طرابلس ا ف ب 'القدس العربي': أشارت صحيفة 'الإندبندنت' البريطانية إلى تقرير جديد لبعض المنظمات الحقوقية ينتقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) ويتهمه بارتكاب جرائم حرب عبر استهدافه مدنيين في ليبيا، أثناء الثورة الشعبية الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي. ويوضح تقرير نشرته المنظمة العربية لحقوق الإنسان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وتحالف المساندة القانونية الدولي أن ثمة انتهاكات لحقوق الإنسان قد ترقى إلى جرائم حرب جرت على الأراضي الليبية العام الماضي، وأن كل الأطراف المشاركة في الصراع ربما تكون تسببت فيها، سواء قوات الناتو أو الثوار أو كتائب القذافي. ويشير التقرير إلى روايات لشهود عيان وإلى زيارات ميدانية للمناطق التي استهدفها طيران الحلف، وإلى أن الناتو اعتبر بعض الأهداف عسكرية، في حين كانت مجرد مواقع مدنية. وقالت 'الإندبندنت' إن مجلس الأمن الدولي كان حدد مهمة لحلف الأطلسي بموجب القرار الأممي رقم 1973 تتمثل في حماية المدنيين الليبيين من هجمات كتائب القذافي أثناء الثورة الشعبية ضد نظام العقيد العام الماضي، مضيفة أن الناتو ربما تجاوز المهمات الموكلة إليه بموجب تفويض المجلس. وتشير الصحيفة إلى قصف للناتو استهدف موقعا في مدينة سرت الليبية في ايلول (سبتمبر) الماضي، وأوضحت أن شهود عيان يقولون إن مدنيين تجمعوا في المكان، وإن طيران الحلف استهدفهم بصاروخ جديد أسفر عن مقتل 47 منهم. وتتساءل الصحيفة عما إذا كان ذلك الحدث يرقى إلى مستوى جرائم الحرب، وأضافت أن الكشف عن تلك الأحداث يعود بالحرج على حلف الأطلسي، الذي يفترض أن تقتصر مهمته على حماية المدنيين، وليس استهدافهم بالقتل. وفي حين أشارت إلى عزم المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في ممارسات جميع الأطراف التي اشتركت في الصراع في ليبيا، أضافت أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سبق أن صرح العام الماضي بأن حلف الأطلسي لم يتجاوز حدود مهمته في ليبيا. كما يشير التقرير إلى انتهاكات لحقوق الإنسان من جانب الثوار وكتائب القذافي، وإلى أدلة على الاعتقال والتعذيب والقتل من كل الأطراف، وكذلك إلى نزوح أهالي قرى ومدن بأكملها، في ظل الرعب والخوف من الانتقام. من جهة اخرى احتج طلاب كلية العلوم بجامعة بنغازي امس الخميس على زيارة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة، ومنعوه من دخول الكلية، وقام أحد حراسه بإطلاق رصاصتين في الهواء من مسدسه الشخصي أمام موقف السيارات بالكلية، في محاولة لتفريق الجموع الغاضبة. وهاجم طلاب غاضبون غوقة واتهموه بانه 'متسلق' على ما افاد شهود ل'فرانس برس'. وقد انتقل غوقة الى جامعة غار يونس في محاولة لتهدئة طلاب متظاهرين لعدة اسباب وفق الشهود، لكنه تعرض لهجوم واضطر لمغادرة الجامعة بسرعة بدون ان يصاب. واتهم غوقة وهو ايضا ناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي بأنه 'متسلق' اي انتهازي، وبأنه تعاون في الماضي مع نظام العقيد معمر المقذافي. وتعرض المجلس الانتقالي مؤخرا الى انتقادات غير معهودة منذ سقوط القذافي وما زال اعتصام في بنغازي، مهد الثورة على القذافي في شرق ليبيا، يطالب بمزيد من الشفافية واقصاء الذين كانوا في النظام السابق. وتجمع عدد كبير من طلاب الكلية لدى سماعهم بزيارة غوقة لحضور حفل تكريم الشهداء من الكلية، وقاموا بمنعه من الدخول وتعرض غوقة للمضايقات من قبل الطلاب الغاضبين من الزيارة. وقال الطلاب في حديثهم لصحيفة 'قورينا الجديدة' الليبية إنهم يستنكرون زيارة غوقة للكلية، باعتباره أحد أزلام النظام السابق، وأنه غير مرغوب فيه بين الطلاب الجامعة، وأنه كان يمجد النظام السابق، ولم ير الطلاب منه سوى 'الوعود الزائفة' على حد تعبيرهم. وأضاف الطلاب 'فوجئنا بوجود انتشار أمني كثيف داخل حرم الكلية، وبوجود تشكيل أمني يؤمن المكان، فكيف يعقل بوجود تشكيل داخل الحرم الجامعي، فأين هيبة الحرم الجامعي، فنحن لا نريد دكتاتورا جديدا'. وأكد الطلاب أنهم لم يعتدوا على غوقة، وأنه أثناء الازدحام خرج الطلاب جميعهم من أجل طرد غوقة من داخل حرم الكلية، مما أضطر أحد حراسه الشخصيين لإطلاق رصاصتين في الهواء لإخافة الطلاب الغاضبين الذين كانوا مصممين على مغادرة غوقة للكلية. من جهته، قال آمر تحرير فصيل الأنظار تشكيل 17 فبراير باسط الفيتوري إن الفصيل تواجد لحراسة الوفود الحاضرة من بينهم رئيس أركان الجيش الوطني الليبي اللواء يوسف منقوش ونائب رئيس المجلس عبد الحفيظ غوقة. وأضاف الفيتوري أن أفراد التشكيل قاموا بحماية الطلاب، وتفاجأوا باندفاع الطلاب إلى الخارج مطالبين غوقة بالرحيل، مؤكداً في الوقت ذاته أن التشكيل لم يعتد على أحد من الطلاب ولا أي نوع من العنف، بل كان عمله هو تأمين المكان والحفاظ على الطلبة وسلامتهم من أي أذى. من جانبه ندد المجلس الوطني الانتقالي الليبي الخميس بالاعتداء الذي تعرض له نائب رئيسه عبد الحفيظ غوقة في جامعة بنغازي (شرق) من قبل طلاب اتهموه بانه 'متسلق'. وقال المجلس في بيان تسلمت وكالة 'فرانس برس' نسخة منه 'ان اي اعتداء او مساس بالمجلس الوطني الانتقالي الموقت هو مساس بمصالح وسيادة الشعب الليبي وثورته المجيدة المنتصرة'. واضاف البيان ان 'المجلس الوطني الانتقالي هو السلطة السياسية العليا والشرعية في ليبيا بشكل مؤقت والى حين الانتهاء من انتخابات المؤتمر الوطني العام وتسليم السلطة له لاتمام مهام المرحلة الانتقالية'. ودافع المجلس الوطني الانتقالي عن نائب رئيسه، مؤكدا ان عبد الحفيظ غوقة 'هو احد شرفاء هذا الوطن ومناضليه وقد لبى نداء الثورة مع العديد من الشرفاء والوطنيين منذ اللحظات الاولى لها ولم يتوان لحظة عن تقديم العطاء والمثابرة من اجل نصرتها ونجاحها'.