دورات تعريفية بالمنصات الرقمية في مجال الصحة بكسلا    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: الدور العربي في وقف حرب السودان    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    نقل طلاب الشهادة السودانية إلى ولاية الجزيرة يثير استنكار الأهالي    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدولة الجديدة ستقيم علاقات مع إسرائيل.. 150 يوما وينفصل الجنوب..مقترح بإسمين وعلم واحد..معارضة كبيرة لتضمين اسم السودان ضمن اسم الدولة الجديدة لأسباب محددة..
نشر في الراكوبة يوم 11 - 08 - 2010

ملف علاقات أمريكا وجنوب السودان 150 يوما وينفصل الجنوب
تقرير واشنطن
لم يتبق سوى 150 يوما وينفصل جنوب السودان عن شماله، بعدها بستة أشهر، وفي شهر يوليه 2011 تحديدا سيتم الإعلان عن مولد دولة جديدة ذات سيادة، ولها علمها الخاص وجيشها الخاص وعملتها الخاصة وسفارات بالخارج، إضافة إلى اسم جديد يتم التباحث حوله الآن! وستعترف كل دول العالم بما فيها سودان الخرطوم بالدولة الجديدة.
هذه خلاصة ما هو متفق عليه في واشنطن، الرسمية وغير الرسمية، بخصوص مستقبل جنوب السودان، وهذا ما توصل له تقرير واشنطن من خلال بحثه وإطلاعه ومقابلاته مع العديد من الخبراء والمسئولين المعنيين بالشأن السودان.
ورغم أن واشنطن لا تهتم كثيرا بالتاريخ، إلا أن حالات حدوث انفصال دولة لتصبح دولتين على أثر صراعات مسلحة موجودة وحية في ذاكرة الكثيرين هنا، وذكرني عددا من الخبراء (وكأنهم متفقون على تناول هذه النقطة) بتجارب عدة دول منها حالة باكستان والهند، وحالة أثيوبيا واريتريا وحالة كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
التاسع من يناير 2011 موعد تصويت الجنوبيين فقط على خيار واحد من بين أثنين، أما البقاء في السودان موحدا، وأما الانفصال، وهو استفتاء نص عليه اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005، ويعرف أيضا باتفاق نيفاشا، الذي أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان، وراح ضحيته ما يزيد عن مليوني قتيل وملايين عدة من اللاجئين.
وتتعالى الأصوات في واشنطن محذرة من أن حكومة الخرطوم ونظام البشير سيعرقلان إجراء استفتاء انفصال جنوب السودان، أو أن لا تعترف بنتائجه، إلا نهم واثقون من أن نظام البشير سوف يرضخ في النهاية لصوت العقل وتوازنات القوة، ويقبل الدولة الجديدة!
ووسط ظهور دلائل متزايدة على تردى الموقف الأمني داخل جنوب السودان، وعلى عدم الالتزام بتطبيق بنود أساسية من اتفاقية السلام الشامل التي وقعت بين حكومة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان، وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان، في الجنوب، ترى الولايات المتحدة أن عليها دورا يجب أن تلعبه، مع الجماعة الدولية، وعلى عدة جهات، من أجل دعم التعبير بحرية عن إرادة سكان جنوب السودان، والقيام بما تستطيع من أجل منع العودة إلى تجدد المعارك بين قوات الشمال وقوات الجنوب. في الوقت نفسه، يرى الكثير من خبراء الشئون السودانية والأفريقية، أنه لا يوجد على مستوي الدول المؤثرة في المسرح السوداني سوى الولايات المتحدة التي يمكن أن تستخدم نفوذا لدي كلا الفريقين الشمالي والجنوبي، لذا عليها أن تبادر بالقيادة والدفع من أجل أتمام أجراء الاستفتاء في التاسع من يناير كما هو مخطط رغم كل العراقيل الموجودة والعراقيل التي ستظهر قلما اقتربنا من موعد الاستفتاء.
2 اسم وعلم دولة جديدة
علم دولة جنوب السودان هو علم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهو يتكون من ثلاثة ألوان في شكل أفقي متوازي، ويأتي اللون الأسود في الجزء الأعلى رامزا لشعب جنوب السودان، واللون الأحمر في المنتصف ليشير إلى دم ثورة التحرير والحرية، واللون الأخضر في القاع يشير إلى أرض الجنوب الخضراء، إضافة لمثلث أزرق يتوسطه نجمه ذهبية في إشارة لنجمة بيت لحم ذات الدلالة المسيحية التاريخية.
ويبحث بعض من يتوقعون قيام دولة مستقلة في الجنوب السوداني عقب استفتاء يناير القادم عن اسم مناسب للدولة الجديدة. ويرى خبير الهويات الوطنية (National Identities) سيمون أنهولت، أنه سيتم في الأغلب اختيار اسم من بين "جمهورية جنوب السودان" أو "جمهورية السودان الجديد".
إلا أنه يبدو أن هناك معارضة كبيرة لتضمين اسم السودان ضمن اسم الدولة الجديدة، إذ أن السودان مرتبط في الذاكرة السياسية العالمية بصورة مشوهة وغير جيدة، وإذا ما ذكر السودان يذكر الحروب الأهلية الطويلة، ويتذكر مآسي دارفور، ومأساة الفقر والفساد والتطرف والأسلم. ويرى أنهولت أن شمال السودان لن يغير أسم دولته من "السودان" إلى "شمال السودان"، لذا من الأفضل أن يختفي أسم السودان من مسمى دولة الجنوب الجديدة.
في الوقت نفسه، أقترح البعض أن تسمى الدولة الجديدة نفسها باسم "دولة النيل"، إلا أن المخاوف من رد فعل مصر قد يعيق ق هذا الطرح.
3 سفارة ليس بعد! بعثة دبلوماسية فقط
تمثل حكومة جنوب السودان في الولايات المتحدة، والعديد من دول العالم الأخرى، بعثة تقوم بمهام كتلك التي تقوم بها سفارات الدول الأخرى في العاصمة الأمريكية، وباستقلال عن سفارة دولة السودان. (مرفق صورة)
ويقع مقر بعثة حكومة جنوب السودان في قلب واشنطن، في منطقة ديبونت سيركلDuPont Circle ، على بعد أقل من 30 مترا فقط من مقر المكتب الثقافي المصري في واشنطن.
ويذكر موقع البعثة الالكتروني أن حكومة جنوب السودان تقدر الدعم الكبير الذي تحصل علية من الحكومة الأمريكية، مدعما بتأييد الحزبيين الديمقراطي والجمهوري، والذي نتج عنه إقرار اتفاقية السلام الشامل عام 2005، والتي أنهت عقدين من الحرب الأهلية، والتي نتج عنها مقتل مليوني شخص، وجعل 4 ملايين شخص في عداد اللاجئين.
كذلك يذكر موقع بعثة الجنوب أنها تقوم بمهام عملها طبقا للمادة رقم 46 من الدستور المؤقت لجنوب السودان، والذي ينص على أن " حكومة جنوب السودان ستقيم وتحافظ على علاقات طيبة الحكومات الأجنبية، و والمنظمات الغير حكومية الدولية، بما يفيد الطرفين في مجالات التجارة والاستثمار والثقافة والرياضة والقروض والمنح والائتمان، والمساعدات الفنية والشئون الأخرى المتعلقة بمجال تنمية التعاون.
ويرأس بعثة حكومة جنوب السودان، السيد أيزيكول لول جاتكوث، وفريق العمل يتضمن نائب لرئيس البعثة يشرف على الشئون المالية والإدارية. ومسئول عن شئون الكونجرس والشئون السياسة وشئون الأمم المتحدة. ومسئول أخر يشرف على الشئون الثقافية والقنصلية شئون جالية جنوب السودان. ومسئول أخر مختص بعملية البروتوكول والعلاقات العامة، ومسئول يتولى الإشراف على شئون المعلومات والوثائق، وعدد أخر من الإداريين. ولا يختلف تشكيل مكتب بعثة حكومة جنوب السودان كثيرا عن سفارات الدول العربية الأفريقية.
4 مساعدة أمريكا للجنوب ماليا
ذكرت مصادر صحفية أمريكية أن إدارة الرئيس أوباما، مثلها مثل إدارة الرئيس السابق بوش تقدم دعما ماليا كبيرا لجنوب السودان، ضمن جهودها المكثفة الرامية إلى مساعدة الجنوب على الانفصال عن السودان.
وأكدت صحيفة واشنطن تايمز أن واشنطن تقدم دعما ماليا سنويا يقدر بمليار دولار للجنوب السوداني، وأضافت أن هذه المبالغ الضخمة تصرف في إنشاء البنية التحتية وتدريب رجال الأمن وتشكيل ما وصفه بأنه جيش قادر على حماية المنطقة.
وأكد السيد إزيكيل لول جاتكوث، رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن، أن واشنطن تضخ هذه الأموال للجنوب السوداني بهدف مساعدة الجنوب على الانفصال عن الشمال. ونقلت الصحيفة عن جاتكوث قوله "إن من بين أهداف حكومة الولايات المتحدة هو التأكيد على أن يصبح جنوب السودان في عام 2011 دولة قادرة على الاستمرار."
واعتبر جاتكوث أن السنة القادمة ستكون حاسمة بشأن مستقبل البلاد، مضيفا أنه "في عام 2010 إما أن نعمرها أو أن نخربها"، مشيرا إلى أن الانتخابات قد تقود إلى الحرب إذا شعر المرء بما سماه الغش والخيانة.
5 USAID في السودان
وتعد الولايات المتحدة أكبر الدول التي تقدم مساعدات للسودان، إذ قدمت واشنطن أكثر من ستة مليارات دولار للسودان منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل عام 2005 من أجل عدم إعاقة استفتاء انفصال جنوب السودان. وتركز المنح الأمريكية على كل القطاعات، ومع عودة ما يقرب من 2 مليون سوداني نازح لبيوتهم في الجنوب، تركز برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في السودان على توفير المواد الغذائية وتحسين الخدمات الصحية، واحترام حقوق الإنسان، والاستقرار والإصلاح الاقتصادي وتوفير التعليم، ودعم عملية السلام.
كما تهتم برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتركيز على تقوية برامج الحكم الرشيد، ودعم تطبيق بنود اتفاقية السلام الشامل، وتطوير نظام شاملة للوفاء باحتياجات السكان الأساسية، إذ لا يتوفر للجنوب أيا من مقومات الدولة حتى الآن.
وساهمت وكالة التنمية الدولية في تنفيذ الخطوات الهامة التي اتفق على القيام بها في اتفاقية السلام الشاملة، منها التعداد العام 2008، وانتخابات أبريل 2010، إضافة إلى استمرار قيامها بخدمات استشارية بخصوص التنظيم لإجراء استفتاء يناير 2011.
ومن الملفت للنظر أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تمول الكثير من البرامج التي تقوم بها منظمات حكومية وغير حكومية غير أمريكية في مجال تقديم المساعدات الإنسانية والتعليمية والصحية والسياسية في الجنوب السوداني. وهناك العديد من منظمات كندية وبريطانية وفرنسية وبلجيكية وهولندية ونرويجية تتلقي تمويلا أمريكيا حكوميا.
6 أهداف أمريكية متنوعة في الجنوب
قال المبعوث الخاص للسودان الجنرال سكوت جريشن في شهادة أدلى بها مؤخرا أمام لجنة أفريقيا الفرعية المنبثقة عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي "إن الإستراتيجية الأمريكية تجاه السودان ترمي إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي: إنقاذ الأرواح وضمان سلام دائم، وتطبيق اتفاق سلام طويل الأمد، ومنع السودان من أن يصبح ملاذا آمنا للإرهابيين"، وأكد أن "الإخفاق في تحقيق هذه الأهداف يمكن أن يسفر عن مزيد من المعاناة، ومزيد من عدم الاستقرار الإقليمي أو عن إيجاد ملاذات آمنة جديدة للإرهابيين الدوليين".
وقال المسئول الأمريكي إن "الولايات المتحدة لديها التزام واضح ومصلحة واضحة لقيادة الجهود الدولية من أجل تحقيق السلام في السودان."
وبجانب الموقف الرسمي الأمريكي، تؤثر قوى عديدة في عملية صنه القرار الأمريكي بخصوص جنوب السودان. وهناك مصالح شركات الطاقة والتعدين أملا في الحصول واغتنام فرص في دولة يعج باطن أرضها بثروات كثيرة. وجنوب السودان يحتفظ بأكبر احتياطيات غير مستغلة من النفط في إفريقيا، والولايات المتحدة تهدف إلى إحكام السيطرة على تلك الموارد الهائلة دون منازع إن أمكن، رغم علمها أن الصين هي الأخرى تركز الكثير من جهودها هناك. ويوجد في جنوب السودان ما يقرب 90% من إنتاج واحتياط البترول السوداني، وينتج الجنوب حاليا ما يوازي 490 ألف برميل يوميا، وهي يجيء ثالثا في القارة الأفريقية جنوب الصحراء بعد انجولا ونيجيريا طبقا لبيانات شركة بريتيش بتروليم.
ويقتسم الشمال والجنوب طبقا لاتفاقية السلام الشامل عائدات النفط التي يتم تصديرها عن طريق ميناء بورسودان على البحر الأحمر.
ويصطدم الطموح الأمريكي بالتغلغل الصيني هناك، قال باجان آموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان إنه حصل على تأكيدات من قبل الصين وروسيا بدعم جنوب السودان حال انفصاله عن الشمال عقب الاستفتاء المقرر مطلع العام المقبل، وأشار أموم الذي زار الولايات المتحدة الشهر الماضي أنه حصل على هذه التأكيدات خلال اجتماعين عقدهما في نيويورك مع مندوبي البلدين لدى الأمم المتحدة.
وأوضح أموم قائلا "اجتمعنا مع المندوب الدائم للصين وأكد لنا دعم الصين الكامل لتنفيذ اتفاقية السلام واحترام خيار شعب جنوب السودان بما في ذلك الانفصال وقيام دولة مستقلة ستعترف بها الصين وكذلك الأمر مع المندوب الروسي".
وأضاف أن جنوب السودان تعهد للصين برعاية مصالحها في الجنوب والحفاظ على استثماراتها في مقابل الدعم واحترام خيار الجنوب!
وهناك أهداف دينية تدافع عنها كنائس ومنظمات تبشيرية وأيفانجليكال وأعضاء محافظين بالكونجرس. وبرغم المظهر العلماني الذي يبدو عليه المجتمع الأمريكي، إلا أننا نجد أن الدين ما زال أحد القوى الأساسية المحركة له، خاصة في القضايا المتعلقة بالتماس مع العالم العربي أو الإسلامي، مثل قضية جنوب السودان.
ولا يخفي زعماء تيار المحافظين الجدد المتدينين مثل القس فرانكلين جراهام، الذي يشتهر بانتقاداته للإسلام المسلمين ذكر في مقالة العام الماضي أنه يخطط لإعادة بناء مئات الكنائس التي دمرت من قبل الحكومة السودانية والمليشيات الموالية لها في جنوب السودان. وقال "هناك حرب مشتعلة ضد كنيسة المسيح في أفريقيا، وتلك المعركة يشنها المسلمون ضد المسيحيين في بلدان مثل إثيوبيا والسودان.
المصدر : تقرير واشنطن
جنوب السودان ستقيم علاقات مع إسرائيل...الجنوب يوقف متمردين ويتهم الشمال بالوقوف وراءهم
قال رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن، إيزكيل لول جاتكوث، إن الدولة الجديدة المرتقب الإعلان عنها في جنوب السودان عقب استفتاء 2011، ستقيم علاقات مع إسرائيل مادام «هناك علاقات دبلوماسية لعدد من الدول العربية معها! ولن نكون ملكيين أكثر من الملك». وعبر جاتكوث عن ثقته بأن سكان الجنوب سيصوتون بنسبة 98% لمصلحة الانفصال، وأضاف «هذه حقيقة واضحة للجميع، وسيتم بناء دولة جديدة» وأضاف: إن فكرة «السودان الموحد انتهى بالنسبة للحركة الشعبية، لكي يوجد سودان موحد يجب أن يتم تغيير النظام».
واتهم قادة السودان في الشمال بمحاولة «إعاقة إجراء الاستفتاء عن طريق تسليح ميلشيات محلية معارضة، بهدف نشر الفوضى، ونحن نعرف نواياهم، الجنوبيون متحدون وراء فكرة الانفصال، والدولة المستقلة».
يأتي هذا الاتهام بينما أعلنت سلطات جنوب السودان أنها أوقفت متمردين موالين لأحد قادة حركة التمرد، وقالت: إنهم يتلقون مساعدة ممن سمتهم «عناصر» في الخرطوم يريدون زعزعة استقرار المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، في حين قتل مسلحون مجهولون 23 شخصاً في كمين نصبوه نهاية الأسبوع لشاحنة في ولاية الوحدة النفطية جنوب السودان.
وقال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باغان اموم إن «الجيش الشعبي لتحرير السودان وحكومة جنوب السودان يعتقلان عناصر (موالين) لجورج آثور، المجموعة المتمردة على حكومة جنوب السودان».
وتابع «إنه تطور خطير جداً لأنه يشير بشكل واضح إلى تورط بعض الدوائر في الخرطوم في زعزعة استقرار جنوب السودان وعرقلة تطبيق اتفاق السلام الشامل وخصوصاً بشأن الاستفتاء حول حق تقرير المصير».
وانتقل اثور الذي كان من كبار القادة العسكريين للجيش الشعبي لتحرير السودان، إلى التمرد على السلطة الجنوبية بعد هزيمته في الانتخابات التي جرت في نيسان الماضي بمنصب حاكم ولاية جونقلي، وقد نفى اثور باستمرار حصوله على دعم من سلطات الشمال.
وفي تطورات مشابهة، أعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان أن مسلحين مجهولين قتلوا 23 شخصاً في كمين نصبوه نهاية الأسبوع لشاحنة في ولاية الوحدة النفطية جنوب السودان.
وصرح ملاك ايوين أن هوية المهاجمين مجهولة لكن جيش الجنوب يعتقد أنهم قد ينتمون إلى ما تبقى من «ميليشيا» غالواك غاي العقيد السابق الذي تمرد على السلطة الجنوبية في ولاية الوحدة بعد الانتخابات الوطنية في نيسان. وتقع ولاية الوحدة النفطية على الحدود مع شمال السودان وشكلت إحدى النقاط الساخنة وما زالت هذه المنطقة تتسم بالحساسية مع اقتراب موعد الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان المقرر إجراؤه في كانون الثاني المقبل.
ويشكل الاستفتاء نقطة محورية في اتفاق السلام المبرم عام 2005 الذي أنهى حرباً أهلية تجاوزت العقدين بين الشمال والجنوب، وأسفرت عن مليوني قتيل.
ويأتي هذا فيما يناقش مسؤولو الشمال والجنوب الإشكاليات الإستراتيجية التي ينبغي معالجتها لضمان مرحلة انتقالية سلمية عقب استفتاء كانون الثاني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.