من زهرة مرعي: ليس في بال الفنانة الصاعدة نايا أن تستكين للقب فنانة، طموحها يقودها لأن يقال عنها المطربة. ليس لديها غرور إمكانات الصوت لتي تسمح لها بتحصيل هذا التعريف، لكنّ ثقتها بنفسها واضحة. هي فنانة لبنانية بدأت طريقها بعكس الأخرين فقد غنت منذ انطلاقتها اللون الخليجي، ووجدت شهرتها عبر أغنية الغيرة. مع نايا كان هذا الحوار: انطلاقتك كانت في العام الماضي فماذا حققت خلال هذه الفترة القصيرة؟ الحمد لله أنني تمكنت من تحقيق الكثير من الأحلام التي كانت تراود خيالي. حملت لي السنة الماضية الكثير من الخير. وآمل من هذا العام أن يكون خيراً على كافة الشعوب العربية بحيث تحقق أمانيها، ويتم وضع حد لعدم الاستقرار الذي تعيشه بعض البلدان. بعد ثلاث أغنيات خاصة هي بتمنى، الغيرة وتذكار وصار عندك نادي معجبين حيوي كما علمنا بعضهم أتى من المغرب لحضور حفلك. فكيف سيكون الحال مع صدور أول أسطوانة لك؟ أجد فيما تقولينه دعماً لي وأشكرك. وأقول بكل صراحة أني لو تمكنت لحذفت أغنية بتمنى من مسيرتي الفنية، وأدخل إلى تاريخي أغنية الغيرة. فهذه الأغنية هي التي قدمتني للناس وهي التي شكلت فال خير بالنسبة لي. في حين أن كثير من الناس لم يسمعوا بأغنية بتمنى. هل تنكرين أغنية بتمنى؟ ليس تنكراً كلياً، لكني أعتبرها تجربة فقط لا غير. ألم تكن هذه الأغنية برعاية المنتج إيلي ديب؟ صحيح، وحتى هو كان له حيالها شعور التجربة لأنه كان يريد أن يختبر حضوري من خلال الفيديو كليب. وكيف سيكون قبول الناس لي. لماذا قررت غناء اللون الخليجي منذ إطلالتك الأولى؟ الحافز الأول هو تعلقي الشخصي باللهجة الخليجية. وإن صدف وزرت سيارتي فستجدين فيها كافة الأسطوانات خليجية وثلاث من لهجات عربية منوعة. تعلقي كبير بلهجة الخليج، ليس على صعيد الأغنية فقط، بل كذلك على صعيد لغة التخاطب. وأجد في هذه اللهجة الكثير من الإحساس. كما أن شعر الأغنيات الخليجية عميق. إيلي ديب هو من اختار أغنية الغيرة التي أغرمت بها منذ سماعها الأول. فهي من اللون الخليجي 'الستايلش'. اخترت الإنطلاق باللهجة الخليجية لأن أحداً قبلي لم يبدأ. وهذا كان أيضاً رأي إيلي ديب وبعد مشاورات طويلة جداً. فقد كنت أخشى الخطوة في البداية. والسبب أن الشعبين اللبناني والمصري لديهما صعوبة في هذه اللهجة. وكنت أرغب بتثبيت ذاتي بلهجتي بداية. لكني أعتبرها خطوة بمثابة الإنجاز الكبير. والإنجاز الأكبر تحقيق النجاح بهذه الأغنية كبداية، أي قبل أن أكون معروفة من الجمهور. وهل صارت اللهجة الخليجية هويتك؟ أغنية غيرة بحد ذاتها صارت بمثابة العلم بالنسبة لي. حتى الهواة في مصر إن أرادوا المشاركة في برنامج هواة يغنون الغيرة. وهذا ما حدث في برنامج نجم الخليج وغيره. صحيح لقد صارت الأغنية هويتي. ومتى ستكون لك أسطوانة خليجية؟ الأسطوانة الخليجية من ضمن خطتنا وهي تخضع لدراسة متأنية جداً لأن الغناء الخليجي صعب. لذلك علينا التعامل مع هكذا أسطوانة بدقة. لماذا كل هذا الحب لجورج وسوف حتى قررت تقديم أغنية من ريبرتواره كتحية له؟ هو مدرسة في الفن وغرامي به ليس له حدود، ومنذ الصغر. هو الفنان الذي يعطي نكهة للأغنية. ومهما فعلت أجد نفسي أغني بطريقته. في العادة الوسوفية هي للشباب من المغنين وليس للفتيات؟ ربما صحيح. لكن لا أحي حفلاً دون تقديم أغنية أو اثنتين للوسوف. من هذه الأغنيات 'علم قلبي الشوق' و 'روحي يا نسمة' و'ماما يا ماما' التي جددتها من أرشيفه، وهذا خير دليل على حبي لجورج وسوف. تعلقي كبير جداً بجورج وسوف. من الوسوف أتعلم التكنيك. كيفية اللعب بالصوت، الطلوع والنزول مع الأغنية. عندما نسمع صوته نتعلم كيف نشعر مع الأغنية، وكيف يتفاعل إحساسنا معها. وماذا كانت ردة فعل جورج وسوف على الأغنية؟ لم أسمع تعليقاً منه، ولست أدري السبب. وبمجرد أنه منحني حقوق غناء أغنيته فهذا وحده يشرفني. تطمحين للقب مطربة وليس فنانة فما هو الفرق بينهما؟ أحترم المطربة، وأحترم الفنانة الإستعراضية. والأهم أني أحترم الشخص الذي يعترف بمن هو، وما هي قدراته الصوتية. أحترم هيفا وهبي وأراها إنسانة مميزة لأنها أكدت بأنها ليست أم كلثوم، بل إنها تؤدي بشكل جميل. وهل تعرف نايا هي من؟ ربما أعرف جيد جداً قدراتي، لكني أخشى من أن يُفهم كلامي في هذا الجانب غروراً. لذلك صرت أفضل ترك هذا التقدير للناس. وفي الوقت نفسه عندما يمنحني رب العالمين نعمة ليس لي سوى الإعتراف بها. نعم أملك صوتاً. وحضوري في ساحة الفن هو لإيصال صوتي الذي هو سلاحي الوحيد. هيفا حققت النجاح لأنها حالة خاصة ولن تتكرر ليس كل من لا تملك صوتاً يمكنها أن تكون هيفا. منذ بداياتك سأل الناس من أين هذا الصوت؟ لماذا؟ لتسمحي لي بأن أوضح بأن الصوت وحده ليس كافياً. كثيرون يملكون أصواتاً جميلة لكن أحداً لم يسمع بهم. والسبب أن فرصة لم توافيهم. من جهتي أشكر ربي لأن الفرصة وافتني مع المنتج إيلي ديب الذي أعتبره منتجاً عظيماً من خلال شركته 'سكاي ليمت'. الإنتاج ومن ثم صوتي وحضوري ومحبة الناس، جميع هذه العوامل ساهمت بوصولي. ومن يملك الصوت لن يتمكن أحد من محاربته. ألا تتعرضين للحروب؟ جربوا محاربتي لكن أحداً لم يتمكن من ربحي. والسبب أن سلاحي هو الصوت. من ينافسك الآن؟ ومن يخاف منك؟ لست بصدد إخافة أحد. جئت لأقدم صوتي لأني أحب الطرب وأحب أن أغني. أغني لأطرب نفسي. لست بصدد منافسة أحد. لكن لا بد من حدوث المقارنة. ولست أدري إن كان أحدهم ينافسني. ما من أحد يأخذ من طريق الآخر. إنما هناك فنان أشطر من فنان. ما هي المشاكل التي تعترضك؟ يعتقد الناس أن عمر نايا الفني ستة أشهر وأن الشهرة جاءتني على طبق من فضة. غنيت من عمر الأربع سنوات. والغناء كان حلمي ولم أكن قادرة على رؤية سوى الفن أمام عيني. تعذبت جداً، وجربت دخول الفن مع العديد من المنتجين ولم أفلح إلا مع المنتج إيلي ديب. وما هي خطتك للمرحلة القريبة؟ من الآن وحتى الربيع ستكون لي أسطوانتي الأولى الخاصة والمنوعة. الأسطوانة ستصدر عن شركة أرابيكا ميوزك، وآمل أن تلقى الإعجاب. وأتمنى أن تكون عند حسن ظن كافة من لفتهم صوت نايا.