في تطور مفاجئ أفرجت السلطات الموريتانية عن نجل الرئيس محمد ولد عبدالعزيز الذي أطلق النار على فتاة وأصابها إصابة خطيرة في صدرها، وأحالت مفوضية الشرطة في العاصمة المتهم ورفاقه إلى النيابة العامة التي أخلت سبيلهم بعد تنازل والد الضحية عن الشكوى. وقالت مصادر متطابقة إن الشاب بدر ولد عبدالعزيز، المشتبه الرئيس في قضية إطلاق النار على الفتاة رجاء بنت الطالب ولد أسيادي، أطلق سراحه مقابل كفالة مالية قدرها 50 ألف أوقية (200 دولار). وأكدت المصادر أنه "لا صفة للمتابعة" بعد تنازل ذوي الضحية، وهو ما يعني إغلاق الملف بصفة نهائية، رغم الوضعية الحرجة للضحية. كما تم إطلاق سراح صديقي المتهم وهما الشاهدان الوحيدان في القضية، وكانا محتجزين معه، وبعد تسليم الشاهد زين العابدين ولد الشافعي لذويه تم على الفور ترحيل الشاهد المغربي رشيد الخطيب إلى المغرب وتسليمه للسلطات المغربية على الحدود البرية بين البلدين. وكان الشبان الثلاثة قد تم توقيفهم على خلفية إطلاق رصاصة على فتاة في العشرين من العمر أدخلت على إثرها العناية المركزة في المستشفى الرئيس بنواكشوط، ليتم بعد ذلك نقلها إلى المغرب للعلاج على نفقة الدولة، حيث أجريت لها عملية جراحية دقيقة تكللت بالنجاح، لكن الرصاصة تسببت في قطع النخاع الشوكي وإصابة الفتاة بشلل في الأطراف السفلى. وأقر بدر ولد عبدالعزيز، نجل الرئيس الموريتاني، أمام النيابة العامة، بمسؤوليته عن إطلاق النار على الفتاة، لكنه أبدى أسفه وندمه على الحادث غير المقصود، وقدم اعتذاره لوالد الضحية الذي قرر سحب شكواه بعد الضغوط التي تعرض لها والإغراءات والوعود التي قدمت له. وكانت معلومات قد ترددت في نواكشوط تؤكد تنازل والد الضحية عن مطالبته بحق ابنته وعفوه عن ابن الرئيس، وذلك في إطار صفقة تم التوصل إليها خلال اليومين الأخيرين، يدفع بموجبها المتهم تعويضا قدره 35 مليون أوقية (125 ألف دولار) للفتاة رجاء بنت أسيادي، ويتنازل ذوو الضحية عن الدعوى ويوقعون اتفاق صلح مع عائلة المتهم. وخلف تنازل عائلة الضحية وإطلاق سراح المتهم حالة من الاستياء والخيبة في الشارع الموريتاني، الذي كان يمني النفس بمتابعة المتهم بغض النظر عن موقع والده وصفته. كما أثار إغلاق الملف بهذه الطريقة غضب الحقوقيين، وأعاد الجدل بخصوص التصالحات التي تتم بين المتخاصمين في إطار قبلي بعيدا عن القضاء، مما يؤثر سلبا على العدالة. هذا في الوقت الذي شكك فبه بعض المحامين في قانونية إطلاق سراح المتهم. العربية موريتانيا تبعد المغربي الذي اعتقل على ذمة التحقيق في حادثة اطلاق نجل الرئيس النار على فتاة الرباط : أبعدت السلطات الأمنية الموريتانية الخميس المغربي رشيد الخطيب مباشرة بعد الافراج عنه من طرف وكيل الجمهورية إثر اعتقاله في قضية الفتاة الموريتانية رجاء منت اسياد التي أطلق عليها نجل رئيس الموريتاني الرصاص يوم الاحد الماضي. وقال موقع 'تقدمي' الموريتاني ان الشاب المغربي رشيد الخطيب الذي كان مشمولا بملف بدر ولد عبد العزيز الذي اطلق رصاصة من مسدسه علي الفتاة الرجاء بنت اسياد، لم يمثل اليوم امام وكيل الجمهورية وإنما مثل امامه فقط الشابان بدر ولد عبد العزيز وزين العابدين ولد الشافعي. واعتقل الشاب رشيد الخطيب مع بدر نجل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والشاب الموريتاني زيني ولد لمام الشافعي، إثر حادثة إطلاق هذا الأخير النار على الفتاة رجاء منت اسياد أثناء وجودها معهم، وافادت نفس المصادر ان الشاب المغربي رشيد الخطيب الذي كان مشمولا بالملف لم يمثل اول امس الخميس امام وكيل الجمهورية مع صديقيه قبل اطلاق سراحهما بكفالة مالية (50 الف اوقية لكل منهما) إلا أن السلطات الأمنية قامت بترحيل رشيد الخطيب إلى بلاده مباشرة بعد قرار وكيل الجمهورية بإخلاء سبيله. ونقلت الفتاة رجاء منت اسياد على متن طائرة خاصة من نواكشوط الى الرباط حيث اجريت لها عملية جراحية اول امس الخميس وتم استخراج شظايا الرصاصة من صدرها الا انها لا زالت تحت المراقبة الطبية ولا يستبعد اصابتها بشلل نصفي. وتم اطلاق سراح بدر ولد محمد ولد عبد العزيز وصديقه الزيني ولد الشافعي بعد تنازل والد الفتاة نتيجة تدخلات واسعة من طرف مسؤولين وافراد القبيلة وتم الصلح في مقر النيابة العامة. القدس العربي
