ثمت مشاهد وتفاصيل مثيرة متكررة تصاحب وقوع (الطلاق) هنا في المجتمع السوداني حالة من الغضب والسخط يتعامل بها المطلقون بالإضافة إلى نشوب حرب ضروس بينهما وتبادل للأحاديث والأقاويل التي يلعب فيها المجتمع دوراً كبيراً ولكن هناك سؤالاً ملحًا يطل وهو: (هل يمكن أن يتغير هذا المشهد القاتم و يتعامل المجتمع السوداني مع قرار الطلاق بطريقة أكثر هدوءًا أم أن الأمر في عداد المستحيلات)؟ التيار استطلعت عددا من الأفراد لمعرفة رأيهم . قال الموظف محمد مراد: من تجربتي الشخصية في الزواج وجدت ان المرأة الأجنبية تتفهم تفاصيل وتداعيات الطلاق بصدر رحب وبهدوء وتمر معها الأمور بسهولة ويسر، ويمكن ان تربطك بها علاقة جميلة بعد الطلاق على عكس المرأة العربية التي تعامل بعدائية مع الطلاق وتجعل منه سبباً لتقاذف الإساءات والشتائم واعتبر الطلاق الهادئ أمراً ممكناً حال اتفق الزوجان. (هذه عبارة وهمية وتوجد بالأفلام فقط) هكذا ابتدر عوض الله عمر حديثه، وأضاف: من المستحيل تمامًا أن يكون هناك تواصل بصورة عادية وهادئة دون وجود مشكلات وتساءل: إذا كان الود مفقودًا أثناء العلاقة الزوجية فكيف الحال بعدها؟! ولو كانت هناك إمكانية تعامل لما حصل طلاق بين الزوجين لأن ذلك يعني صعوبة التفاهم ووصول العلاقة إلى نفق مسدود. بينما ترى غادة عبد الله أن سبب الطلاق هو الذي يحدد كيفية التعامل عقب الانفصال، وأضافت: مثلاً إذا كانت الخيانة أوالضرب أو سوء سلوك الزوج هو السبب فمن المؤكد عدم تواصل الزوجة معه، وأضافت ان المجتمع ومعتقداته أيضاً لها دور كبير في هذه العلاقة التي تتسم بالعدائية في بعض الأحيان لأنه يحرم على المرأة التعامل مع طليقها ويعتبرها اقترفت خطأ كبيرًا إذا تواصلت معه خاصة إذا لم يجمع بينهما أطفال م . س فتاة في العقد الثالث من عمرها تقول إن قصة طلاقها كانت في منتهى الهدوء والرقي وقالت: عشت مع زوجي لستة أعوام لم نتشاجر أو يعلُ صوتنا يومًا ولكن لم ننجب أطفالاً وطوال هذه الأعوام لم نترك باب طبيب إلا وطرقناه ولكن لم يشأ الله أن نرزق بطفل، وأوضحت أنها طلبت منه الطلاق وذلك حتى لا يأتي عليها يوم ويطلب منها هو ذلك، أو أن يفكر في الزواج بأخرى، وأضافت: قبل طلبي بكل هدوء وقال (إذا كان هذا ما تريدينه فلك ذلك)، ومن ثم تزوجت بآخر وأنا الآن أم لثلاثة أولاد وبنت وهو أب لطفلين. فيما ذهب فارس غلام الدين إلي أن المجتمع هو الذي يضخم الموضوع ويمنحه أكبر من حجمه (بيعمل من الحبة قبة) على حد قوله، وأضاف: يتخذون منه موضوعاً للثرثرة لأن الإشاعات التي يتم إطلاقها هي التي تؤدي إلى سوء العلاقة بين المطلقين فهناك من ينسج الأقاويل والقصص من محض خياله فقط بقصد الإثارة لذلك دائماً ما يخلف وراءه الضغائن والمشكلات. وبحسب رأي علم الاجتماع أن أي مجتمع لا يؤمن بالحوار في حل مشكلاته وتكون العقلية السائدة في التعامل فيه استخدام العادات والتقاليد فقط دون الحوار والتفاهم بديموقراطية يؤدي إلى نتائج سيئة ويصبح التعامل مع الطلاق على أنه انتقام اجتماعي وتفنن في إذلال الطرفين بعضهما لبعض. آلاء عبدون