتي من الأيام، فقد بات من شبه المؤكد أن هذه السياسة الإنتاجية ستستمر وتتطور، فالإنتاج في العام المقبل سيكون على الصعيد الكمي بالمستوى نفسه الذي كان عليه في 2011 إن لم يكن أفضل، إذ يؤكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الناقد محمد الأحمد أن ميزانية الإنتاج لعام 2012 تؤهل المؤسسة لإنتاج خمسة أو ستة أفلام طويلة. واللافت أن هذه النهضة الإنتاجية في القطاع العام تأتي في ظل انكفاء القطاع الخاص عن الإنتاج في الحقل السينمائي بعد أن حقق حضوراً طيباً في السنوات الأخيرة، لا بل إن هناك شركات بعد أن أعلنت مشاركتها القطاع العام في الإنتاج تراجعت في اللحظات الأخيرة، ومثال ذلك ما حدث في فيلم «الشراع والعاصفة» الذي كان من المُفترض أن يكون من إنتاج مشترك بين المؤسسة وشركة «كان» التي تراجعت بعد أن أصبح التصوير في نهايته ليصبح الفيلم من إنتاج القطاع العام كاملاً. وهنا عرض لأفلام السينما السورية في 2011.