عدن - ا ف ب: قتل 44 شخصا بينهم 14 عسكريا الاثنين في هجوم شنه مقاتلو تنظيم القاعدة ضد ثكنة عسكرية على تخوم مدينة لودر بمحافظة ابين جنوب اليمن وفي اشتباكات تلت هذا الهجوم، حسبما افادت مصادر عسكرية وقبلية. وانسحب الجيش من هذه الثكنة تاركا ساحة المعركة لابناء القبائل الموالين له بحسبما افادت مصادر عسكرية ومحلية. ويؤكد الهجوم سعي التنظيم المتطرف الى السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية التي تقع منطقة اتصال بين عدة محافظات بجنوب اليمن. وذكر مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان الهجوم والاشتباكات التي اعقبته اسفرت عن مقتل 14 عسكريا بينهم ضباط، فيما اكدت مصادر قبلية ومحلية ان بين القتلى ايضا ستة مقاتلين من ابناء القبائل الموالية للجيش اضافة الى 24 عنصرا من القاعدة. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى سقوط 37 قتيلا في هذه الاحداث. وذكر مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان 'الجيش انسحب من ثكنة ياتوف' (شرق لودر) التي هاجمها مسلحو تنظيم القاعدة في وقت مبكر صباح اليوم الاثنين وحاصروها طوال ساعات. واتى انسحاب الجيش في اعقاب سقوط هذا العدد الكبير من القتلى في صفوفه. من جهته، اكد مصدر في السلطة المحلية ان 'الجيش انسحب تحت وطأة الهجوم' وان 'ابناء لودر هم من يحمون مدينتهم'. وقد سيطر هؤلاء على موقع الثكنة بعد انسحاب الجيش منه. واشار المصدر الى تضرر جزء من سلاح الجيش في المكان فيما تمكن ابناء القبائل الموالين للجيش من السيطرة على جزء آخر. وذكر المصدر ان الشباب القبليين هم من ابناء لودر وكانوا اقاموا منذ اشهر 'مواقع موازية للجيش' لحماية هذه المدينة الاستراتيجية في جنوب اليمن. وتقع لودر في محافظة ابين التي تسيطر القاعدة على قطاعات واسعة منها منذ نهاية ايار/مايو 2011 والتي تشهد مواجهات دامية مستمرة بين عناصر التنظيم المتطرف والقوات الحكومية التي تحاول استعادة السيطرة على المحافظة وخصوصا على عاصمتها زنبجار. وتتخذ القاعدة في جنوب اليمن اسم 'انصار الشريعة' وتسيطر ايضا على اجزاء من محافظة شبوة المجاورة. وتتبع ثكنة ياتوف العسكرية اللواء 111 مدرع وتقع في شرق مدينة لودر، وهي مدينة كبيرة تقع على مسافة 150 كيلومتر شمال شرق زنجبار. واستهدف المسلحون المتطرفون الثكنة العسكرية بالرصاص وتبع ذلك اشتباكات عنيفة بين عناصر القاعدة من جهة والجيش والمقاتلين القبليين الموالي للحكومة من جهة اخرى. وكان مصدر عسكري اكد لوكالة فرانس برس ان القاعدة تحاصر لودر من ثلاث جهات، مع العلم ان هذه المدينة سبق ان شهدت صيف 2010 حربا دامية بين مقاتلي القاعدة والجيش اليمني، الا ان الجيش استعاد في نهاية الامر السيطرة على المدينة. وذكر المصدر لوكالة فرانس برس ان 'الهجوم على ثكنة اللواء 111 مدرع هو بغرض السيطرة على مدينة لودر التي تتمتع بموقع استراتيجي بين محافظات شبوة والبيضاء ولحج'. الا ان المصدر اعرب عن تفاؤله بقدرة الجيش على منع سيطرة التنظيم على لودر. وقال ان 'القبائل تقاتل الى جانب الجيش وسنصد القاعدة ونفشل مخططاتها ما دام سكان المدينة (لودر) يقاتلون الى جانبنا'. الى ذلك، افادت مصادر محلية ان 'عناصر القاعدة يختبئون في سلسلة جبلية وعرة في شمال وشرق مدينة لودر'. وذكرت المصادر ان هناك 'رفضا شعبيا كبيرا للقاعدة في لودر' ومن غير المتوقع ان يتمكن التنظيم من السيطرة على المدينة. وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، اكد عضو في اللجان القبلية التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية ان 'الجيش يدعمنا بالسلاح ولن نسمح لهم بدخول مدينتنا (...) سنقف في وجه القاعدة'. وفي سياق متصل، اكد مصدر محلي في جعار ان 12 عنصرا من القاعدة قتلوا مساء امس الاحد في قصف مدفعي نفذه الجيش على منطقتي وادى حسان والمراقد في ضواحي زنجبار، كما دارت اشتباكات بالاسلحة الرشاشة في حي باجدار في المدينة لم يسفر عن ضحايا. واكد المصدر نفسه لوكالة فرانس برس 'وصول العشرات من مقاتلي القاعدة من عزان في شبوة لدعم رفاقهم في زنجبار' مشيرا الى ان بين هؤلاء 'خليجيين وخصوصا سعوديين'. واستفادت القاعدة من تشتت السلطة المركزية ومن الاحتجاجات التي شهدها اليمن خلال الاشهر الماضية لتعزيز نفوذها في جنوب وشرق اليمن. وقد تعهد رئيس اليمن التوافقي عبد ربه منصور هادي المتحدر من ابين، بالقضاء على تنظيم القاعدة. وقتل 24 شخصا يشتبه بانهم من عناصر القاعدة في غارات جوية نفذت ليل السبت الاحد، وفق وزارة الدفاع اليمنية وزعيم قبلي. وتستهدف غارات منتظمة منسوبة الى الولاياتالمتحدة تشنها بصورة خاصة طائرات بدون طيار، عناصر من القاعدة في جنوب اليمن وشرقه، ولو ان واشنطن لا تعترف بتنفيذ مثل هذه العمليات. من جهة اخرى، افاد مصدر امني ان شرطيا قتل واصيب آخر الاثنين في هجوم مسلح بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن التي تشهد تصاعدا للعنف من قبل تنظيم القاعدة. وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان 'مسلحين فتحوا النار على مركبة لقوى الامن في حي المنصورة ما اسفر عن مقتل سائق المركبة واصابة آخر كان على متنها'. واكد شهود عيان لفرانس برس حصول الهجوم مشيرين الى انه تم في وقت مبكر في وسط حي المنصورة، وهو حي بعدن يشهد تصاعدا لوتيرة الهجمات المنسوبة الى تنظيم القاعدة. وكان عنصران من القاعدة قتلا الجمعة في انفجار امام مركز للمخابرات في الحي. وذكرت القاعدة في بيان انهما قتلا بسبب خطأ في جهاز توقيت قنبلة كانا يحاولان زرعها في المكان. رئيس الوزراء اليمني يزور قطر عقب فتور في العلاقات بين البلدين صنعاء - يو بي اي: غادر صنعاء الاثنين رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة متوجها إلى قطر في أول زيارة رسمية لمسؤول يمني للدوحة اثر فتور علاقات البلدين منذ عام . وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية ( سبأ) ان باسندوة سيقوم بزيارة رسمية للدوحة، يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين في دولة قطر. وأشارت إلى ان المباحثات مع المسؤولين القطريين ، تتعلق ب'العلاقات الأخوية وجوانب التعاون المشترك بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها مستقبلا في مختلف المجالات'. ولفتت إلى أنه سيتم مناقشة الدعم المطلوب في الجوانب التنموية والاقتصادية لمساعدة اليمن على مواجهة الظروف والتحديات التي خلفتها الأحداث الماضية. وكانت العلاقات اليمنية القطرية توترت اثر اتهامات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لدولة قطر في مايو/ أيار الماضي بتمويل الاحتجاجات التي أدت إلى تخليه عن الحكم في اليمن . وقال صالح في اتهامه لدولة قطر ' انها دولة صغيرة لديها اموال كثيرة لا تعرف كيف تصرفها فتقوم بدعم الاضرابات في العالم العربي '. واثر اتهامات صالح سبحت البعثة الدبلوماسية القطرية من صنعاء ولم تعد إلا في مطلع فبراير / شباط الماضي . وكانت قطر تعهدت بإعادة اعمار مادمرته ستة حروب بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي بمحافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية بنصف مليار دولار، غير ان التزاماتها لم تتحقق حسب مسؤولين يمنيين