(CNN)-- اضطرت المحكمة العسكرية الخاصة بمحاكمة أصغر المعتقلين في قاعدة "غوانتانامو"، التابعة للجيش الأمريكي، وهو المواطن الكندي عمر خضر، إلى تعليق جلساتها الخميس، بعد سقوط محامي الدفاع عن المتهم، مغشياً عليه، حيث جرى نقله إلى أحد المستشفيات بالقاعدة الأمريكية في كوبا. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الكولونيل جون جاكسون، وهو المحامي الوحيد عن خضر، سيتم نقله إلى مستشفى آخر في الولاياتالمتحدة، كما لم يتضح ما إذا كان "انهيار" المحامي سيضطر هيئة المحكمة إلى تأجيل أول محاكمة عسكرية، منذ دخول الرئيس، باراك أوباما، إلى البيت الأبيض. ورجح العقيد براين برويلز، نائب رئيس مجلس المحامين العسكريين، في تصريحات لCNN الخميس، أن يكون سقوط المحامي جاكسون على الأرض، نتيجة عدم تعافيه بشكل كامل من عملية جراحية خضع لها مؤخراً، لاستئصال الحوصلة المرارية، وقال إن طبيعة حالته ما زالت غير معروفة. وبينما كان المحامي العسكري يستجوب أحد شهود الإدعاء، توقف فجأة، وطلب كوباً من الماء، ثم سقط على إحدى ركبتيه، قبل أن يهوي بجسده على الأرض، فاقداً الوعي. ومن المتوقع أن تنعقد هيئة المحكمة الجمعة، لمناقشة تطورات الحالة الصحية لمحامي المتهم، وتحديد موعد لاستئناف المحاكمة، بحسب ما أكد برويلز. وقبيل سقوط جاكسون، شاهدت المحكمة تسجيل فيديو، مدته 30 دقيقة، تقول الحكومة الأمريكية إنه يظهر المتهم عمر خضر، بينما كان في الخامسة عشرة من عمره، يساعد في تصنيع وزرع عبوات ناسفة، تستهدف القوات الأمريكية في أفغانستان. واعتقل خضر، الذي يبلغ حالياً من العمر 23 عاماً، في أرض المعارك بأفغانستان عام 2002، بتهمة التعاون مع القاعدة، وقتل جندي من أفراد القوات الأمريكية الخاصة، ورفضت المحكمة الأمريكية العليا مؤخراً طعناً تقدم به محاميه جاكسون، لوقف محاكمته أمام لجنة عسكرية. وأكدت الحكومة الأمريكية أن المحاكمة ستجرى وفق الموعد المحدد، وقد تستمر جلساتها نحو أربعة أسابيع، بينما قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن المحاكمة، التي بدأت الثلاثاء، "قد لا تفي بالمعايير الدولية"، فيما يشارك من فرع المنظمة الدولية بكندا، في مراقبة سير وإجراءات المحاكمة. وندد أليكس نيفي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كندا، بالحكومتين الأمريكية والكندية لإخفاقهما في محاكم الإرهاب، وقال في حديث لCNN، الأحد، إنه رغم سماح الجيش الأمريكي له بزيارة القاعدة العسكرية وحضور جلسات المحاكمة، إلا أنه حظر عليه المشاركة فيها والحديث إلى خضر. ووجه المسؤول الحقوقي انتقادات لاذعة للحكومة الكندية بسبب رفضها اتخاذ موقف علني ضد الولاياتالمتحدة، أو التمسك بحق محاكمة مواطنها داخل أراضيها، أو أمام محكمة مدنية أمريكية، وقال إنها "لم تحرك ساكناً لضمان حماية حقوقه (خضر)." وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قضت أعلى محكمة كندية بأن حقوق خضر انتهكت عندما قام محققون كنديون باستجوابه ومشاطرة الإدعاء الأمريكي المعلومات التي جرى استخلاصها منه، وطلب وزير العدل الكندي، روب نيكسلون، ضمانات من الإدارة الأمريكية بعدم استخدام المعلومات أثناء محاكمة مواطنها.
