رندة بخاري عرفت الاغنية السودانية على امتداد مسيرتها ثنائيات غنائية كثيرة امتدت لسنوات وقدمت بين شعراء وفنانين بعينهم لتمتد الى سنوات مقدمين من خلالها جميل الاغنيات.. وذاكرتنا تحتفظ بعدد منها وعلى سبيل المثال نذكر ثنائية الشاعر محمد عوض الكريم القرشي وعثمان الشفيع.. محمد وردي وإسماعيل حسن... الخ.. ونحن اليوم بصدد الحديث عن ثنائية شاعر العيون عبد الله النجيب والفنان صلاح مصطفى. عانى كثيراً للعيون لغة لا يعرفها كثير من الناس بل لها طلاسم لا يستطيع فكها الا من خبرها وغاص في أعماقها ليعرف سر كل نظرة منها سواء كانت حزينة أو سعيدة والشاعر عبد الله النجيب لقب بشاعر العيون لكثرة الشعر الذي كتبه في العيون ومنها اشوفك بعيني... عيونك كانوا في عيوني.. صدقت العيون وغيرها وميلاد شاعرنا النجيب في حي ودارو الام درماني المعروف ذلك الحي المليء بكل انواع الطيف الثقافي والسياسي وكان يقطن به توفيق صالح جبريل... خليل فرح... علي آدم بن الخياط... الشيخ عمر البنا... خالد ابو الروس وخرج شعر النجيب الى الناس في فترة كان من الصعب ان يخرج فيها شاعر اعماله نسبة لسيطرة فطالحة الشعراء على الساحة وكانت هناك رابطة اسمها رابطة الادب القومي التي تضم كلا من ابو صلاح.. عبيد عبد الرحمن.. العبادي.. وكان يعرض عبد الله شعره عليهم وعرف عن أعضاء تلك الرابطة انهم لا يجاملون ابدا وكثيرا ما تبقى القصيدة بحوزتهم لشهور وعانى كثيرا لتخرج له اول قصيدة ولكن تلك المعاناة أفادته كثيرا. التحول إلى الغناء بين همسة حائر من خيال شاعر فيك انظم شعري ولي محاسنك ناظر ارجو ترحم عاشق بيك صبح ساهر تلك أول قصيدة لعبد الله النجيب كتبها على لونية اغاني الحقيبة وبعد ان استمع اليها اعضاء رابطة الادب القومي شجعوه على مواصلة الكتابة واول اغنية مغناة له تغنى بها الفنان عبيد الطيب ولحنها له الفنان صلاح مصطفى حيث كانا يعملان معاً في مصلحة البريد والبرق التي فرخت عدداً من الشعراء والمبدعين وكان صلاح مهندساً وكانت تربطه صداقة مع النجيب والجدير بالذكر انه بدأ حياته الفنية كملحن ليقنعه بعد فترة من الزمن عبد الله النجيب بترك التلحين والتحول إلى الغناء نسبة لجمال صوته وطلب منه ان يتغنى بالأغنيات التي يضع لها الألحان وبدا صلاح مصطفى حياته الفنية في العام 1958م وأول اغنية سجلها للإذاعة هي أغنية وين أيامي الراحت وقدم النجيب لصلاح ثمانية أعمال ليطلب منه بعد ذلك أن يتجه الى شعراء آخرين من أجل التعامل معهم. تحجب الأسرار ويقول النجيب عن السبب وراء كتابته للشعر حول العيون يقول عندما تنظر الى شخص وتجد رسمك داخل عيونه وتتذكر هذا المشهد (وعيونك كانوا في عيونه) فالعيون هي رسالة الجمال في عالم الحياة واتكاءة الحب على سطح الحب والعيون هي مرآة القلوب والأراوح وعالمهما الحب والعيون هي التي ترسل الأنوار وهي التي تحجب الأسرار وهي مقالة كبيرة في مشوار طويل