بينما المصريون يقلبون وجوههم في السماء أملاً في أن ترسل إليهم رئيساً تتوافر فيه مقومات النزاهة والزعامة من اجل استعادة الهيبة المفقودة لمصر بين دول العالم إذا بهم يفاجأون بأحدث المرشحين للمنصب السامي يحمل لقب 'لص تائب' يمتلك شهرة واسعة بين أقرانه في عالم الجريمة حيث تشفع سيرته الذاتية بمهارة كبيرة في السطو على منازل الأثرياء. اللص التائب يدعى محمد راشد وقد أتخذ قراره أمس الأول بالفعل بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة المصرية المزمع اجراؤها خلال شهر ايار/ مايو المقبل، وقام اللص الذي بدأ مشواره في عالم الجريمة بسرقة 10 دجاجات باعها لاحقاً بسحب الأوراق الخاصة بإجراءات الترشح بعد أن استشار عددا من المقربين منه ليصبح واحدا بين اكثر من خمسمائة سحبوا اوراق الترشح للرئاسة. وحول برنامجه الرئاسي قال راشد ل'القدس العربي' انه قائم على القضاء على الفقر والقصاص من الأغنياء لصالح الفقراء من خلال أخذ نسبة من أموال الأثرياء لمنحها للمعدمين وهو ما كان يقوم به اثناء إحترافه السرقة، حيث يؤكد أنه كان يحرص على إطعام المعدمين والانفاق عليهم. و يتضمن برنامجه خطة طموحة لتأهيل اللصوص والمجرمين لإعادتهم للطريق المستقيم. ويعول راشد على اللصوص التائبين والفقراء في جمع 30 ألف صوت ليتثنى له المضي قدماً في إجراءات الترشح. وعن أطرف المواقف التي تعرض لها راشد في عالم السرقة أثناء سطوه على شقة بحي الزمالك فوجئ بطرق على باب الشقة حيث كان محصل فواتير الكهرباء هو القادم حيث طالبه بدفع 68 جنيها قيمة الاستهلاك. وبالفعل قام بدفع المبلغ لكنه اكتشف لاحقاً أنه لا يوجد ما يسرقه في الشقة فاكتفى بترك إيصال الفاتورة لمالك الشقة. وكانت الدهشة قد خيمت على المصريين أمس وهو يتحدث لبرنامج 'مصر الجديدة' مع الإعلامي معتز الدمرداش حينما أكد بإنه يرى نفسه أهلاً لتولي منصب الرئاسة، خاصة أنه تاب إلى الله عن ارتكاب السرقة التي احترفها سنوات طويلة من حياته وأصبح مواطناً صالحاً غاية ما يشغله الكسب الحلال وخدمة وطنه. وزعم انه تخلي راشد طواعية عن ثروته التي كونها من الحرام قبل أن يبلغ الثلاثين رغبة منه في التخلص من مال حرام حصل عليه عن طريق السرقة والنهب، واشتهر وقتها باللص التائب وعاود الكرة مرة أخرى حيث تبرع هذه المرة عن المال الحلال الذي كونه من بيع الكتب وذلك عندما خرج رئيس الوزراء السابق عصام شرف للمواطنين مطالباً بأهمية دعم البورصة ليستعيد الاقتصاد المصري عافيته، وفور سماع راشد مناشدات المسؤول الأول في الحكومة قرر طواعية تقديم كل ما ادخره من أموال من أجل دعم الاقتصاد الوطني . ويعد راشد من أشهر اللصوص في العقدين الأخيرين وقد قام بتسليم نفسه طواعية إلى الشرطة، رغم عدم وجود أي دليل ضده واعترف بكل جرائمه وقدم كل أمواله إلى وزارة الداخلية بسبب خشيته من عذاب الآخرة. ويحلم راشد بعمل حزب للمجرمين التائبين وخريجي السجون وأصحاب السوابق ، على حد قوله، وعدد هؤلاء يبلغ عشرات الالاف من الذين يدخلون السجن ويخرجون منه ويريدون عقب خروجهم أن يبدأوا حياة جديدة. ويضيف: لو استطعنا من خلال حزب أن ندمج 'خارجي السجون' في المجتمع ونقدم لهم مهنة أو حرفة، فضلا عن تقديم عشرات الأنشطة، ستقل الجريمة من المجتمع وربما تختفي نهائياً . يذكر ان وزارة الداخلية قامت بتكريم راشد بعد اعلان توبته وتنازله عن الأموال التي سرقها، كما وفرت له الفرصة لأداء مناسك الحج على نفقتها وخصصت له كشكاً يعينه على الأنفاق من المال الحلال على أسرته. يذكر أن كتاب راشد الذي ألفه بعد خروجه من السجن بعدة سنوات أصدره على نفقته الخاصة يروي فيه تجربته منذ سنوات الصبا مع السرقة منذ أن نشأ في قرية فقيرة بصعيد مصر وحتى إعلانه التوبة. ويحتوي الكتاب على مجموعة من النصائح للمواطنين لحماية منازلهم من السرقة وسعى لدعم العديد من اللصوص للتوبة والسير في الطريق المستقيم ولا يزال اللص التائب يتجول بين الميادين وعند إشارات المرور ليبيع كتابه الذي جعله من المشاهير. القدس العربي