تقدم شركة «فيس دوت كوم» خدمة جديدة تسمح باكتشاف العمر من خلال صورة فوتوغرافية، كأن إنساناً حقيقياً يقوم بذلك، وقد بدأت شبكات الإعلانات وشركات الويب والجوالات الأخرى في التخطيط لاستخدام هذه الخدمة. اعتاد مستخدمو الويب على فكرة أن معظم ما يقرأونه على شبكة الإنترنت، سواء التعليقات على ال{فايسبوك» أو الرسائل الإلكترونية الشخصية، ممسوح من خلال برامج تحاول نشر إعلانات ذات صلة. لكن قريباً ستبدأ شركات الإعلان الإلكتروني بنشر إعلاناتها استناداً إلى عمر الأشخاص الظاهرين في الصور المعروضة على صفحة ما. أوضحت مجلة «تكنولوجي ريفيو» أن الفضل في ذلك يعزى إلى شركة «فيس دوت كوم» التي سبق وأطلقت خدمة التعرف إلى الوجوه التي يمكن للمواقع الإلكترونية أو التطبيقات استخدامها لإحصاء عدد وجوه الأشخاص الظاهرين في الصورة، أو تحديد جنسهم، أو مقارنتهم بأفراد معروفين. ستتمكن هذه الخدمة من تخمين عمر الأشخاص في الصور، وسبق وبدأت شبكات الإعلانات وشركات الويب والجوالات الأخرى في التخطيط لاستخدام هذه الخدمة. يقول جيل هيرش، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «فيس دوت كوم»: «يكفي أن ترسلوا إلينا صورة يظهر فيها وجه شخص ما، وتحصلون على عمره التقديري». لاستخدام هذه الخدمة، ترسل برامج المبرمجين صوراً إلى برنامج «فيس دوت كوم» عبر الإنترنت ويتم الحصول في المقابل على نتائج التحليل. تقدّم خدمة «فيس دوت كوم» الحد الأعلى والأدنى من معدّل عمر الشخص، بالإضافة إلى عمر تقديري محدد، ونتيجة موثوقة. وصُمم موقع عرض لإدراج المعلومات التي يرتكز عليها البرنامج لتخمين العمر من خلال الصورة. أضاف هيرش: «أعرب عدد من العملاء عن اهتمامهم في إضافة خدمة كشف العمر لمجموعة من التطبيقات، من بينها الخدمات الإعلانية». فقد سبق وبدأ بعض الشركات الإعلانية باستخدام خدمات كشف الجنس التي توفرها تقنية «فيس دوت كوم» للمساعدة على اختيار الإعلانات التي تعرض إلى جانب الصور. تابع: «أبدى مشغّلو مواقع الدردشة المرئية للتعارف اهتمامهم في خدمة كشف العمر». سبق وبدأوا باستخدام خدمة «فيس دوت كوم» كإجراء سلامة للتأكد من أن الأشخاص يعرضون فيديوهات لوجهوهم. «ما يحصل هو أنهم يحاولون الجمع بينكم وبين مدردشين آخرين، ويمكن لخدمة كشف العمر المساعدة في ذلك». تخمينات تسجّل حوالى 45000 مطور برامج حتى الآن في خدمة «فيس دوت كوم»، التي قال هيرش إنها تعمل على تحليل «بضع مليارات» من الصور شهرياً. تعزى قدرة خدمة «فيس دوت كوم» في تخمين العمر إلى برنامج تدريب على مجموعة من مئات آلاف الصور المعلّمة من أشخاص حاولوا بدورهم تخمين عمر الأشخاص الظاهرين فيها. ينجح البرنامج في مطابقة التخمينات البشرية لعمر الأشخاص في الصور بنسبة 90%، إلاّ أن الشركة لم تقارن النتائح بعمر الأشخاص الحقيقي لتحديد مدى الدقة. يُذكر أن بعض أنواع الصور الفوتوغرافية يشكل تحدياً للبرنامج لكشف عمر الأشخاص الظاهرين فيها. صرح هيرش: «تبدو النجمات غالباً أقل عمراً من سنهن الحقيقية، غير أن ذلك رهن بكيفية تخمين الأشخاص للعمر، لأننا اعتمدنا عليهم لتحديد المعدل الحقيقي أثناء تدريبنا النظام». قد لا تصبح تقنية «فيس دوت كوم» أبداً على قدر وافٍ من الدقة في تحديد العمر مقارنةً بالإنسان، لكن هيرش يقول إن مجرد معرفة العمر التقريبي يكون مجدياً كفاية في بعض الحالات، وأكد: «لعل السبيل الوحيد الممكن لتعزيز دقة النتائج هو تعليم النظام كيفية التعرف إلى بعض الظروف الضوئية التي تؤثر في كيفية تحديد النظام للعمر». مثلاً، الضوء القوي العالي يبرز الظلال حول عيني المرء وقد يجعله يبدو أكبر سناً مما هو عليه. وقال البروفسور في جامعة هونغ كونع للعلوم والتكنولوجيا كيانغ يانغ: «أعتقد أن ذلك له تأثير إيجابي على الإعلانات السياقية، فبات بالإمكان إعداد إعلانات مصممة خصيصاً لهذه الفئة من المستخدمين». وقد سبق أن أعد يانغ وسيلة لوضع الإعلانات بالارتكاز على محتوى الصور على الصفحة. وتابع: «قد تنتج هذه الميزات، إلى جانب الميزات النصية، صورة ممتازة للشخص الذي يطلع على صفحة ما»، مضيفاً: «إذا كان الشخص فتاةً مراهقةً، سنتمكن من عرض إعلانات مختلفة مصمّمة للأشخاص متوسطي العمر». وغالباً ما تثير تقنية التعرف إلى الوجوه مخاوف من كشف الخصوصية، على رغم أنها أصبحت ميزة قياسية لموقع «فايسبوك»، الذي يستخدمها للتسهيل على المستخدمين عملية وضع إشارة على أصدقائهم في الصور وفي برامج إدارة الصور مثل برنامج «بيكاسا» من «غوغل»، وتطبيق «آي فوتو» المطور من شركة «آبل». وقال هيرش إنّ الخدمة التي يوفرها تتيح للمواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الجوالة تقديم خدمات أوسع لمستخدميها. وأفاد: «يساهم ذلك في توفير خدمات ذات جودة أعلى من خلال الصور»، مستكملاً حديثه قائلاً: «نحن نكشف عن بيانات موجودة أصلاً وإنما غير متوافرة».