شاركت حوالي 60 امرأة في مسيرة نسائية في العاصمة البريطانية لندن للاحتجاج على عيادات التجميل الخاصَّة التي أجرت عمليات لتكبير الثدي باستخدام حشوات اصطناعية رديئة من إنتاج شركة (Poly Implant Prothes) "PIP" الفرنسية المحظورة. ودعت المتظاهرات العيادات التي أجرت هذا النوع من العمليات إلى إجراء استبدال مجاني لكافة حشوات الصدر رديئة الجودة من إنتاج (PIP) ومساعدة كافَّة السيدات التي كانت قد أُجريت لهن العمليات من هذا النوع. وقد احتشدت المتظاهرات أمام مقرِّ مجموعة هارلي الطبية، والتي كانت قد أجرت 13900 عملية تكبير ثدي لسيدات بين سبتمبر/أيلول 2001 ومارس/آذار 2010 باستخدام حشوات شركة (PIP) "المزيَّفة". وتحمِّل بعض العيادات مسؤولية استخدام حشوات "دون المستوى" لما تصفه ب "سوء التنظيم والقوانين"، وتقول إنها لا تستطيع التكفُّل بتمويل عمليات إزالة تلك الحشوات من صدور من أُجريت لهن علميات من هذا النوع. غضب وبكاءوقالت إحدى المتظاهرات، واسمها ميا وود وعمرها 32 عاما: "أنا أشعر بالغضب واليأس، وأبكي كل يوم." وأضافت: "هم سعداء بأخذ أموالنا، لكنَّهم غير مستعدين للمساعدة بدعمنا." وقد كرَّرت دائرة خدمات الصحة الوطنية البريطانية "وزارة الصحة" (NHS) في الإعلانات التي تنشرها في الصحف المحليَّة رسالة مفادها أنَّه لا يوجد أي دليل على أن تلك الحشوات أكثر خطورة من غيرها، لكن الوزارة تعهَّدت باستبدال أي حشوات من هذا النوع تكون أي جهة تابعة لها قد قامت بزرعها. يُشار إلى أن شركة (PIP) والتي تمَّ إغلاقها مؤخَّرا، كانت قد قامت بتصنيع تلك حشوات الصدر تلك بملئها بمواد اصطناعية بدل مادة السيليكون الطبية. وقال بعض الخبراء إن تلك المادة كانت قد أُعدَّت في الأصل للاستخدام في صناعة الفرش يُذكر أن شركة (PIP) كانت قد حظرت منذ عام 2010 إجراء أي عمليات تكبير للثدي باستخدام مثل تلك الحشوات المذكورة. وقد جرى بيع حوالي 300 ألف من تلك الحشوات في أنحاء مختلفة من العالم، وإن كان معظمها قد بيع في أوروبا، ومنها 40 ألف حشوة في بريطانيا لوحدها. وكانت السلطات الصحية في كل من فرنسا وألمانيا وهولندا قد نصحت كافَّة النساء اللواتي أجرين عمليات زرع لمثل تلك الحشوات (PIP) باستبدالها كإجراء احترازي. استبدال روتينيإلاَّ أنَّ إعلانا حكوميا بريطانيا نُشر في العديد من الصحف البريطانية الصادرة السبت كرَّر موقف الحكومة القائل إنه ليس هنالك من داعٍ لاستبدال تلك الحشوات بشكل روتيني. وقال وزراء بريطانيون إنَّه في الحالات التي تم فيها زرع مثل تلك الحشوات في عيادات خاصة فإن الوزارة ستقوم بإزالة الحشوات، بينما ستموِّل الحكومة عمليات استبدالها فقط في حال اعتبر الطبيب العام أنَّ ذلك "ضروري من الناحية الطبيَّة" بالنسبة لمريضته. من جانبها، قالت المفوضيََّة الأوروبية إن "فضيحة حشوات الثدي تعزِّز الحاجة لإصلاح التنظيمات الصحية والطبية على مستوى القارة الأوروبية بأسرها. "قضية غشّوفي لقاء مع بي بي سي، قال فريدريك فينسيت، المتحدِّث باسم المفوضيَّة الأوروبية لشؤون الصحة والمستهلك: "نحن نتعامل مع قضية غشٍّ، وهذا يعني أنَّ ما حدث في فرنسا يمكن أن يكون قد حدث حتى بوجود نظام أكثر صرامة لتقييم المنتجات قبل طرحها في الأسواق." وأشار إلى أن الاقتراحات النهائية بشأن القضية ستُرسل إلى البرلمان الأوروبي وإلى مجلس الوزراء الأوروبي لكي يتم إقرارها. وأضاف قائلا إن الأمر قد يستغرق نحوا ثلاث سنوات قبل أن يجري اعتماد التوصيات بشكل نهائي من قبل الدول الأعضاء.