الصديق "جوجل" كما يحلو لمتصفحي الشبكة العنكبوتية تسميته، بات يثير المخاوف والشكوك؛ وقد يتحوّل إلى عدو يرصد خصوصية المستخدمين. وتساءل باحثون ومختصون في تكنولوجيا الشبكة العنكبوتية، حول مدى معرفة "جوجل" بمستخدميه، وقدرته على رصد وترقب المواقع والمواضيع التي يدخلها المستخدم، بل إلى درجة إمكانية تخزين النصوص الكتابية، التي يطبعها المستخدمون. وأشار عدد من الباحثين إلى ورود تساؤلات كثيرة عن سبب ظهور صندوق صغير عند الدخول إلى محرك البحث الخاص ب "جوجل"، يشير إلى "نحن نقوم بتغيير سياسة الخصوصية وشروطها"، ويقدم ثلاثة خيارات هي: "اعرف المزيد"، أو "خيار آخر"، إضافة إلى الخيار الأكثر شيوعاً وهو"استبعاد". أبرز القضايا التي أثارت مخاوف الباحثين كانت تتمحور حول لماذا تقوم شركة جوجل بتخزين الرسائل الصادرة والواردة في البريد الإلكتروني، حتى بعد إلغائها من البريد، إضافة إلى النصوص الكتابية داخل مواقع الدردشة والتي تحتاج على الأقل لمدة ستة أشهر ليتم إلغاؤها. ووفقاً لمختصّين جاء رد "جوجل"، أن الهدف من هذه التحديثات هو زيادة فاعلية التجربة الفريدة التي تقدمها الشركة لمستخدمي مواقعها، إضافة إلى تحديد أهداف أكثر دقة للمواد الإعلانية، المنشورة على مواقعها المختلفة، الأمر الذي من شأنه تسهيل إيصال المواد الإعلانية للأشخاص المستهدفين بدقة عالية. وأظهر عدد من الدراسات وصول عدد مستخدمي الإنترنت في العالم لأكبر بخمسة أضعاف مما كان عليه عام 2000، ليصل الرقم إلى 2.1 مليار مستخدم، أي نحو 30 في المائة من نسبة سكان الكرة الأرضية، ويتركز معظم هؤلاء المستخدمين في الصين والولايات المتحدة.