لم تبتعد التوأمتان المتماثلتان باتريشيا وجوان ميللر عن بعضهما بعضا طيلة حياتهما حتى وفاتهما عن عمر يناهز 73 عاما. وتحاول السلطات في كاليفورنيا القيام بعملية رصد دقيقة لمجريات الأسابيع الأخيرة من حياة الأختين اللتين اعتزلتا الحياة الاجتماعية منذ فترة طويلة. وكانت التوأمتان تؤديان عروضا تلفزيونية في خمسينيات القرن الماضي لكنهما اعتزلتا الأضواء منذ زمن طويل لتعودا مرة ثانية إلى احتلال العناوين الرئيسية في الصحف لكنه هذه المرة بسبب موتهما الغامض في منزلهما بمنطقة بحيرة «تاهو». وقد عثرت السلطات على جثتيهما في نهاية الشهر الماضي بمنزلهما المنعزل الكائن في منطقة جبلية جاذبة للسائحين وتبعد عن سان فرانسيسكو حوالي أربع ساعات بالسيارة. ولم يعثر على آثار للدماء في مكان الوفاة أو دلالات على نشوب شجار عنيف بينهما أو مع آخرين أو انتحارهما. ووجدت احداهما في غرفة النوم بينما عثر على الأخرى في ردهة أمامها. ويعتقد مسؤولو الشرطة أنه من المحتمل أن تكون التوأمتان توفيتا قبل عدة أسابيع من العثور على جثتيهما. وقد يستغرق الأمر أسابيع قبل إعلان نتائج فحص الطب الشرعي التي يمكن ان تحل اللغز. المشكلة هنا هي أنه لا يوجد أحد كان على اتصال وثيق بالأختين إذ تقول بيتي ميتشل (89 عاما) التي كانت تعمل في أحد المكاتب مع باتريشيا ميللر في سبعينيات القرن الماضي لصحيفة لوس انجيليس تايمز «كانتا دوما تعيشان معا بمفردهما، وبدا أنهما لم تحتاجا لأي أحد آخر يقتحم عليهما حياتهما». وجاء في بيان لمديرية شرطة مقاطعة إلدورادو أنه في خمسينيات القرن الماضي شاركت التوأمتان في بطولة العرض التلفزيوني «هوفمان هايرايد» كما ظهرتا في حفلات فنية بالقواعد العسكرية. وتعتقد الشرطة أن التوأمتين لم تتزوجا أبدا أو كان لديهما أطفال. وفي سبعينيات القرن الماضي انتقلا للعيش في منزلهما بمنطقة بحيرة تاهو وانعزلتا عن العالم الخارجي وزادت درجة هذه العزلة بمرور الوقت. وليس لدى الشرطة أي أسماء يمكن الاتصال بها لمعرفة أي تفاصيل عنهما كما لا يوجد لهما أي أصدقاء أو أقارب.يقول المحققون إن التوأمتين ظلتا طيلة حياتهما تعتمدان دائما تقريبا على بعضهما بعضا. أما ساندي ماير رئيسة الرابطة الدولية للتوائم فهي غير مندهشة لكون أن التوأمتين لم تنفصلا حتى في مماتهما، فقد قالت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «بوصفهما توأمتين متماثلتين عاشتا معا طيلة حياتهما ولم يكن لأي منهما أسرة فمن الوارد أنه عند وفاة إحداهما تلحق بها الأخرى بعد فترة قصيرة».