رأت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم أن لا أحد يستطيع «أن ينهي نانسي عجرم سوى نانسي عجرم في حال قصرت في عملها وأهملته»، مشيرة إلى أن الفن لم يعد سهلاً أبداً في يومنا هذا. واعتبرت عجرم - في حوار مع «الراي» - أنها استطاعت اليوم أن تحقق جميع أحلامها على الصعيد الفني، وأيضاً على الجانب الاجتماعي، فقد تزوجت وأنجبت طفلتين لكنها لا تخفي رغبتها في أن تنجب مجدداً وتتمنى أن يكون مولودها الثالث صبياً. الحوار الذي طغى عليه الجانب العائلي، نفت فيه عجرم الربط بين زواجها وإنجابها من جهة وبين تخفيف عدد حفلاتها الفنية، لافتة إلى أن استراتيجيتها في العمل أن تصل إلى المرحلة التي تختار فيها الحفلات التي تناسبها. كما أشارت إلى أن والدها لعب دوراً كبيراً في احترافها الفن، إذ كان يرغب في رؤيتها فنانة مشهورة، كما هو الوضع الذي هي عليه اليوم... وإليكم التفاصيل: ثمة من يرى أنك خففت من حفلات بسبب انشغالك بالعائلة والزواج والأولاد؟ - لا علاقة لزواجي وإنجابي بتخفيف عدد حفلاتي، بل إن استراتيجيتي في العمل أن أصل إلى المرحلة التي أختار فيها الحفلات التي تناسبني. لطالما ذكرت أنك لم تعيشي طفولتك كسائر الأطفال، خصوصاً وأن والدك شجعك منذ الطفولة على الغناء، هل تتوقعين أن تعيش ابنتك ظروفاً مماثلة لظروفك؟ - لم اقل إنني لم أعش طفولتي، بل قلت إنني تحملت مسؤولية أكبر من عمري، عندما كنت صغيرة أحببت الغناء كثيراً، ولكن وفي الوقت عينه عشتُ حالة من الخوف، عندما كنت أفكر ماذا يجب أن افعل من أجل أن يحبني الناس ويصفقوا لي، هذا الأمر كان يشكل هاجساً عندي وهو لا يزال يرافقني حتى اليوم، لأنني في كل مرة أعتلي خشبة المسرح أشعر وكأنها المرة الأولى التي أغني فيها. همّ إسعاد الناس وحرصي على أن يكون كل شيء في الحفل منظماً ودقيقاً ومرتباً لا يفارقني أبداً، وهذا دليل نجاح. وأعتقد أنني بفضل دعم والدي لي اكتسبت خبرتي الكبيرة في الفن، لأنني لولاه لما كنت وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. الخبرة الطويلة التي اكتسبتها في عمر مبكر كانت بمثابة تمرين أو «بروفة» لي، إلى أن وصلت إلى المرحلة التي قررت فيها الاحتراف. واليوم، هل أنتِ عاتبة على والدك؟ - أبداً! هو كان يرغب في أن يراني فنانة مشهورة، كما هو الوضع الذي أنا عليه اليوم. هل يقول لك «أنت حققتِ حلمي»؟ - دائماً! من خلال تجربتك والصعوبات التي واجهتك هل توافقين على عمل ابنتيك في الفن؟ - سأقف إلى جانب ابنتيّ في أي قرار تجدانه مناسباً لهما ولن أجبرهما على أي شيء. ربما عندما تكبران لن تحبا الفن أبداً، وربما أيضاً ستحبانه أكثر مني، لا يحق لي أن أقرر مستقبلهما عنهما وإذا رغبت أي منهما أن تصبح فنانة فسوف أقف إلى جانبها. صحيح أن حياة الفنان صعبة، ولكنها في الوقت نفسه جميلة وأنا أشعر أنني سعيدة ومرتاحة في الفن، وبالرغم من التعب الذي أبذله إلاّ أنني أحصل على نتيجة إيجابية جداً. لكن ألا تخافين على ابنتك من عدم الإنصاف الموجود على الساحة الفنية، خصوصاً أن بعض الفنانين لم ينالوا حقهم من الشهرة والانتشار؟ - إذا وجدت أن ابنتي تحب الفن ولكنها لا تملك الموهبة فلن أمنعها من الغناء، ولكني سأبذل كل ما في وسعي لكي تقتنع بأنها لا تملك الموهبة، و«عيب تفوت» على مجال الفن لأنها لن تكون ناجحة. كيف تنظرين إلى الواقع الموجود حالياً على الساحة الفنية، مع اختفاء فئة من الفنانات؟ - لا يمكن لأي فنان أن ينهي فناناً آخر بل الفنان هو من ينهي نفسه بنفسه، ولا يستطيع أحد أن ينهي نانسي عجرم سوى نانسي عجرم في حال قصرت في عملها وأهملته، وسواء حصلت الغربلة أو لم تحصل يبقى الفنان هو الشخص الوحيد المسؤول عن عمله وعن كل ما يتعلق به. هل ترين أن الساحة الفنية أصبحت أفضل و«أنظف»؟ - هناك موجة جديدة بدأت تبرز، وفي كل الأحوال عندما يغيب القبح لن يبرز الجمال أبداً. ثمة من يتحدث عن حاجة الساحة الفنية إلى نجمات جديدات، وبأنه من بعد سيطرة الثلاثي هيفاء، نانسي واليسا عليها، لم تنجح أي فنانة جديدة في اختراقها، كيف تفسرين تعثر ولادة نجمات جديدات بمواصفات نانسي وهيفاء واليسا؟ - لا أعرف ولكن الفن لم يعد سهلاً أبداً، يجب ألا ننسى أنه لم تعد هناك شركات إنتاج أو أشخاص يتحملون مخاطرة تبني فنان أو فنانة، حتى لو كان يملك الموهبة. التزوير والقرصنة الفنية، يتسببان بخسائر كبيرة، ومنعت البعض من تبني الأصوات والعمل على إنتاج أعمال لها، خوفاً من خسارة المال الذي تنفقه عليه، أما الأشخاص الأوفياء والذين يحفظون الجميل قلائل جداً. وهل هذا يعني أن جيلك الفني كان أكثر حظاً من الجيل الحالي، وهنا أتحدث تحديداً عن المرحلة التي شهدت انطلاقتك الحقيقية قبل سنوات مع أغنية «أخاصمك آه»؟ - هل تعلمين أن عمر «أخاصمك آه» أصبح عشر سنوات، يبدو أن الإنسان في هذه الحياة قادر على السيطرة على كل شيء ما عدا الوقت. العمر غفلة، وأنا أفكر دائماً كيف أن الوقت يمر بسرعة، الحياة وكأنها يوم واحد، وليس أكثر، بالأمس كانت «أخاصمك آه»، واليوم أنا زوجة وأم، وأصبح لدي بيت وعائلة. هل تخافين التقدم في العمر؟ - لا، ولكنني أحب أن أعيش اللحظة مع أنني من الأشخاص الذين يفكرون كثيراً بالمستقبل. عندما أكون مع ابنتي أحب أن أدللها من دون توقف، أحب أن أعيش لحظاتي الجميلة حتى النهاية، مع أنني لم أكن كذلك في الماضي إذ كان العمل يلهيني ويشغلني عن أمور كثيرة في الحياة، بينما اليوم أعيش كل مراحل حياتي وبشغف كبير. هل حرمتك الحياة من شيء ما كنت تتمنينه لنفسك؟ - لطالما حلمت بالفن والشهرة، وبزواج سعيد وبيت جميل، وعائلة وأولاد، فقد تحققت كل أحلامي. اليوم، ما الذي تطلبينه من الحياة؟ - لا شيء سوى المحافظة على المستوى الفني الذي أنا عليه لأنني راضية به، لا أريد أكثر. هل تفكرين بإنجاب المزيد من الأولاد؟ - طبعاً. ما عدد الأولاد الذين تخططين لإنجابه؟ - ثلاثة، ومع أنني أتمنى أن يكون الولد الثالث ذكراً ولكن لن أزعل أبدا إذا رزقت بأنثى لأن من المعروف أن الفتيات يكن أكثر قرباً إلى الأهل. هل ترين أننا نعيش عصر الأغنية الخليجية»؟ - بل نحن نعيش عصر الأغنية الجميلة. هل هذا يعني أن عصر النجم قد ولى وحلّ مكانه عصر الأغنية؟ - بل لا يزال هناك نجوم يتمتعون بالكاريزما ويحظون بالقبول عند الناس، الفنان الذي يحبه الناس يفرض نفسه بقوة على الساحة. ما موقفك من الانتقادات التي يتعرض لها الفنانون غير الخليجيين الذين يؤدون اللهجة الخليجية؟ - أنا أغني اللهجة الخليجية لأنني أحبها. وهل يمكن أن تُسجّلي ألبوما كاملاً بهذه اللهجة؟ - لا أجد نفسي في عمل من هذا النوع فهذا ليس أسلوبي، لا أعرف ماذا يمكن أن يحصل في المستقبل، ربما تعجبني باقة من الأغنيات باللهجة الخليجية فأقوم بتسجيلها ومن ثم أطرحها في ألبوم واحد.