رجح مصدر مسؤول في الأممالمتحدة أن تعمد روسيا إلى سحب طائرات مروحية من قوة حفظ السلام الدولية في جنوب السودان، تعبيرا عن قلقها من تعرض جنودها هناك لعدد من الهجمات. فقد ذكرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة الدعم الميداني سوزانا مالكورا في تصريحات لوكالة رويترز اليوم الثلاثاء، أن روسيا تفكر جديا في سحب خدماتها اللوجستية الجوية التي تقدمها للقوات الأممية في جنوب السودان. وقالت مالكورا إن روسيا وحتى وقت قريب كانت تحتفظ بثماني مروحيات في جنوب السودان لصالح البعثة الدولية، لكنها بعد تعرض إحدى المروحيات لهجوم من قوات أمن من جنوب السودان في الخريف الماضي، قررت في ديسمبر/كانون الأول الماضي سحب أربع منها، وهي على الأرجح تفكر في سحب المروحيات الباقية. وسعيا لتعويض النقص في المروحيات بجنوب السودان، قالت مالكورا إن البعثة الأممية هناك ستستخدم مروحيات من بعثتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل مؤقت ومن قوة إثيوبية تعمل بشكل مستقل لإشاعة الاستقرار في منطقة أبيي التي تقع على الحدود بين السودان وجنوب السودان. قلق روسي وأقرت بعثة روسيا في الأممالمتحدة في بيان رسمي لها قلق موسكو من الوضع الأمني السيئ في جنوب السودان. وركز البيان الروسي على القلق المتنامي لدى الكرملين من الهجمات التي تعرضت لها المروحيات التي يشغلها الجيش الروسي لصالح البعثة الأممية في جنوب السودان، لافتا إلى أن موسكو بدأت تبحث بعض القضايا الإدارية الخاصة بمهام قوات حفظ السلام في المنطقة، ومن غير المناسب حاليا توقع أي شيء بشأن مشاركة روسيا في أي نشاط أممي من هذا النوع مستقبلا. يذكر أن حكومة جنوب السودان اعتذرت لروسيا عن الهجمات التي طالت المروحيات الروسية العام المنصرم ،وتعهدت باتخاذ ما يلزم لضمان أمن وسلامة تلك الطائرات، كما تحدث الأمين العام الأممي بان كي مون مع مسؤولين في القيادة الروسية بشأن الإبقاء على تلك الطائرات. تعقيدات ويمكن لانسحاب روسيا أن يعقد الأمور في أحدث دولة أفريقية تسعى حكومتها جاهدة لتعزيز الاستقرار الأمني في البلاد من أجل تعزيز وجودها كدولة ناشئة في المنطقة. وكان جنوب السودان قد أعلن استقلاله رسميا عن السودان في يوليو/تموز 2011 بموجب اتفاق عام 2005 مع الخرطوم أنهى عقودا من الحرب الأهلية، لكن الدولة الجديدة تشهد منذ فترة صراعا قبليا أسفر عن مقتل الآلاف في العام الماضي. واندلع القتال في الآونة الأخيرة بين قبيلتي النوير والمورلي المنافسة لها، وهاجم نحو ستة آلاف مسلح من قبيلة النوير بلدة البيبور في ولاية جونقلي الواقعة على الحدود مع السودان، مما أسفر عن وقوع عدد غير معروف من القتلى.