وصف متابعون اعلاميون التصريحات الاولية للاعلامي الشهير لاري كينغ حول برنامجه في القناة الجديدة الممولة من الملياردير المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم ب "التقليدية في قناة غير تقليدية"!. وجاءت ردة الفعل الاولى بعد تصريحات مقتضبة لنجم قناة "سي إن إن" السابق لاري كينغ التي قال فيها انه سيقدم برنامجاً يشبه بصورة جزئية برنامج "لاري كينغ لايف" الذي كان يقدم منذ عام 1985 وحتى عام 2010. وشعر كينغ "بالضجر وفاتته تغطية الاحادث الهامة وقال "كل يوم كنت التقي بالناس الذين كانوا يخبروني أنهم اشتاقوا الى برنامجي، وكنت في مرات كثيرة أشعر باشتياق اليه ايضا". لكن السؤال عما اذا كان كينغ سيعيد الصيغة التقليدية في محاورة الوجه للوجه واطلاق الاسئلة وانتظار الاجوبة من دون أي مؤثرات تلفزيونية معاصرة باتت المحرك الاساس للتلفزيون الجديد. وقوبل إعلان المحاور الاميركي لاري كينغ توقفه عن تقديم برنامجه المسائي "لاري كينغ لايف" من شبكة "سي ان ان" الاخبارية قبل عامين تقريبا، بحزمة من التساؤلات حول البرامج الحوارية التي تقدم شخصاً واحداً. وبدأت الاراء في الاوساط الاعلامية والتلفزيونية الاميركية تتناول "أرث" كينغ التلفزيوني بشيء من النقد حيال بروز البدائل المعاصرة ووضع الفكرة التقليدية للحوار في الارشيف. وسيطلق على الشبكة الجديدة اسم "اورا. تي. في" وستقدم محتوى بالطلب وستنتج "مجموعة واسعة من البرامج ستتجاوز الاشكال التقليدية" وفق الاعلان الرسمي لها. وسيتم تدشيها هذا العام، لكن لم يتم بعد تحديد موعد للبدء في بث برامجها. وقال جون هوسمان الذي سبق وان عمل في إدارة الصحافة الرقمية في "نيوز كوربوريشن" المملوكة لقطب الاعلام روبيرت مردوخ، والذي عينه كارلوس سليم مديرا للقناة "ان برنامج كينغ الذي يذاع يوميا سوف يجذب مشاهدي الانترنت وبعض المواهب الاخرى على الهواء". ونقل هوسمان عن كينغ قوله إن زوجته شاون ستشارك أيضا في الشبكة الجديدة "من المرجح أن تقدم برنامجا عن الموضة وتستضيف مشاهير". ويرى المتابعون ان الحاجة الى التجديد باتت ملحة لاي قناة تلفزيونية تريد أن تكون قوة لا يستهان بها في الخبر، ولا تسقط في صورة "سي إن إن" التي باتت مع بروز البدائل، القنوات او المواقع الالكترونية، في وضع صعب اذ ان كثيرين لا يتابعون برامجها حتى وان كانوا يتابعون اخبارها العاجلة. وكسرت مغادرة كينغ الشبكة الاميركية "تابو" التقليد المتوارث وفتحت أمام أشهر القنوات التلفزيونية التي عرفت في يوم ما ب"امبريالبة البث الفضائي" اعادة رسم الاستراتيجية الاعلامية للمؤسسات الكبرى بناء على المواقع الالكترونية التي تقدم الكثير من التفاصيل والابتعاد عن نجومية المقدم الذي يرابط على شاشة المشاهد لساعة او اكثر ولسنوات وسنوات، فلا مجال اليوم لهذه النمطية في التقديم وطريقة الحوار ونوعية الموضوعات. ولم يعد الموقف السياسي الوسطي الذي تأخذه "سي ان ان" جذاباً في عالم مستقطب بشكل كبير وخصوصا الولاياتالمتحدة التي تحولت لمشاهدة قنوات أكثر تشددا في انحيازها لوجهات النظر المحافظة او الليبرالية. وفتح أفق التلفزيون الجديد عبر كمية المعلومات المصورة والمقدمة بطبق "غرافيكي" متحرك ذائقة المشاهد على الدهشة المستحدثة. وتراجع الاهتمام بالبرامج الحوارية التي تقدم شخصاً واحداً وتحول الاهتمام الى برامج الحوارات المفتوحة التي تستضيف اعداداً من المشاهدين. وقال لاري كينغ انه قرر التوقف عن تقديم برنامجه المسائي المعروف باسم "لاري كينغ لايف" بعد ربع قرن من البث على محطة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية. وأكد كينغ "79 عاما" الذي أنهى العمل مع المحطة إنه يريد قضاء مزيدا من الوقت مع اسرته. وقدم كينغ خلال سنوات البرامج نحو 40 ألف مقابلة تلفزيونية مع آلاف الضيوف، بدءا من الزعماء والرؤساء مرورا بنجوم هوليوود وحتى مشاهير الرياضة، بنفس الطريقة التقليدية داخل الاستوديو وبهيئة تكاد لا تتغير مع تغير الضيوف. وكان كينغ قد أوضح الأمر عبر مؤتمر صحافي قال فيه وبكل بساطة "الآن ولعقود سابقة كنت أتحدث مع ضيوفي هنا في ال (سي.ان.ان) وأقول لهم اليوم اني اريد ان انهي حلقات (لاري كينغ لايف) وبموافقة كريمة من المحطة وأرغب في ان يتحقق ذلك من أجل ان أمنح نفسي مزيداً من الوقت لزوجتي ولي ولأتفرغ لأولادي والعب معهم ألعاب الكومبيوتر". واشتهر كينغ بأسلوبه الهادئ مع ضيوفه كما اشتهر بارتدائه حمالات ملونة للسراويل وقد علق على هذه الأخيرة بقوله "حان الوقت لتعليق حمالاتي الملونة الليلية على الرف". وبدأ برنامج "لاري كينغ لايف" في العام 1985 وبعد سنوات قليلة على بثه صار كينغ "سيد الميكروفون" حسب ما وصفته المجلات الاميركية، وهو حسب احصاءات دقيقة ايضا "يتكلم اكثر من 18 الف كلمة في اليوم الواحد" وقد تمكن من اجراء مقابلات "مع اكثر من 40 الف شخصية". وابتداء من العام 2004 وقع عقداً جديداً مع قناة "سي ان ان" بأجر قيمته 58 مليون دولار سنوياً ليصبح بذلك "الصحافي الأعلى اجراً" في العالم في صناعة الاذاعة والتلفزيون. وواجه الاعلامي البريطاني بييرز مورغان تهكمات وحسد الصحفيين الاميركيين بعد اختياره ليحل محل لاري كينغ في برنامجه الشهير. ولمح مورغان المولود في انكلترا عام 1965 من اصول ايرلندية والذي اشتهر كصحافي قبل ان ينتقل الى عالم التلفزيون وقدم برامج في رحلات مثيرة عن الثراء في في الولاياتالمتحدة ودبي، إلى أنه من الأفضل أن ينوه الصحافيون بخلفيته قبل الشروع في الكتابة عن منصبه الجديد. وشارك بييرز مورغان كحكم في برنامج "بريطانيا لديها الموهبة" وبرنامج "أبرينتس المشاهير" من قناة "اي تي في" البريطانية، بالإضافة إلى مشاركته كحكم في برنامج "أميركا لديها الموهبة" وتقديم برنامج "قصص حياة بييرز مورغان".