لطالما كان ريال مدريد أحد فرق القمة الأوروبية ومنافساً شرساً على مختلف الألقاب، كيف لا والعملاق الملكي هو نادي القرن حسب القيقا وحامل الرقم القياسي بالفوز بلقب الشامبيونز ليج الأغلى أوروبياً والليجا الأسبانية محلياً، لكن كان واضحاً بالمرحلة السابقة إهتزاز الفريق وتأثره بسيطرة مواطنه وعدوه اللدود برشلونة على مختلف البطولات. إلا أن الأمور بدأت بالاختلاف مؤخراً وكان العامل المحرك الأبرز وراء انتفاضة الميرينجي الحالية هو شخصٌ برتغالي، يلقب نفسه بالسبيشال وان ويحمل تاريخاً مليئاً بالإنجازات والنجاحات مع العديد من الأندية وبمختلف البطولات الأوروبية، فما هي أبرز البصمات التي صبغ بها مورينهو الفريق منذ قدومه إلى عملاق العاصمة الإسبانية والتي أدَت إلى ظهور الريال بهذا الشكل الرهيب حالياً: خلق التوازن الدفاعي: لا يخفى على أحد أن الريال قبل مجيء السبيشيل وان كان يعاني من مشاكل دفاعية دفع ثمنها الفريق بالعديد من المباريات الكبيرة، وصحيح أن دفاع الميرينجي كان قد بدأ بالتحسن أيام بيليجريني، لكن مع مجيء مورينهو المشهور بمقاربته الدفاعية الناجحة تغير أداء الخطوط الخلفية للنادي الملكي بالكامل وأصبح الريال يمتلك أحد افضل الدفاعات بالقارة العجوز. فالسبيشيل وان غيَر مركز راموس الاعتيادي وأصبح يعتمد عليه بشكلٍ دائم بوسط الدفاع حيث أثبت الإسباني الدولي عن إمكانيات كبيرة، كما أن مورينهو ضخ الروح القتالية العالية بين المدافعين بشكلٍ خاص وباقي أعضاء الفريق بشكلٍ عام، فأصبحنا نرى جميع اللاعبين يشاركون بالمجهود الدفاعي، يقاتلون على كل الكرات ولا يتهاونون مهما كان الخصم. إبعاد بيريز وفالدانو عن إدارة صفقات النادي: الجميع يدري مدى ولع فلورنتينو بيريس بإبرام الصفقات الخيالية والصرف الكبير على إستقدام النجوم بغض النظر عن مدى ملائمتهم لسياسة المدرب وإحتياجات الفريق، وأيضاً كان معروف صلاحيات فالدانو الكبيرة ومدى تدخله بالشاردة والواردة على الصعيدين الإداري وحتى الفني، ومن هنا تبرز أهمية ما فعله مورينهو من خلال مقاومته لهذا الواقع وإصراره على إبعاد فالدانو ورفع يد بيريز عن إدارة صفقات النادي. مما سمح للبرتغالي بإدارة النادي على الطريقة الإنجليزية حيث للمدرب كامل السلطات بما يتعلق بالأمور الفنية والأهم من ناحية إستقدام اللاعبين الذين يراهم يتناسبون مع فكره الكروي وحاجات فريقه، وهو ما سمح للسبيشيل وان القيام بالصفقات المميزة والرخيصة نسبياً مثل إستقدام مسعود أوزيل، سامي خضيرة، كارفاليو الذي كان إضافة جيدة للدفاع وقتها رغم تقدمه بالعمر ومؤخراً التعاقد مع فاران، شاهين وإعادة شراء كاليخون. التخلي عن الحمل الزائد: مع وصوله إلى السانتياجو بيرنابيو كان مورينهو متفطناً إلى مدى تأثير بعض اللاعبين الكبار بالعمر على سياسات النادي وحتى على الآداء الفني للفريق، فأمثال الأسطورة راؤول وحتى إبن النادي جوتي كان من المستحيل تجاهلهم وبنفس الوقت لياقتهم البدنية وعطائهم على أرض الملعب كان بإنخفاض ويشكل عبئاً على نادٍ بحجم الريال مع تقدمهم بالعمر، فما كان من السبيشيل وان إلا الإصرار على التخلص من اللاعبين الذين يشكلون حملاً زائداً على الفريق وبذلك تم بيع راؤول، جوتي، مامادو ديارا والمدافع الألماني كريستوف ميتزيلدير وغيرهم. التعامل المثالي مع كريستيانو رونالدو: لطالما كان رونالدو نجماً كبيراً ولاعباً مؤثراً، لكن مع مورينهو تغير شكل أداء اللاعب بالكامل وإزداد مردوده بشكلٍ ملحوظ، فأصبحنا نرى رونالدو الجماعي(إلى حدٍ ما) وأصبح الدون يشارك بالمجهود الدفاعي للفريق، كما أن المردود الهجومي للبرتغالي تحسن جداً بعد نقله إلى الجهة اليسرى والدليل هو سجل كريستيانو رونالدو التهديفي المذهل. كسر الحاجز النفسي مع برشلونة: سيطرة برشلونة الطويلة على الليجا بشكلٍ خاص والكرة العالمية عموماً أدت لظهور حاجز نفسي بين النادي الكاتالوني ومختلف خصومه وبالأخص بينه وبين عدوّه الأزلي المدريدي، فالريال كان يعاني بالسنوات الأخيرة من العيش بظل تفوق البلوجرانا، ومن ضياع الفريق وتأثره الشديد بالضغوط عند المواجهات المباشرة بين الإثنين، مما ادى لظهور الميرينجي بشكلٍ شاحب جداً بمباريات الكلاسيكو. لكن مع مجيء السبيشيل وان تغيرت الأمور فمورينهو من خلال تصريحاته النارية وشحن لاعبيه بالمعنويات والروح اللازمة(بغض النظر إذا كنا نوافق على الوسائل التي اعتمدها البرتغالي أو لا) ساهم بالحد من هذا الحاجز، وإزالة بعضاً من الضغوط عن اللاعبين من خلال تحمله كامل المسؤليات، وتزويد اللاعبين بالمعنويات والثقة العالية بالنفس، وبرغم أن ريال مورينهو لم يستطع التغلب على البلوجرانا إلا في مباراة واحدة، إلا أن شكل الفريق وأدائه تغير بشكلٍ كبير في مباريات الكلاسيكو فأصبح الفريق نداً كبيراً لبرشلونة، وحتى أن ردَت فعل الفريق بعد خسارة كلاسيكو الدوري الأخيرة كانت مميزة ولم يتأثر الفريق سلبياً بها، وهذا الشيء يحسب لمورينهو بسبب تعامله المثالي مع اللاعبين على الصعيد النفسي والمعنوي وهو ما يتميز به السبيشيل وان. فلا أحد يستطيع أن ينكر التأثير الإيجابي لمورينهو على الفريق الملكي فمن خلقه للتوازن الدفاعي المطلوب لفريق بحجم الريال، تعامله المثالي مع نجوم الفريق وإقدامه على إستقدام اللاعبين الذين يقدمون الإضافة للنادي، إلى كسره إلى حدٍ ما للحاجز النفسي مع البلوجرانا فإن السبيشيل وان إستطاع ضخ روح جديدة بالنادي الملكي العملاق ليعيده من جديد إلى التألق الشديد وليكون منافساً فوق العادة على مختلف الجبهات والبطولات محليةً كانت أو أوروبية. mysportfeed