استنكرت شخصيات نقابية وفنية الحكم الصادر بحق الممثل المصري عادل إمام بالسجن ثلاثة أشهر وتسديد كفالة قدرها 1000 جنيه مصري، بتهمة ازدراء الدين والاستهزاء بالجلباب والحجاب والنقاب في أعماله الفنية من بينها أفلام «مرجان أحمد مرجان»، و«الإرهابي» و«حسن ومرقص». سبب الحكم بحبس نجم الكوميديا عادل إمام ثلاثة أشهر مع الشغل وتسديد كفالة قدرها 1000 جنيه بتهمة ازدراء الدين في أعماله الفنية، صدمة داخل الوسط الفني بشكل عام والوسط السينمائي بشكل خاص، حيث رأه البعض بداية لعملية الحد من حرية الإبداع والفكر في ظل صعود التيارات الإسلامية وقد أكد عدد كبير من أعضاء نقابة السينمائيين رفضهم لهذا الحكم. يقول مسعد فودة «نقيب المهن السينمائية» إن هذا الحكم يعد سابقة خطيرة لأن فيه محاسبة على الماضي فما بالنا بالحاضر، كما قال فودة، مشيرا إلى أن النقابة سترفض هذا القرار، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للتأكيد على حرية الفكر والإبداع، وأضاف فودة أن النقابة ستجتمع سريعا لمواجهة هذا الحكم الذي وصفه بالجائر. بينما قال مهندس الديكور فوزي العوامري وعضو نقابة السينمائيين، إن الاستسلام لهذه الأحكام يعني استسلاما لفرض القيود على الفن، لذا لابدّ من تصدي جميع الفنانين لمثل هذه الأحكام. وأكد المنتج محمد العدل، عضو جبهة «الإبداع المصرية»، أن الجبهة ستتخذ إجراءات حازمة حيال الحكم الصادر، مشيرا لأن مجلس أمناء الجبهة ولجانها التنفيذية سوف يعقدون اجتماعا طارئا لمتابعة الموقف واتخاذ الخطوات اللازمة ضد مثل هذه القرارات. وقال عبدالجليل الشرنوبي المنسق العام للجبهة، إن هناك معركة كبيرة بدأت ملامحها تلوح في الأفق، وعلى الفنانين والمبدعين ومعهم الشعب المصري أن يحاربوا بكل قوة، حتى لا تنزع منهم حقوق كانوا قد اكتسبوها بالفعل بعد معارك طويلة. وقال السيناريست نادر صلاح الدين، إن هذا القرار يشكل أول تحركات التيارات المتشددة التي ستسيطر على مصر في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الحكم يحاصر الرأي الحر ويشكل إرهاباً على أصحاب الفكر والإبداع، وأضاف نادر أن ماحدث لم يشكل مفاجأة بالنسبة له، لأن المتابع لأحوال المجتمع المصري في الفترة الماضية كان سيعلم أن مصر تسير في اتجاه ظلامي خاصة بعد وصول التيارات الإسلامية لأغلبية ساحقة في مجلس الشعب بما يشي بأننا سنتحول لمجتمع يشبه المجتمع الإيراني من حيث الرجعية وقمع ومصادرة أي فكر. بدوره، قال المخرج محمد حمدي، إننا بصدد كارثة حقيقية، تعني أن مصر تتجه نحو الانغلاق والحجر على الإبداع، مما يعني القضاء على الفن في مصر، وقال إن وصول التيارات الدينية إلى سدة الحكم، كان سيؤدي حتما إلى مثل هذه القرارات، ولكن الخطير برأي حمدي هو انصياع القضاء لمثل هذه الأفكار، بما يعني أن جميع مؤسسات الدولة ستسير في ركب هذه التيارات وتساهم في المصادرة على حرية الإبداع. أعمال قديمة وأبدى المخرج أحمد عواض دهشته من صدور هذا الحكم، خاصة أن الأعمال التي صدر الحكم بسببها أعمال قديمة وقد أجازتها الرقابة بدون أي ملاحظات كما يعرضها التلفزيون الرسمي دون أي حذف، إلا أن هذا الحكم برأي عواض هو وسيلة للإرهاب في المستقبل حتى لا يجرؤ أي مبدع أو فنان على تقديم أعمال تخالف فكر مثل هذه الجماعات الرجعية. وقال الناقد يعقوب وهبي، إن الفنانين والمثقفين بشكل عام، عليهم أن يهيئوا أنفسهم لمعركة طويلة مع القوى الظلامية التي ستسعى بكل قوتها إلى الحجر على حرية الفكر والإبداع.