مصطلح «شمارات» لم يكن مألوفاً حتى وقت قريب، الا انه بات متداولاً على نطاق واسع وشائعاً بين مختلف شرائح المجتمع، ويعرفه الطالب الجامعي اسعد ابراهيم بانه احد انواع «الدردشة والونسة» التي تركز على معرفة اخبار الآخرين واسرارهم، ويقول إن «الشمارات» تقارب في مفهومها العام ما تعارف عليه في السابق ب «القطيعة او النميمة» وهي الحديث في غياب الآخرين، وقال ان المجتمع بات يعشق «ونسة «الشمارات»» اكثر من تداول الموضوعات الجادة والهادفة، ويرى ان تفشي هذه الظاهرة يعود الى عدد من الاسباب الاجتماعية والسياسية والدينية، ويعتقد أن الابتعاد عن تعاليم الدين الاسلامي من الأسباب المباشرة لتوسع قاعدة «الشمارات» حتى اضحت سلوكا للكثيرين، ويشير الى ان النساء في الماضي كن يتناولن «الشمارات» في جلسات «المشاط والجبنة» وقال إنها لم تكن تخرج عن اطار اخبار الحلة او القرية او الحي الذي يقطنه. وتلتقط الموظفة سلوى سعيد اطراف الحديث، وتؤكد ان «الشمارات» امتدت ايضا الى المكاتب الحكومية والخاصة ومعظم المرافق، وأبدت بالغ دهشتها من اعجاب الناس بهذا الضرب من انواع الاحاديث، مشيرة إلى تأثر المجتمع بها لدرجة إفراد الصحف مساحة ل «الشمارات» تحت اسماء وعناوين مختلفة، وقالت ان هذه المساحات تحظى بنسبة اطلاع عالية من القراء الذين يقبلون عليها لمعرفة ما يدور خلف الغرف المغلقة، والاخبار التي لا يمكن نشرها علناً، إلا أن سلوى رفضت تحميل النساء مسؤولية تفشي ظاهرة «الشمارات»، وقالت إن الرجال باتوا يتعاطونها أكثر من النساء. وتضيف: «نعم هذه حقيقية وفي مكان عملي والحي الذي اقطنه يهتم الرجال كثيرا ب «الشمارات» ويفردون لها مساحات واسعة في مجالسهم، وهذا يعد دليلاً واضحاً على أن الرجال يهتمون بها، وكما ذكر لي ابن اختي الجامعي فإن زملائهم يفضلون «ونسة» «الشمارات» على مناقشة المواضيع الجادة والهادفة، وان هناك من تخصص في نقلها». ويعترف رجل خمسيني رفض ذكر اسمه، باهتمام الرجال بالأخبار الخاصة التي قال إن جاذبيتها واثارتها سبب التركيز عليها، وقال انه في كثير من الدول هناك صحف وقنوات متخصصة في هذا النوع من الاخبار. ويرجع الخمسيني اهتمام الرجال ب «الشمارات» و «القوالات» الى اسباب متعددة، ويقول ان الابتعاد عن تطبيق شرع الله بالاضافة الى المتغيرات الكثيرة التي اصابت المجتمع وغيرت من قيمه من أبرز الأسباب التي أسهمت في تفشي ظاهرة «الشمارات». ويرى أن ضررها أكثر من نفعها، وزاد: «لا أعتقد أن هناك فائدة ترجى منها سوى تقضية الوقت وتبديده في ما لا يفيد، وللأسف معظم الجلسات أصبحت تفرد مساحات مقدرة لآخر أخبار «الشمارات»، بل يحظى فيها الذين يروجون لها باهتمام كبير وتفرد لهم مكانة في المجالس. وفي تقديري أن قطاعي السياسة والرياضة من أكثر شرائح المجتمع التي تهتم ب «الشمارات»، وذلك لوجود تنافس وإثارة في هذين القطاعين، ولكن بصفة عامة اتمنى أن يبتعد الرجال بل النساء ايضا عن تناول «الشمارات» التي في تقديري لا تختلف عن «القولات»، ولا يحصد قائلها والمستمع لها سوى الذنوب».