أعلن المشير عبد الرحمن سوار الذهب الذي اختير “شخصية العام الإسلامية" لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الرابعة عشرة، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات، ومواقفها الداعمة للسودان في كل المجالات، وكشف ل"الخليج" عن زيارة سيقوم بها للدولة اليوم الأربعاء كانت مرتبة أصلاً قبل إعلان فوزه بالجائزة، وقال إن مبلغ الجائزة سيحقق له مشروعه الكبير في دعم وإعادة بناء مجمع خلاوي سوار الذهب التاريخية لتعليم القرآن الكريم، والتي تأسست عام 1504 ميلادية . وقال سوار الذهب إنه درج على زيارة الدولة سنوياً، حيث يقود وفداً من منظمة الدعوة الإسلامية للقاء القيادات الإماراتية من أجل دعم مشاريع المنظمة في إفريقيا، غير أنه كشف أن زيارته هذه المرة تأتي في إطار دعم مشاريع الوحدة بين الشمال والجنوب . وأشار إلى الاستنفار الذي أعلنه الرئيس عمر البشير أول أمس الاثنين لدعم الوحدة مع الجنوب، وأعرب عن يقينه الراسخ بموقف دولة الإمارات من وحدة السودان ودعمها . وقال “نحن على يقين من أن المشاريع التي سنعرضها في زيارتنا هذه ستجد الدعم الفوري والعاجل لتحقيق الوحدة بين شطري السودان" . وأضاف: منذ لقاء الرئيس البشير مع القوى السياسية مؤخراً ارتفعت وتيرة العمل بجدية لضمان وحدة البلاد . وقال “نعمل بإخلاص في هذا الخصوص، لقد تسلمنا هذه البلاد موحدة ويجب أن نسلمها لأبنائنا وأحفادنا وحدة واحدة" . وشدد على أن مستقبل السودان في وحدته، رغم الأصوات النشاز التي تردد نغمة الانفصال الآن . وقال “هناك وحدويون سيظهرون أنفسهم في الوقت المناسب، وأشعر بأن مآلات الوحدة هي الكاسحة وأسهمها الغالبة" . وقال سوار الذهب إن المصادفة وحدها هي التي زامنت بين توقيت زيارته إلى الدولة مع إعلان فوزه بالجائزة . ورفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على رعايته الكريمة للجائزة، وقال إن ذلك يؤكد اهتمام سموه وإيمانه الراسخ . وإن الأمر ليس غريباً على دبي، التي منذ زمن بعيد رعت مثل هذه المسابقات والتوجهات الإسلامية، وتكريمها للشخصيات التي تعزز وتسهم في خدمة الأمة الإسلامية . وأضاف: “ليس الأمر بغريب على آل مكتوم فقد ورثوا هذا الاهتمام من آبائهم وأجدادهم" . وأعرب سوار الذهب عن تقديره لدور الإمارات الرائد في الإغاثة ودعم السودان، وقال إن هذا الدور معهود ومعروف منذ عقود . واستذكر الجسور الجوية التي سيّرتها الإمارات إلى السودان إبان الفيضانات الشهيرة في ،1988 وقد انتقلت هذه الجسور إلى دارفور هذه الأيام . وأشار إلى أن دارفور تتلقى دعماً واضحاً ومؤسساً ومنظماً من دولة الإمارات ومؤسساتها الخيرية المعروفة، قائلاً: “لا أذيع سراً إن قلت إن المؤسسات الإماراتية تكفل بشكل كامل الأيتام وتبني المدارس والمراكز الصحية في القرى بولايات دارفور الثلاث، بل تكفل كل الخدمات الأساسية من الماء إلى التعليم والصحة، وتوفر كل ما يحتاج إليه المواطن، وللحق لم تقصر الإمارات مطلقاً في هذا الخصوص" . وقال سوار الذهب إنه سيسخر المبلغ المالي للجائزة في مشروع تجديد خلاوي جده سوار الذهب، وهي مجمعات بدأت من شمال السودان في دنقلا عام 1504 ميلادية وانتشرت في السودان، ومنذ ذلك الحين ما زالت هذه المدارس القرآنية مستمرة في عملها . وأشار إلى أنه شخصياً تلقى علوم القرآن في هذه المدارس . وأوضح: “أنا بصدد عمل مشروع كبير في إعادة بناء مجمعات الخلاوي الثلاثة في دنقلا (شمال) وأم درمان (وسط) والأبيض (الغرب الأوسط)، وقد جاءت هذه الجائزة في وقتها المناسب وستسهم في بناء هذه الخلاوي" . وأشاد سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، بسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية صاحب الأيادي البيضاء . وأشار إلى أن سموه هو الشخصية الوحيدة التي انفردت ببناء 40 مدرسة ثانوية في إفريقيا، حتى إن الاتحاد الإفريقي أشاد به وبكرمه الفياض . وذكر أن المئات من الطلاب الأفارقة الذين يدرسون في السودان، خاصة كليات جامعة إفريقيا العالمية، يعترفون بفضل الشيخ حمدان عليهم فقد استفادوا من هذه المدارس التي يرعاها وتخرجوا فيها ليلتحقوا بالجامعات .