من زهير أندراوس: نقل موقع (قضايا مركزية) الإسرائيلي الإخباري على الشبكة العنكبوتيّة، أمس الخميس، عن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، يوفال ديسكين، تحذيره من الأخطار الكبيرة التي قد يلحقها قراصنة الحاسوب العرب بالدولة العبريّة، معتبرا أن ما يحدث اليوم قد ينذر بما أسماها بالحرب الإرهابية الواسعة على إسرائيل، ووسائل الحماية والجهود المبذولة اليوم لا ترتقي لحجم ما قد تواجهه إسرائيل في المستقبل، على حد تعبيره. وزاد الموقع قائلاً إنّ تصريحات ديسكين وردت في ختام مؤتمر عقد في فندق هيلتون بإسرائيل، بمشاركة دولية، مشيرا إلى أنه يوجد اليوم الملايين من أجهزة الحاسوب في العالم والمرتبطة بشبكة الانترنت، وإلى جانبها ملايين من الأجهزة الخليوية الذكية، والتي يستطيع قراصنة الحاسوب (هاكرز) من خلالها الدخول والقيام بالعديد من العمليات دون رقابة. وأضاف ديسكين أن هؤلاء الهاكرز يستطيعون السيطرة على مدن كاملة وقطع الكهرباء عنها، والتسبب بأضرار كبيرة وواسعة للعديد من المصانع، والعديد من الأضرار الأخرى، والتي تعتبر حربا إرهابية شاملة على إسرائيل، على حد وصفه. وزاد رئيس الشاباك السابق قائلاً إنّه لدى الحديث عن الهاكرز هذه الأيام، فإننا نتحدث عن مجموعة من الإرهابيين، ولو عدنا للخلف قليلا وسألنا أنفسنا قبل 11 عاما، هل يمكن أن يطلق أحد صاروخا على مبنى البنتاغون وتدمير البرجين في نيويورك؟ من الواضح أن أحدا فيكم لم يكن مقتنعا أن يحدث ذلك، واليوم أقول لكم إن الإرهابيين يستطيعون السيطرة على مدن كاملة وقطع الكهرباء عنها، ويستطيعون إلحاق الضرر في المصانع الكيماوية وغيرها. وتزامنت تصريحات ديسكين مع نشر التقرير الأمني الإسرائيلي الجديد الذي اشار الى أن إسرائيل والسويد وفنلندا من أكثر دول العالم المستعدة لمواجهة حالات القرصنة إلالكترونية، كما احتلت بريطانيا وأمريكا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا مراكز متقدمة بين الدول الناجحة في مواجهة الهاكرز. وقد أجريت الدراسة بالتعاون مع شركة (مكافي) الناشطة في مجال الحماية من القرصنة في الإنترنت، التي صنفت دولاً كالبرازيل والمكسيك والصين ضمن الدول الأقل نجاحاً في حماية فضائها الإلكتروني. وشدد معدو التقرير، بحسب صحيفة 'هآرتس' على أهمية التنسيق والتعاون بين دول العالم لتعزيز الحماية ومواجهة القراصنة قبل نجاحهم بتنفيذ هجماتهم، كما اقترحوا اعتماد قوانين صارمة إزاء مرتكبي الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود. وبحسب اختصاصي إسرائيلي كبير في التكنولوجيا فإنّ موضوعية التقرير هي أكبر قوة له، وما يقدمه التقرير هو إدراك الخبراء لمدى التأهب الأمني، والعمل في مجال الأمن الإلكتروني بشكل مستمر. ويؤكد التقرير على أنّ السويد وإسرائيل وفنلندا أبهرت المختصين بالإجراءات المتخذة لحماية الإنترنت، خاصة إسرائيل التي تتعرض ل 1000 عدوان إلكتروني في الدقيقة الواحدة. واقتبس التقرير ما قاله كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الأمن الجنرال في الاحتياط، يتسحاق بن يسرائيل بأنّ مجموعة الهاكرز المعروفة باسم أنونيموس، وتعني بالانكليزية مجهول، تقوم بشن كثير من الهجمات، لكنهم لا يسببون الكثير من الضرر، مشيراً إلى أن التهديد الحقيقي هو من الدول ومنظمات الجريمة الكبيرة. كما طمأن المستشار الإسرائيليين مؤكداً على أنّ الدولة العبريّة تمكنت من تكوين قوة إلكترونية تقيّم التهديدات المتعلقة بالبنية التحتية الرئيسة كمرفق إنتاج الكهرباء وإمدادات المياه وتتصدى لها، على حد تعبيره. وكشف بن يسرائيل، وهو أيضا المسؤول عن لجنة مكافحة الهجمات الإلكترونية، للإذاعة الإسرائيلية أمس، عن وجود هيئة خاصة مسؤولة عن حماية البيانات، تعمل منذ الأول من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكنه أكد في المقابل أن هذا لا يعني أنّ بإمكاننا في غضون أسبوعين، أن نجد حلولاً للمشاكل، إذ سيستغرق ذلك ما بين عام أو عامين، قبل أن نتمكن من صد هجمات القراصنة من كل أنحاء العالم. وأضاف أن المواقع التابعة للجيش والاستخبارات جرت حمايتها كأولوية، وتحديداً منذ خمسة عشر عاماً. وخلص الوزير الإسرائيلي إلى القول إنّ هدف هجمات السايبر ليس الإضرار بالمواقع الإلكترونية الإسرائيلية، بل إرباك منظومات حساسة في إسرائيل، إضافة إلى سرقة معلومات سرية والتسبب بإحداث خلل في هذه المنظومات المرتبطة بالأنظمة المحوسبة ،على حد قوله.