تحتوي منطقة البجراوية على آثار إنسانية ضاربة في أعماق التاريخ السحيق وهى بكنوزها الاثرية من أهرامات ومعابد وتماثيل ورسومات اصبحت قبلة للسياح والزائرين من داخل السودان وخارجه وقد استغل سكان المنطقة من (الاعراب) توافد السياح الى منطقتهم ليتكسبوا منهم ولم تذهب عقولهم بعيدا عن ماذا يمكن أن يدر عليهم المال من القادمين اليهم فشحذوا ابصارهم نحو آثار أجدادهم من اهرامات ومعابد ورسوم نحتت على الصخر بصورة قمة في الابداع ولان انسان الريف مبدع بفطرته، فقد برع هؤلاء البسطاء من ابناء المنطقة في التفنن في نحت الحجارة وتشكيلها في أحجام وصور مختلفة على شكل أهرامات وكباش ملكية وأسود وتماثيل لملوك وملكات تلك الحقبة إضافة الى الحلى وأقراط الزينة المكونة من (السكسك) و(الخرز) و(الودع) و(الجلود) و(النحاس). الاستاذ ياسر عرمان عندما اختار المنطقة لتدشين حملته الثقافية منها أستهل البرنامج بآيات من القرآن الكريم وجاء اختياره موفقا لرهبة وقدم وتاريخية المكان فتلا قوله تعالى {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}. تاريخ المنطقة يعود لأكثر من ثلاثة آلاف سنة حيث كان المكان يضج بالحياة والحركة وكيف أن كل هذه الحياة وما تبقى منها عبارة (رميم) وأطلال تبقى شاهدة على ذلك التاريخ. حول الاهرامات اصطف مجموعة من الاطفال والشباب والشيوخ يتبارون في عرض مقتنايتهم للسياح اقتربت من أحدهم ويدعى الشيخ عوض الحسن الذي بادر بتعريفي على بضاعته من تماثيل ومجسمات لأهرامات وحلى ومشغولات يدوية مصنوعة من الجلد وسعف النخيل اضافة الى عملات حديدية ترجع بعضها لقرون واخرى ورقية لأغلب الحكومات التى مرت على السودان قال انها يطوف بالقرى والحلال لجمع هذه العملات من كبار السن ويأتى لبيعها هنا للسياح ورغم الاسعار الزهيدة لمقتنياته الا انها تكفي حاجته ويبلغ دخله في بعض الاحيان اكثر من (50) جنيها اما اكثر الفئات التى تشترى فقال أن (الخواجات) هم الاكثر لكن في الفترة الاخيرة اصبح السودانيون يقتنون هذه التحف والمشغولات اليدوية. وجدتنى اشترى منه بعض التماثيل والاهرامات الصغيرة الكثيرون يحتفظون بذكرى زيارتهم لهذه المنطقة من خلال اقتناء اشياء ذات صلة بالتراث والتاريخ وهكذا نجد أن آثار الاجداد اصبحت مدخلا ل"معايش الافراد". السوداني