عازة أبو عوف: يبدو أن (النميمة) لم تعد الصفة الحصرية على النساء دون الرجال بعدما اقتحموها، وبشدة في الآونة الأخيرة، فمن الملاحظ أن معشر الرجال عبر مجتمع (الشلة) في الأحياء وأمام الدكاكين وحتى في مكان العمل فلا تمر من أمامهم شاردة ولا واردة إلا وتطالها ألسنتهم حديثا عنها، وقد أثبتت دراسة أجريت مؤخرا أن 10% من الرجال يمارسون النميمة والوشايات داخل أماكن العمل مقارنة بالنساء الآتي يمارسنها بنسبة 4% فقط فربما كانت النساء في السابق ولكثرة جلوسهن في المنزل يحاولن ملء الفراغ وكسر رتابة الزمن بالتحدث عبر جلسات القهوة والمناسبات إلا أن خروج المرأة للعمل أبعدها تماما عنها واستلم دفة النميمة الرجال في مكاتب العمل وساعات الفطور، حيث تجدهم بصورة كبيرة يحدثون بهمس ومؤخرا عبر صفحات الفيس بوك، حيث أضحت معه (نميمة بأدب)، ذات الدراسة أوضحت أن الرجال في مكان العمل يحبذون النميمة مع الرجال سواء بصورة مباشرة أو عبر الهاتف تضييعا للوقت، (يوماتي الأخبار) حاولت الدخول إلى عالم الرجال والاستماع إلى (نميمتهم) بدقة فماذا قالوا في دفوعاتهم ضد هذه التهمة؟!. النميمة التي نتناولها إيجابية؛ لأن محور حديثنا هو الوضع الراهن للبلاد مقارنة بالدول الأخرى والسياسات. ويضيف عثمان إسماعيل (موظف بالطرق والجسور) الأخبار والكرة في كثير من الأحايين هما أهم ما يميز الجلسات الرجالية، ويتفق هشام محمد عثمان (مهندس شبكات) أن المواضيع التي تناقش بين الرجال هي مواضيع عامة تناقش الأحداث الحالة في العالم بصورة عامة مثل الربيع العربي وأوضاع إنسان تلك البلدان على غير (نميمة) النساء التي محورها دائما الأزياء واللبس والمسلسلات يصنف ضمن عالم الرجال إلا انه ذو خصوصية قليلا الشباب منهم يتحدثون عن تقليعات الموضة وأخبار الفنانين. ويضيف مجاهد أبو القاسم (طالب جامعي) إلى جانب الأخبار والونسة التي أضحت عبر الفيس بوك والكلام (الراندوك)، حسن (طالب) يتفق مع زميله، ويضيف أن أخبار البنات تضاف إلى ونسة الشباب، فكل واحد يحاول أن يظهر انه (مفتِّح) وقادر على الإيقاع بالبنات عبر الأساليب الاستعراضية لمقدراته ومحولة استعراض تجاربه العاطفية التي يدعي فيها انه خبير عاطفي، على النقيض تكون ونسة كبار السن من الرجال الذين تكون (النميمة) عندهم هي مقارنات بين الحال في السابق والآن والشباب والجلسات الجميلة والزمن السمح، السودانيين معروفون بأنهم يعرفون كل شيء، السياسة والرياضة، وعموما يؤكد اشرف أن ونسة الرجال غير محدودة. المعالج النفسي ا. نسرين الحاج محمد قالت إن النميمة بشكل عام صفة مجتمعية سيئة، وهي ليست بالصفة الجديدة على الرجال، فمنذ الأزل الرجال هم ممارسو النميمة أكثر من النساء فقط الدراسات هي من أثبتت الأمر وجعلته يطفو على السطح، واستعرضت ا.نسرين أن النميمة التي يمارسها الرجال بشكل عام هي مشكلات العمل والرواتب ويعكفون إلى عقد مقارنات، وأكدت انه بحسب الدراسات يشير إلى وجود شخصيات متخصصة في النميمة واصفة الشخصية النمامة ب(الناقصة) ومحاولة (إسقاط) عيوبه على الآخرين، ولافتة إلى أن دواعي هذا السلوك هي ملء الفراغ، الهروب من المشكلات بالانشغال بالناس وأحوالهم ومتابعتها، وأيضا الرغبة في الشعور بالتميز بان يكون محور اهتمام الناس وهو يسرد الأخبار والقصص التي قد يكون بعضها ملفقا، خاتمة حديثها ل(الأخبار) بأن الشخص النمام يعاني عدم التوافق بين نفسه وبيئته. الاخبار