واشنطن: أكدت الخارجية الأميركية أن الولاياتالمتحدة تراقب مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية في الوقت الذي تتواصل فيه وتيرة العنف في التصاعد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر رداً على سؤال للصحافيين حول ما تردد من تقارير تفيد وجود ما يقرب من 55 منشأة لتخزين الأسلحة الكيماوية في سوريا ان "الولاياتالمتحدة تراقب تلك المخزونات وأنها لا تزال تحت سيطرة الحكومة " مشددا على استمرار مراقبتها عن كثب. وأشار مسؤولون أن الولاياتالمتحدة معنية على وجه الخصوص بالتشاور مع حلفائها حول سبل ضمان عدم سرقة مخزون سوريا من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات والتي يطلق عليها أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف. كما أن أجهزة استخبارات ووكالات حكومية غربية تعتقد أن سوريا تملك أضخم ترسانة من الأسلحة الكيماوية وأكثرها تقدما في الشرق الأوسط قبل وقوع الغارة الإسرائيلية على موقع مجهول في شرق سورية مطلع الشهر الجاري. وفي السياق ذاته، أعرب عدد من المسؤولين الاميركيين عن قلق واشنطن بشان مصير مخزونات الاسلحة الكيميائية والاف الصواريخ المحمولة على الكتف التي يعتقد ان سوريا تمتلكها، في حال سقوط النظام السوري. وصرح عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين ان الولاياتالمتحدة تعتقد كذلك ان روسيا وايران تنقلان اسلحة تقليدية الى نظام الرئيس بشار الاسد لمساعدته على قمع المناهضين للنظام. وصرح توماس كنتريمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الامن الدولي وعدم انتشار الاسلحة ان "سوريا تشبه ليبيا في عدة اوجه، الا ان الوضع فيها اصعب بكثير". وقال كنتريمان الذي يتولى مكتبه كذلك المسؤولية عن شؤون ليبيا، ان مخزونات الاسلحة الكيميائية الليبية تم تامينها حاليا. واضاف "نحن على علم ببرنامج سوريا للاسلحة الكيميائية. فسوريا هي من دول العالم القليلة التي لم توقع على اتفاق الاسلحة الكيميائية". الا ان كنتريمان وكذلك روز غوتمولر، وكيلة وزيرة الخارجية بالنيابة لشؤون ضبط الاسلحة والامن الدولي، لم يكشفا عن عدد الاسلحة الكيميائية التي يعتقدان ان سوريا تملكها او عن مواقعها. وقالت غوتمولر "لدينا افكارا عن الكمية، ولدينا افكارا عن اماكن الاسلحة"، الا انها لم تكشف عن تفاصيل. وتطرق كانتريمان الى بعض المخاوف بشان ما يمكن ان يحدث في حال انهيار نظام الاسد وقال "عندما يتغير النظام في سوريا .. فان الظروف مهمة للغاية من ناحية ان يكون الانتقال فوضوي او منظم". وقال "سنكون بكل تاكيد مستعدين للعمل مع اي حكومة تاتي بعده، للمساعدة على تامين وضبط هذه الاسلحة بهدف تدميرها". وأضاف ان الولاياتالمتحدة تشتبه كذلك في حيازة سوريا على "عشرات الاف" الصواريخ التي تحمل على الكتف والتي يمكن ان تستهدف طائرات مدنية في حال وقعت في "ايد ارهابية". ورأى ان نحو 20 الف من تلك الاسلحة كانت متواجدة في ليبيا، وكان من المستحيل رصدها جميعا. وتابع "في هذه المرحلة، نود من جيران سوريا ان يقوموا بنفس التخطيط الحكيم الذي قامت به الدول المجاورة لليبيا". وكانت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية نشرت سابقاً بأنه يعتقد ان "سوريا تمتلك ما بين 60 و120 صاروخ (سكود - سي)، و 200 صاروخ (سكود - بي) التي يصل مداها إلى نحو 500 كم وقادرة على ضرب المدن الإسرائيلية الكبرى وجهزت بعضها برؤوس كيماوية"، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة اتهمت رسميا سوريا باختبار أسلحة كيماوية العام 2003. وأضافت أن سوريا "اعتمدت على فرق من الخبراء الكوريين الشماليين لصيانة هذه الصواريخ مع أنها روسية الصنع نظرا الى أن صواريخ (نودونغ) لدى بيونغ يانغ مصممة على طراز صواريخ سكود"، مشيرة إلى "أن دمشق وقعت اتفاق دفاع مشترك مع إيران لتزويدها أيضا بصواريخ (شهاب - 3) وهي النسخة المعدلة من صواريخ «سكود» الروسية و «نودونغ» الكورية الشمالية".