الجزائر - لم تكد ضجة بناء قطر مسجداً باذخاً وكبيراً هو مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب تخفت، حتى اعلنت الجزائر عن تعاقدها مع شركة صينية لبناء مسجد بتكلفة تصل الى مليار يورو. وأحدث الاعلان الجزائري ضجة هو الآخر بين أوساط الجزائريين الذين رأوا ان تدعيم سوق العمل ومكافحة البطالة بهذا المبلغ قد يكون الأصوب في وقت تعاني منه سوق العمل في الجزائر أزمة كبيرة. وقال وزير الشؤون الدينية الجزائري الثلاثاء ان جامع الجزائر الكبير "خاص" في كل شيء واكد انه "لا يوجد مثله في العالم لا في الماضي ولا في الحاضر لجوانبه الدينية والسياحية والاقتصادية". وتساءل مراقبون للاوضاع السياسية في شمال افريقيا حول ازدواجية المعايير؛ فقبل عقدين من الزمن اثارت الاوساط السياسية الجزائرية جدلاً صاخباً حول بناء الملك المغربي الراحل الحسن الثاني لمسجد في الدارالبيضاء متسائلة عن دواعي ذلك، وها هو التاريخ يعيد نفسه ليقوم الرئيس الجزائري ببناء مسجد مماثل وبتكلفة أعلى كي يخلد اسمه ويترك وراءه عملاً يتذكره الناس به. ويشير جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن انشاء المسجد لا يعدو عن كونه محاولة من الحكومة الجزائرية لاحتواء الصوت الإسلامي وإسكاته، وأن الرئيس بوتفليقه يدرك أن التغيير قادم خاصة ان منطقة الانطلاق للتيار الإسلامي اصبحت على حدود بلاده. ولاحظ مشاركون جزائريون في موقع تويتر ان الرئيس الجزائري انكفأ بخطابه على الداخل حيث حذر من مؤمرات ضد بلاده مصدرها خارجي، وانه يجب ان يكون التغيير داخلياً. واشار المراقبون الى ان ذلك توطئة للانتخابات التشريعية المقبلة حيث ينتظر ان يفوز التيارات الاسلامية بحصة الأسد مما يعني تقاسمهم الحكم مع بوتفليقة الذي استبق الأمر بتقديم عربون صداقة ومشاركة هو اعلان انشاء المسجد الذي سيحمل اسمه. ويعد مسجد بوتفليقة ثالث أكبر مسجد في العالم، وسيشيد في حي المحمدية، شرق العاصمة، على ضفاف البحر وتصفه الحكومة الجزائرية بأنه أكبر المشاريع الحضارية والدينية التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال. ومن بين ميزاته الرئيسية، كونه مزوداً بأحدث التقنيات المقاومة للزلازل والرياح العاتية شبيهة بتلك المعتمدة في الدول المتقدمة، إضافة إلى مئذنة عالية يصل ارتفاعها إلى نحو 300 متر لتكون بذلك أطول مئذنة في العالم. ويذكر أن الرقم القياسي سجلته مئذنة "مسجد الحسن الثاني" في مدينة الدارالبيضاء التي بلغ ارتفاعها 210 أمتار عام 1993.