الاتفاقية التي يأتي بها وفدنا إلى أديس تجعل الناس يسألون في ذهول.. (ماذا)؟.. ومجلس الوزراء حين يوقِّع على الاتفاقية في تعجل لا ينتظر نهاية اليوم يسأل الناس.. (لماذا)؟ .. وغليان الأسئلة يسأل ويجيب.. ويحصل على أغرب الأشياء الأسئلة كانت : خيانة؟؟ : لا.. فالخيانة تتسلسل.. والاتفاقية .. والموافقة عليها.. الآن تأتي جهاراً : إذن.. غباء أو جهل..؟ : لا فالجهل يتمهل ويتلفت.. بينما مجلس الوزراء يوافق عليها في ساعات : إذن.. هناك شيء لا يُقال.. شيء تحت الاتفاقية يعرفه السادة هؤلاء.. وهناك ضرورة أن تجري الجراحة تحت التخدير قال الساخرون: نعم.. خصوصاً أن المريض لن يحتج حين يموت تحت التخدير وتحت الجراحة قالوا: هناك أكثر مما تراه العين.. ولابد من الثقة.. والانتظار قالوا: الله سبحانه حين طلب من الناس الإيمان به أرسل الرسل وقدم البرهان.. والشواهد.. بينما لجنة أديس ومجلس الوزراء كلهم يطلب من الناس أن يؤمنوا به دون أن يسألوا .. حتى وهو يقطع أعناقهم قالوا: شيء لا يمكن أن يقال للجمهور..؟؟؟ إذن ما الذي خرج به مئات القادة.. من كبار قادة المجتمع والسياسة وهم يدخلون أبواب المسؤولين منذ مساء أمس يطلبون الأجوبة. قالوا: الجنوب الذي يأتي إلى المحادثات ليشتري المواطنة والجنسية و(الحريات) حريات الجراثيم في أن تسكن داخل عروقنا.. الجنوب هذا جاء ليشتري البضائع هذه بالنفط.. لكن الجنوب يبدأ بإبعاد النفط .. ووفدنا.. وبدلاً من أن يحمل حقائبه ويعود.. يجري إلينا وهو يحمل (كل) الجنوب في الحقائب هذه ثم يسكبه في الخرطوم.. ومجاناً .. غباء وخيانة وجهل؟؟ لكن مجلس الوزراء يوافق على كل شيء في ساعتين هناك إذن شيء .. وشيء يبلغ درجة تجعل وفدنا يطلب من البشير = الذي يلقى الإهانة البشعة في جوبا في العام الماضي = أن يذهب إلى جوبا.. يكفي؟؟ لا.. بل باقان قادم إلى الخرطوم .. وما يجعلنا ننحني لكل هذا هو شيء يتجاوز الخيانة والجهل والعجز .. و... و... إلى شيء آخر.. لا نعلمه .. ومن يدقون أبواب المسؤولين يقولون في سخط مرة وفي حزن مرتين : ما الذي نجنيه نحن من حصول الجنوب على (البقاء والتجارة والسكنى والتنقل و.. و..) .. في الشمال؟ : قالوا : هناك سبب: عندكم .. في جيوبكم.. في معاملكم.. ما تعرضه للضوء يفسده.. لكن ما الذي يجعل عقولكم وقلوبكم وحدها هي الحافظ الأعظم.. ويجعل عقولنا نحن مفسدة ومدمرة؟؟ قالوا: وقالوا: يبقى أن قولاً آخر في جانب آخر من الوطني يقول : تطلبون منا أن نجلس واثقين في اللجنة.. وفي مجلس الوزراء.. ننظر إلى خيول الجنوب فوق السور وداخل السور.. وداخل بيوتنا.. حتى إذا اخترق السيف قلوب أبنائنا.. قلتم : آه.. آسفين؟؟ يبقى أن الاتفاقية القنبلة مصممة بحيث يكون الغموض هذا جزءًا أساسياً منها وبحيث إنه إن سكت الوطني عليها انشقّ عليه أهله وحملوا العصي.. والجنوب يجعل الوطني يشنق نفسه بحلقومه. .. وإن كشف الوطني عنها خسر مكاسب ضخمة.. تبلغ ضخامتها درجة تجعل الوطني يدلدل رأسه كما فعل الآن ويرسل البشير إلى جوبا ويستقبل باقان في الخرطوم. .. ويبقى أن الوطني عليه الآن إما أن يقوم بإلقاء القنبلة هذه في (جيب) الجنوب أو أن يذهب.. لأنه إن لم يذهب ذهبوا به..