مدينة جميلة ورائعة معلقة مابين الارض والسماء لانها تقع في المنحدر الشرقي من الهضبة الاريترية علي ارتفاع الفين وخمسائة قدم فوق سطح البحر .. البعض يصفها بانها مدينة روما الايطالية الصغيرة .. والبعض الاخر يصفها بانها زهرة افريقيا .. انها مدينة اسمرا ...التي أول ما يلفت انتباه الزائر لها هو طرازها المعماري الفريد الذي بني خلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي ويتفاجأ زائرها لأول مرة ربما يصل الامر لحد الدهشة من ذلك المعمار العصري والكلاسيكي.. فهي مختلفة تماما عن الصورة النمطية للمدن الافريقية كما أن جوها المعتدل المائل للبرودة وخضرة الجبال المحيطة بها وشوارعها الانيقة ومبانيها المميزة ذات الطابع الايطالي تجعل الزائر يشعر بأنه في أحد مدن شمال ايطاليا لا في قلب شرق افريقيا...واكثر مايميز المدينة هو انتشار المقاهي الحديثة والكلاسيكية ذات الطابع الايطالي في كل انحائها وايضا تمتاز بهدوء كبير في وسط المدينة التي يفضل سكانها ممارسة (المشي) بعد العصر وهي العادة التي ورثها الاريتريون عن الايطاليين، ويكتظ شارع (الحرية) المشهور بشارع (كمتشاتو) الذي يشق وسط المدينة بالمارة .. وهنا كل شئ منظم ومرتب بعناية فائقة الشوارع نظيفة والحدائق منتشرة في كل الاماكن تكسوها الخضرة والاشجار الجميلة. (قبلة العرسان): مدينة اسمرا المليئة بالتحف المعمارية والبنيات الاثرية اضافة الى الاليات العسكرية القديمة التي ترمز للحروبات الماضية التي خاضتها هذه الدولة الصغيرة ربما تشكل تاريخ وارث هذه المدينة التي اصبحت قبلة للسواح والزوار وخاصة السودانيين ولكن من خلال تجوالنا في ارجاء المدينة وجدنا ان اكثر زوارها من السودانيين هم (العرسان) ..واصبح معظم العرسان يفضلون قضاء شهر العسل في هذه المدينة الساحرة باعداد كبيرة في الاونة الاخيرة ولاسباب عدة منها الاجواء الهادئة والآمنة والرائعة بها بجانب العلاقات الازلية والتاريخية التي تربط الشعبين السوداني والاريتري والتي تسهل من مهمة الزائر السوداني لاسمرا لانه يجد معاملة اكثر من جيدة فضلا عن ان تكاليف الاقامة والاعاشة (بسيطة) مقارنة بالعديد من البلدان والمدن الاخرى. افادات من هناك: احد السودانيين (محمد عبد المطلب) الذي التقينا به هناك يقول انه موظف يعمل بالمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي وجاء لاول مرة لاسمرا لقضاء اجازة قصيرة وابدي اعجابه بها كثيراً واشار الى ان الاقامة والاعاشة غير مكلفة هذا ماشجعه على زيارة هذه المدينة التي وصفها بانها من اجمل المدن التي زارها مؤخراً. اما العريس الحردلو سليمان محمد عبد الجليل وعروسته اكدا علي انهما فضلا زيارة اسمرا وقضاء شهر العسل بها لانها هادئة وجوها معتدل طوال اليوم بجانب انها مدينة تمتاز بالجمال الساحر وطيبة شعبها واسعارها الزهيدة وطالبوا كل العرسان بزيارة اسمرا حتي يستمتعوا بجمالها واجوائها الرائعة في ظل سهولة وتيسر الرحلة بالبرعن طريق (كسلا ، تسني ، اسمرا). وجبات سودانية: وبمثلما توجد مدينة جميلة كمدينة مصوع الساحلية ايضا يوجد هناك مطعم سياحي باسم (مصوع) بالعاصمة اسمرا وهو من المطاعم الراقية وهو قريب جدا من فندق نيالا وسط المدينة والذي ينزل فيه كل السودانيين والعرسان، ويفضل الزوار السودانيون تناول الاكل بمطعم مصوع لانه يقدم وجبات سودانية والتي تقوم باعدادها الخالة (ختمة) والتي كانت تعمل بمنزل السفير السوداني باسمرا لمدة خمسة عشر عاما. طرب سوداني: ايضا من الاشياء التي لفتت انتباهنا هناك أن الاغاني السودانية حاضرة بعدد كبير من المطاعم، وبصورة كبيرة حيث يقومون هناك ببث اغاني من خلال اشرطة الكاسيت لفنانين كبار امثال الفنان الراحل محمد وردي وندي القلعة وحنان بلوبلو وعبد الكريم الكابلي . الطريق الي مصوع: مدينة مصوع الساحلية يغادر اليها العرسان السودانيون بعد قضاء بضعة ايام باسمرا والاستمتاع باجوائها وسحرها ولكن المثير للدهشة هو الطريق من اسمرا الي مصوع الميناء الرئيسي للبلاد فهو طريق جبلي متعرج ويعتبر هذا الطريق من المعجزات الهندسية التي تم تحقيقها خلال القرن الماضي علي يد الايطاليين الذين كانوا يسيطرون على اسمرا كواحدة من مستعمراتهم والاغرب من ذلك ان الطريق ينحدر بالسيارات من ارتفاع 2500 متر الي مستوي سطح البحر في مسافة لاتزيد عن سبعين كليومترا افقيا وتتيح الرحلة من اسمرا الي مصوع للزائر التعرف على طبيعية المنطقة بكل حضاراتها وثقافاتها ومعمارها الذي يعود للقرون الوسطي وتعتبر مدينة مصوع من اجمل المدن بعد اسمرا وبها العديد من الجزر والرمال ويقضي السواح والزوار اوقاتا ممتعة على ضفاف البحر هذا بخلاف التجوال داخل احياء هذه المدينة والتي يكثر فيها معمار اثري يعود للعصر الاسلامي وابرزها مسجد الحنفي الذي يزيد عمره عن (500) عام بالاضافة الي مجموعة من البيوت المصنوعة من الحجر المرجاني وتتميز مصوع باجمل شاطئ وهو شاطيء (قرقسم) وايضا هناك جزر دهلك وتسيطر الاسماك علي المائدة في مدينة مصوع بشكل كبير وتجد هناك العديد من انواع الاسماك. السوداني