يبدو أن برشلونة فقد المنافسة على لقب الليجا بنسبة كبيرة عندما سقط أمام أوساسونا بنتيجة 3-2 اليوم السبت، في اللقاء الذي جمع بين الفريقين ضمن منافسات الأسبوع الثالث والعشرين من الدوري الإسباني على ملعب رينو دي نافارا. وتوقف الفارق بين برشلونة (48 نقطة) وريال مدريد عند سبع نقاط، وبإمكان الملكي زيادة الفارق إلى عشر نقاط في حال فوزه غداً على ليفانتي. ودفع برشلونة ثمن قرارات بيب جوارديولا بإراحة لاعبين مؤثرين في صفوف الفريق من أجل لقب دوري أبطال أوروبا وخاصة مواجهة باير ليفركوزن الألماني في دور الستة عشر القادمة، حيث أصر المدرب على عدم الدفع بهذا الثنائي في خط الوسط رغم تأخر الفريق بهدفين في الشوط الأول امام أوساسونا. عدم ثقل قائمة برشلونة باللاعبين .. أجبر بيب جوارديولا على إراحة أكثر من لاعب أمثال تشافي وانيستا وسيسك فابريجاس خشية تعرضهم لإصابات نظراً لرداءة أرضية الملعب ، ودفع في خط الوسط بكل من سيرجيو روبرتو وتياجو اليكنترا، في خط الوسط، في حين لعب ماسكيرانو دور لاعب الوسط المدافع بدلاً من سيرجيو بوسكيتس المصاب، وتشكل الخط الخلفي من كل من فيكتور فالديز (حارس)، وجيرارد بيكي وكارليس بويول والفيس وابيدال على الطرفين.. وجاء في الهجوم ميسي وسانشيز وبيدرو. في المقابل ظهرت نية مدرب أوساسونا خوسيه لويس الهجومية حينما دفع بتشكيل مكون من 4-3-3 ولم يهب البارسا الذي لم يلعب بكل قوته. لم يكن أشد المتشائمين للبارسا أن يظهر الفريق الكتالوني بهذا المستوى في الشوط الأول الذي بدأ بسيطرة كاملة لأصحاب الأرض أوساسونا في حين ان البلوجرانا لم يصل لوسط الملعب الآخر إلا عقب الهدف الأول الذي جاء عن طريق ديان ليكتش في الدقيقة الخامسة بعد مجموعة رائعة من التمريرات انتهت عند أقدام المهاجم الذي سدد الكرة في شباك الحارس فيكتور فالديز. وجد البارسا صعوبة بالغة في السيطرة على نصف الملعب، وعانى لاعبوه في التحكم بالكرة نظراً لسوء أرضية الملعب والظروف المناخية المتمثلة في الرياح الشديدة وانخفاض درجة الحرارة، وظهر بيدرو روديجيز بشكل أٌقل من المتوقع ربما لأنه عائداً للتو من الإصابة، بالإضافة إلى أن دفع بيب جوارديولا بلاعبين شابين في مركز الوسط وهم سيرجيو روبرتو وتياجو اليكنترا. أوساسونا لعب المباراة منذ البداية وكأنه مغمض العينين، حيث اتسم أداءهم بسرعة التمرير والتحرك السريع ولم يتأثروا بسوء أرضية الملعب الذين اعتادوا عليها، وبالفعل توج مجهودهم بهدف ثاني عن طريق نفس اللاعب ليكيتش الذي حول عرضية من الجانب الأيمن إلى شباك فالديز مباشرة في ظل مشاهدة من جيرارد بيكي أحد المسؤولين عن الهدف في الدقيقة 22، إلا أن الاعادات التليفزيونية أظهرت وجود تسلل في الهدف. ميسي بدا متأثراً بأرضية الملعب، لم يتحكم في كراته كالمعتاد، وأضاع فرصتين خلال الشوط الأول، أخطرهما تلك التي مررها سيرجيو روبرتو من داخل المنطقة ولكن الأرجنتيني أطلق تصويبة تصدى لها مدافع أوساسونا ليفقد البارسا فرصة تهديف محققة قبل نهاية الشوط الأول. مع بداية الشوط الثاني، دفع بيب جوارديولا بالشاب كريستيانو تيلو بدلاً من بيدرو غير الموفق في نفس مركزه، وكوينكا عوضاً عن كارليس بويول.. تحسن أداء البارسا بشكل كبير عن الشوط الأول، وأحدث كوينكا وتيلو نشاطاً ملحوظاً في خط الهجوم، إلى أن تمكن الفريق الكتالوني من تسجيل هدف التقليص عن طريق سانشيز الذي حول عرضية رائعة من كوينكا صاحب المجهود الوفير في الدقيقة 51. صدم فيكتور فالديز جماهيره عندما ارتكب خطأ فادح في تمرير الكرة، استغله أوساسونا لينتهي بتسديدة عن طريق راؤول جارسيا في الشباك معلنة عن ثالث أهداف الفريق صاحب الأرض والجمهور في الدقيقة 56.. لم ييأس البارسا وأقدم على الهجوم ولكن لم تساعده أرضية الملعب .. إلا أن مهارة كريستيانو تيلو منحت برشلونة ثاني الأهداف، عندما راوغ ببراعة مدافع أوساسونا وسدد بيسراه من داخل المنطقة في الشباك معلناً عن تقليص الفارق لهدف مرة أخرى. أشرك بيب جوارديولا فابريجاس مصراً على إراحة تشافي وانيستا من أجل مواجهة باير ليفركوزن بدوري الأبطال. وألغى الحكم هدفاً لصالح البارسا في الدقيقة 82 حمل توقيع سانشيز بداعي التسلل، ولكن الإعادات التليفزيونية أظهرت عدم صحة القرار. استمرت محاولات البارسا ولكن دون جدوى ليطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بخسارة البارسا. هذا جزاء من لا يحافظ على "النعمة" يا غوارديولا! حسام بركات قالوا في الأثر.. "صون النعمة يا فتى، وإلا فإن النعمة زواله"، ومن لا يحافظ على ما وهبه الله، فإن اليوم الذي يخسر فيه كل شيء سيأتي حتما ولا بد. هذا ينطبق تماما على المدرب الاسباني الشاب بيب غوارديولا الذي وهبه الله فريقا لا يقهر وتشكيلة ذهبية جابت العالم وصالت وجالت لتحقق كل البطولات الممكنة وغير الممكنة، لكنه بدأ يفضل مؤخرا هدر هذه النعمة وتشتيت التشكيلة عبر تنحية أهم عناصرها عن مباريات الدوري الاسباني لكرة القدم. وربما يتمكن فريق ريال مدريد في توسيع الفارق الى 10 نقاط في حال فوزه على ليفانتي. ورغم أن غوارديولا كان حديث عهد بالتدريب إلا أن الله وهبه فريقا لا يقهر على الورق وفوق العشب الأخضر، وقد نجح هذا المدرب الموهوب في خطف الأنظار وسلب القلوب والألباب على مدار 3 سنوات ذهبية قضاها مدربا للفريق الكتالوني. غير أن غوارديولا مارس في الفترة الأخيرة سلوكا استثنائيا، شجعه عليه الإعلام في البداية، وذلك عندما شرع في إشراك اللاعبين الصغار لدمجهم في الفريق الأول، وقد أظهر لاعبين على غرار كوينكا وتيلو وثياغو قدرات فنية رائعة سمحت لهم بالانخراط بشكل سريع في توليفة النجوم الذين يتزعمهم ميسي ومعه تشافي وانييستا وفابريغاس والكسيس. حتى أن الفريق الكتالوني لم يشعر بأي حرج للإصابة البليغة التي تعرض لها المهاجم ديدفيد فيا في مونديال الأندية أواخر العام الماضي. ويبدو أن غوارديولا بدأ يشرع بإظهار بعض الغرور، أو الاعتداد بالنفس بعد نجاح البرشا في تحقيق الفوز رغم غياب انييستا وبيدرو مؤخرا خصوصا بعد النجاح المبهر في اختبار فالنسيا في نصف نهائي كأس الملك الأسبوع الماضي. وشيئا فشيئا بدأ العلام يبدي تحفظه على بعض قرارات غوارديولا بإراحة اللاعبين الأساسيين وهو ما تسبب بصعوبات كبيرة للفريق الكتالوني خصوصا في مباريات الدوري التي نتج عنها إبتعاد الغريم التقليدي ريال مدريد بفارق الصدارة إلى 7 نقاط، وهو مرشح الآن لرفع الفارق الى 10 نقاط. وبعد سلسلة من الشواهد التي لم تكتمل في مباريات سابقة، اكتملت السبت الصورة.. فبرشلونة وبسبب قرارات غوارديولا غير المبررة بإراحة أهم 3 لاعبين في خط الوسط (تشافي وانييستا وفابريغاس) تعرض بطل الدوري الإسباني وحامل لقب أوروبا والعالم لخسارته الثانية في الدوري هذا الموسم أمام أوساسونا 2-3. وجاء اليوم الذي يدفع فيه غوارديولا الثمن الباهض لعدم تقدير القيمة الحقيقية لكل من تشافي وانييستا تحديدا، وهناك من يعتقد أنه يحافظ رسم ملامح مدرسته الخاصة، ليقول أنه لا يفوز بفريق ورثه عن مدرب آخر، وإنما يفوز بأسلوبه الخاص وتشكيلته المختلفة. وبغض النظر عن التشكيلة يظهر غوارديولا مؤخرا أنه لا يعير الاهتمام الكافي للتبديلات، خصوصا عندما قرر خلال مباراة أوساسونا تنحية بويول وبيكيه خلال الشوط الثاني، كمن يكشف ظهره للعراء. Eurosport