مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت في بعض أوجهها سببا لعدم التواصل الاجتماعي أو سببا في القطيعة الاجتماعية وهدم البيوت السعيدة وتفكك الأسرة، ولعل أكبر دليل على ما يمكن أن تؤدي إليه إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هي الطلاق، وهذا ليس قراءة بل واقع فوفق ما نشرته إحدى الصحف الالكترونية المحلية أن مواطنة طلبت الطلاق من زوجها بسبب «تويتر»، ووفق ما أوردته الصحيفة «رقابة» بداية الشهر الجاري بأن مواطنة لم تجد مناصا من التصرفات الشاذة لزوجها بعد دخوله إلى عالم موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مما دفعها إلى مقاضاته وطلب الطلاق للضرر، ووفقا لمصادر قضائية مطلعة بحسب الصحيفة فإن المواطنة قالت في صحيفة دعواها ان زوجها تغير عليها فجأة وأهمل واجباته الأسرية وبات منشغلا طوال اليوم بالعبث في هاتفه النقال «البلاك بيري» والتحدث مع الفتيات عبر برنامج التويتر. وزادت المواطنة «بعد متابعتي له خلسة في تويتر وجدت أنه يتحدث مع فتيات في أمور غير أخلاقية منافية لتعاليم الدين الإسلامي وارتبط مع أكثر من فتاة بعلاقات محرمة بالإضافة إلى طلبه الدائم أن يعاشرني معاشرة شاذة، فلم أطق الاستمرار معه في ظل غضبه الدائم عندما نصحته وطلبت منه الابتعاد عن ال«تويتر» حفاظا على حياتنا الأسرية بيد أن جميع محاولاتي باءت بالفشل». وطالبت المواطنة في ختام دعواها أن تطلقها المحكمة طلاقا للضرر وأن تنال جميع حقوقها الشرعية وفقا لصحيح قانون الأحوال الشخصية. ومن خلال هذا التحقيق سنستعرض حقيقة تأثير إدمان البعض لمواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» على الصلات الاجتماعية للبعض وكيف انتهت إلى الطلاق أو الفراق أو حتى زراعة الشك بين أفراد الاسرة الواحدة. وهو ما يثبته المحامي محمد ذعار العتيبي الذي ترافع في قضية مماثلة انتهت بتطليق القاضي لموكلته التي اختصمت زوجها لإهماله لها بسبب الإنترنت. طلاق بسبب تويتر ويروي المحامي العتيبي قائلا: «ولا شك أن أي وسيلة تكنولوجية أيا كانت في حال الإفراط في استخدامها ستعود بالضرر على مستخدمها وعلى من حوله، كذلك الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا استغرب أو اندهش إذا ما وجدت مواطنة تطلب الطلاق من زوجها بسبب إدمانه لمواقع التواصل الاجتماعي ك «تويتر» أو برامج المحادثة، وهو أمر عايشته شخصيا كمحام في قضية ترافعت فيها وذلك خلال بداياتي الأولى في العمل». 16 ساعة أمام الإنترنت ويروي المحامي العتيبي القضية الغريبة قائلا: تقدمت المواطنة إليّ تشكو زوجها وتطلب الطلاق منه للضرر لأنه مدمن لمواقع المحادثة على الانترنت، ومن غريب ما روت وأكده الشهود أنه كان يقضي أحيانا 16 ساعة في بعض الأيام يتحاور ويتحدث في غرف المحادثة، ما ترتب عليه إهماله لها ولمنزله ولواجباته الأسرية وانقطاعه عن الصرف عليها وعلى أولادهما، وهو الأمر الذي تم ضمه إلى صحيفة دعوى الطلاق التي أقامتها ضد زوجها، وأخذ به كسبب مساند وعليه تم الحكم بطلاقها من زوجها». الوشم يكشف الزوجة ويكشف المحامي معاذ الشيباني وجها آخر لمواقع التواصل الاجتماعي عبر قضية قام بالترافع فيها قبل فترة، حيث اكتشف مواطن خيانة زوجته له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتحدث مع أحد زملائه في العمل، ويروي المحامي الشيباني تفاصيل القضية الغريبة قائلا: «كان الزوج في مهمة عمل رسمية تستغرق أشهرا خارج البلاد عندما كان في جلسة ودية مع زملائه في الرحلة وبدأ أحدهما يستعرض عددا من صور الفتيات اللاتي يحادثهن عبر تويتر، وكانت صدمة الزوج عندما شاهد صورة لفتاة يظهر جزء من جسدها وتحديدا كتفها وتبدو عليه رسمة وشم، عرفها ما أن رآها، فهذه الرسمة تخص زوجته، وبالطبع تحامل الزوج على نفسه، وقام بالخروج من المكان الذي يجمعه بأصدقائه، وعندما عاد إلى سكنه قام بإضافة تلك الفتاة، واطلع على صفحتها ووجد عددا من الصور التي تضعها وشاهد الوشم المميز وفي المكان المحدد، وتأكد له أنها زوجته، وبعدها عاد إلى البلاد سريعا، وقام بمواجهة زوجته التي أنكرت ورغم إنكارها قام برفع قضية ضدها، وأرفق الصور التي تثبت كلامه في صحيفة الدعوى، وتم التحقيق مع الزوجة خلال القضية». وأضاف الشيباني: «على الرغم من عدم الدخول في تفاصيل الأحداث فقد تم تطليق الزوجة لما ثبت من إدانتها لخيانة زوجها عبر المحادثة عبر الانترنت». زواج عبر تويتر تنشر على موقع تويتر صفحات لخطابات يدعين أنهن يقمن بتزويج الراغبين عبر الرسائل الخاصة لصفحاتهن ومنهن امرأة تسمي نفسها أم خالد، متابعوها نحو 1500 وحاولنا التحدث اليها عبر الخاص واكتفت بالقول انها تفضل «تويتر» لأنه أكثر خصوصية وتستقبل طلبات تتراوح بين 3 و5 راغبين أو راغبات جادين أسبوعيا وتقوم بالتواصل معهم عبر الهاتف ومن ثم تحدد موعدا للقاء، وتقول أم خالد: «استقبل عشرات الطلبات ولكن الجاد منها لا يتعدى ال 3 أو ال 5 طلبات كل أسبوع». آراء وقصص وإدمان كل شخص يمتلك هاتفا ذكيا يمتلك حسابا في «تويتر» ولكن البعض يستخدمه باعتدال والبعض الآخر يستخدمه بإدمان، وهو ما تشرحه سما محمد - 19 عاما - طالبة جامعية: «أنا اعترف ان تويتر تسبب في ان أخسر الكورس الأول لي في الجامعة، ورسبت في بعض المواد وبعضها حصلت على علامات متدنية، والسبب هو أنني تعلقت بتويتر والواتساب والبي بي، حيث أقضي ساعات متواصلة مع صديقاتي عبر تلك المواقع والبرامج، ووصل إدماني إلى حالة مرضية، وكنت أقضي أحيانا أكثر من 5 ساعات متواصلة، حيث أذهب إلى غرفتي بعد صلاة العشاء وأقضي الوقت أحيانا حتى الساعة الثانية ليلا في متابعة تويتر والبي بي، حتى في المحاضرات كنت ألهو بهاتفي النقال ومتابعة تويتر، وهذا كله تسبب في تأخر تحصيلي العلمي، بل تسبب في رسوبي في بعض المواد كما ذكرت وخسرت كورسا دراسيا كاملا، واعتقد ان هذا الأمر سيترتب عليه خسارتي للعام كله، وهو أيضا سيتسبب في تدني معدل درجاتي بشكل عام». وعن كيفية تخلصها من مشكلة إدمان تويتر تقول سما: «الأمر كان سهلا جدا فقد قررت أن الغي حسابي في تويتر وان احدد فترة متابعتي لأي أحداث أو أحاديث بيني وبين صديقاتي عبر الواتساب وفي أوقات محددة فقط، والآن جهدي كله منصب على دراستي، أما تويتر والبي بي فلم أعد التفت لهما كثيرا». عائلة كاملة على «تويتر» ربما يكون «تويتر» موقع تواصل اجتماعي، ولكنه يبدو انه في الكويت اصبح موقع تواصل عائلي أيضا وهو ما يكشفه عدنان علي (22 عاما) قائلا: نحن 3 أشقاء وكل واحد منا لديه صفحة في «تويتر» ويتابع بعضنا البعض ونعلق على موضوعات بعضا أيضا، ولكن منذ عام اشترى والدي ووالدتي هاتفين نقالين ذكيين وما هو الا شهر حتى كان لكل منهما صفحته على «تويتر» وأصبحا يتابعاننا ونتابعهما، والدتنا دائما ما تكون تغريداتها حول الأدعية الدينية والنصائح الاجتماعية المنوعة ووالدي يتحدث عن السياسة والأوضاع العربية. ويقول عدنان: «منذ ان بدأ والدانا يتابعاتنا على «تويتر» أصبحنا أكثر تحفظا».
