سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستورد البذور (الصيني) هرب، وتم التأكد بتسببها في موت الأغنام.. عالم سوداني يطالب بابادة المساحات التي تمت زراعتها وعدم المضي في زراعة المحاصيل المحورة
حذرت هيئة البحوث الزراعية من المخاطر المترتبة على دخول القطن المحور وراثياً في الفترة من 2009- 2012م، وقد أوضحت أن دخوله تم في غياب الأجهزة المعنية، وأرجعت ذلك لعدم تطبيق قانون السلامة الحيوية، كاشفة عن اختفاء «150» طناً من بذور هذه الأقطان. وأكد بروفيسور معروف إبراهيم المنسق القومي لأبحاث المراعي والأعلاف بالهيئة، أن هناك محاذير ومنافع مرتبطة بهذه القضية، وشدد خلال حديثه أمس في ملتقى المستهلك على أن المؤيدين للمحاصيل المحورة، هم أصحاب المنفعة.. وقال إن ما حدث في دخول القطن دون تأشيرة وأن اخطرها ما تم ادخاله لجنوب كردفان بواسطة إحدى الشركات الصينية، والذي كان من المفترض أن يزرع في مساحة «2300» فدان ولولا الحرب الأهلية التي جعلته يزرع في مساحة «30» ألف فدان في منطقة برام بجبال النوبة، يعتبر مهدداً لهذه المنطقة التي تعتبر محمية طبيعية لزراعة القطن في هذه المنطقة.. مؤكداً أنها دخلت في غياب الأطر القانونية وتنقصها الدراسات الحيوية للتقييم الفعلي. وقال إن هذا يعني الانتهاك الواضح لحقوق الإنسان، الذي يعتمد في غذائه على الحيوان، خاصة بعد أن أثبتت الدراسات التي أجريت في دولة الهند، أثبتت تسببه في حدوث أمراض وموت الأغنام، بجانب دراسة أخرى أجريت في العام 2007م، والتي أكدت أنه هذا السم لا يهضم داخل معدة الحيوان.. مشيراً لاعتماد معظم السودانيين على تناول اللحوم غير مطهية «مرارة»، منتقداً تقليل الجهات الرسمية للمساحات التي تمت زراعتها، بجانب هروب صاحب الشركة «الصيني» وقال إن السودان وقع على اتفاقية لحماية الطرفين، ولكن لم يتم تفعيلها، مطالباً باتلاف البذور التي لم تتم زراعتها بجانب إبادة المساحات التي زرعت، وعدم المضي في زراعة المحاصيل المحورة، إلا بعد اجراء الدراسات، داعياً لتكوين لجنة لتقصي الحقائق حول المزارع في شمال كردفان. وحذر بروفيسور كمال الصديق مدير البرامج البحثية والتعاون الدولي بالهيئة من مخاطر المحاصيل المحورة، والتي قال إنها تسبب مرض الحساسية، منبهاً لخطورتها في زيادة مقاومة الآفات من السموم من النباتات المعدلة وراثياً. وقال إن القطن السوداني عموماً يعاني من تدني الانتاجية، وارتفاع تكلفة الانتاج، مشيراً إلى أن مكافحة الحشرات تأخذ ما بين 25- 35% من التكلفة الكلية، وأن ديدان اللوز يأخذ حوالي 50%. وأكد بروفيسور الطاهر إبراهيم رئيس وحدة الموارد الوراثية بالهيئة أن دخول البذور المحورة وراثياً يتسبب في اختفاء تراكيب شرائية من السلالات المحلية، بجانب ظهور سلالات جديدة مقاومة وأكثر شراسة من الآفات. وطالب بروفيسور أزهري عبد الرحيم المدير السابق لهيئة البحوث الزراعية، لمعاقبة دولتي السودان والصين لدخول هذه البذور، وارجع ذلك للطيش السياسي.. مشيراً لابلاغه لوزير الزراعة د. عبد الحليم المتعافي بدخول هذه البذور لجبال النوبة، وقال كان رده بالقول «ما عندي شغلانة بجبال النوبة». وارجع بروفيسور هاشم الهادي رئيس مجلس إدارة الهيئة السودانية للمواصفات دخول هذه البذور لغياب التخطيط والتنسيق والتنفيذ بين الاطراف المختلفة، كاشفاً عن عدم وجود معامل بالسودان لكشف البذور والمحاصيل المحورة وراثياً. وطالب بروفيسور عبد اللطيف كامل عضو الجمعية السودانية لحماية المستهلك، برفع مذكرة للبرلمان لوقف هذا الداء- على حد قوله- وطالبت الجمعية الدولة بتوفير الدعم المالي لتمكين تيم لجنتي التقصي عن المخاطر المحتملة لتغذية الحيوان من أعلاف القطن المحور، بجانب توعية وتثقيف المستهلك بالكائنات المحورة وراثياً، واشراكه في القرارات المتعلقة بها إعمالاً بالمادة «23» من بروتوكول قرطاجنة للسلامة الحيوية.